البروستات هي غدة تناسلية ذكرية توجد أسفل عنق المثانة وتحيط بمجرى البول أو ما يسمى بالإحليل، تعمل البروستات على إفراز سائل حمضي شفاف اللون ويحتوي على كمية من الأملاح والأنزيمات والبروتينات والزنك الضرورية للحيوانات المنوية, وتشكل هذه الإفرازات جزءا كبيرا من السائل المنوي، ولذلك ينصح الأطباء بالفحص الدوري لإمكانية الكشف المبكر عن الأمراض المختلفة التي يمكن أن تتعرض لها الغدة، وخاصة احتمالية وجود الأورام الخبيثة. هكذا بدأ حديثه الدكتور حمد الحلو استشاري المسالك البولية والتناسلية والعقم وزراعة الكلى بمستشفى الكندي للخليج الطبي موضحا أن مشاكل البروستات الرئيسية تنقسم إلى ثلاثة أصناف وهي: التهابات غدة البروستاتا، التضخم الحميد للبروستاتا وأخيرا سرطان البروستاتا. يعتبر احتقان البروستاتا من أكثرها شيوعا وينتج من عدم تنظيم العلاقات الزوجية والكبت الجنسي والتهيج المستمر في بعض حالات العزل. ومن المشكلات الطبية التي تصيب البروستاتا ما يعرف بالتضخم الحميد للبروستاتا وهو يصيب الرجال غالباً بعد سن الخمسين ويؤدي إلى مشاكل بالتبول كتقطع البول، وكثرة التبول الليلي والنهاري، وأحيانا الاحتباس البولي الكامل في بعض الحالات. وأسباب هذا المرض غير معروفة تماماً حتى الآن، لكن قد تلعب بعض الهورمونات أو الوراثة دوراً في ذلك. تكمن أهمية تضخم غدة البروستات في إحداثها لانسداد تشريحي في الإحليل وإذا لم يعالج يؤدي ذلك إلى احتباس البول في المثانة ومن ثم استسقاء الكليتين، وإذا استمر هذا الاستسقاء لفترة طويلة فهذا يؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن. وهناك عدة طرق علاجية منها إعطاء بعض الأدوية في الحالات البسيطة، أما في الحالات الشديدة فالجراحة هي الحل الأمثل وأغلبها تعتمد على الاستئصال او التبخير بالمنظار عن طريق الإحليل. ومن العلاجات الجديدة لمثل هذه الحالات تقنية الرزيوم Rezium والتي تعتمد على بخار الماء وأثبتت نجاحا ممتازا. أسباب سرطان البروستات يوضح الدكتور حمد أن سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم حيث يصاب به واحد من بين كل سبعة رجال ويمثل 19% من حالات السرطان الجديدة كل عام، ولحسن الحظ تقل نسبة الإصابة به في الشرق عن الغرب لأسباب عدة منها البيئية كنوعية الطعام مثلا أو الوراثية الجينية هذا وتزداد نسبة حدوث هذا السرطان الفتاك بتقدم العمر. وتشير الدراسات الى أن أكثر من مليون حالة لسرطان البروستاتا يتم تشخيصها سنويا على مستوى العالم. ومن الثابت علميا أن السمنة أحد عوامل الخطر لمثل هذا المرض. الأعراض الأكثر شيوعا والتشخيص عندما يبدأ الورم في الانتشار التدريجي في غدة البروستاتا تبدأ العديد من الأعراض في الظهور والتي قد تشبه في بداية الأمر الأعراض السابقة الذكر لتضخم البروستاتا الحميد، الى جانب بول دموي أو مني مدمى مائل للاحمرار أو إلى اللون البني الداكن، وكحال الأورام السرطانية الأخرى فإن سرطان البروستاتا عرضة للانتشار إلى أعضاء أخرى في الجسم كالعظام مثلا مسببا آلام العمود الفقري أو الغدد اللمفاوية في الحوض يسبب انتفاخ الأرجل نتيجة رشح السائل الليمفاوي بسبب الضغط على الأوردة والأوعية الليمفاوية. وأضاف: «يعتمد التشخيص في الكثير من الحالات على الفحص السريري لغدة البروستاتا ثم يضاف تحليل الدم لدلائل أورام البروستاتا أو ما يعرف باسم المستضد البروستاتي النوعي (PSA)، ثم الفحص بواسطة الموجات الصوتية عن طريق الشرج وهذه الوسائل الثلاثة تكون عصب التشخيص الرئيسي في غالبية الحالات وقد يلجأ الطبيب إلى الأشعة المغناطيسية في بعض الحالات فيما تعد خزعة البروستاتا، الطريقة الوحيدة المؤكدة لتشخيص سرطان البروستاتا حيث تؤخذ فيها عينات صغيرة من أنسجة البروستاتا من مناطق متعددة (عادة 12) للبحث عن الخلايا السرطانية، يقوم بها مختص بأورام البروستاتا أو طبيب أشعة مختص في التشخيص التداخلي، ويستخدم الموجات فوق الصوتية في أخذ الخزعات تحت المخدر الموضعي ثم تبعث للفحص النسيجي الباثولوجي». طرق العلاج أكد الدكتور الحلو أن عامل السن والصحة العامة وتصور المريض للعلاج المحتمل وآثاره الجانبية ومرحلة المرض من العوامل المهمة في تحديد نوع العلاج المناسب. بشكل عام خيارات علاج المرض في مرحلته المبكرة هي إما المراقبة النشطة أو العلاج الإشعاعي أو الجراحة كل حسب حالته. العديد من الرجال والذين تم تشخيصهم بالإصابة بسرطان البروستات يمكن مراقبتهم بما يعرف مصطلحا بـ«الترصد النشط» ومعناه الملاحظة الدقيقة للورم مع مرور الوقت لأي علامة لنموه أو ظهور الأعراض وعادة تحتوي عملية الترصد على فحص دوري لدلائل أورام البروستاتا وفحص سريري للبروستاتا. وقد أسهمت التقنيات والطرق العلاجية الحديثة في علاج سرطان البروستاتا بفاعلية كبيرة حيث يعد استئصال البروستاتا هو الحل الجذري للمشكلة ويعتمد على استئصال الغدة بالشق الجراحي أو المنظار البطني أو بتقنية الروبوت وتوصيل المثانة مباشرة بمجرى البول الخلفي. يأتي العلاج الإشعاعي الخارجي أو العلاج الإشعاعي الموضعي أو العلاج بالموجات الصوتية عالية الكثافة (HIFU) أو التجميد بدائل علاجية جيدة، خاصة عند ثبوت تمركز الورم في البروستاتا وعدم انتشاره. وقد نتج عن هذه العلاجات القدرة على التحكم بسرطان البروستاتا بدون التدخل الجراحي السابق وتحت تخدير موضعي في بعض الأحيان، وهذا يناسب كبار السن وبدون فقدان الدم أو فقدان القدرة على التحكم في التبول مع إمكانية الاحتفاظ بالقدرة الجنسية تبعا لحالة المريض. أما خيارات العلاج للمرض في مراحله المتقدمة فهي العلاج الهرموني ويتم إما بتهبيط الغدة النخامية تحت المخ أو معاكسة تأثير الهرمون الذكري على البروستاتا بالأدوية وفي الحالات المتقدمة أو مع ظهور الأورام الغير مستجيبة للهرمونات فيتم اللجوء إلى العلاج الكيماوي. نصائح وقائية وأخيرا وبشكل عام يمكن الوقاية من أمراض البروستاتا باستنباط طرق معيشية صحية مثل ممارسة الرياضة بعيداً عن الوجبات السريعة المشبعة بالدهنيات واللحوم الحمراء وزيادة الحصص اليومية من الأطعمة المفيدة للبروستاتا مثل الرمان والطماطم لاحتوائه على الليكوبين والقرع والفلفل البارد والسلمون والافوكادو والجوز البرازيلي والشاي الأخضر. وهناك الكثير من المكملات الغذائية التي تساعد على صحة البروستاتا وأغلبها يحتوي على البلميط المنشاري (Saw Palmetto) أو الكتان لاحتوتئه على مركبات الليجنانات أو القراص الشائك (Nettle) أو البطباط وهو نبات يعمل على الوقاية من التهاب المجرى البولي او ازهار الصبار والتي تساهم في تنظيف المسالك البولية. كما أن الحبة السوداء وعسل السدر والعرقسوس والأغذية الغنية بفيتامينات أ و ج كالبرتقال والليمون والخس والجرجير مفيدة أيضا لغدة البروستاتا. ومن طرق الوقاية المهمة الفحص المبكر لسرطان البروستاتا عن طريق الفحص الدوري للدم والفحص البدني للبروستاتا قد ثبتت فاعليته لاكتشاف الأورام السرطانية خاصة عند الرجال ما بعد سن الخمسين أو بعد سن الأربعين في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بأورام البروستاتا كما يجب مراجعة الطبيب عند الحاجة كظهور أحد أعراض البول سالفة الذكر، وأخيرا وليس آخرا الحفاظ على الحياة الجنسية الصحيحة.
مشاركة :