حدد تقرير صدر بتعاون مركز الفكر في شركة «ستراتيجي آند» (جزء من شبكة بي دبليو سي العالمية) مع مجلس الإمارات للشباب التوجُّهات العشرة الرئيسة لشباب الإمارات، والتي شهدت تسارعاً في وتيرتها نتيجة جائحة كوفيد-19، وذلك ضمن خمسة محاور رئيسة وهي: التعليم ورأس المال البشري، والعمل والإنتاجية، والصحة والسلامة، والمجتمع والاستدامة، والمواطنة، نظراً للأهمية المحورية لهذه التوجُّهات في تحديد ملامح قطاع الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة. وقال فادي عدره الشريك في «استراتيجي آند» الشرق الأوسط وقائد ممارسات القطاع الحكومي والعام بدولة الإمارات: «إنّ الاستثمار في الشباب وتهيئة الظروف المناسبة لمساعدتهم على تحقيق إمكانياتهم الكاملة هو أمرٌ ضروريٌ لتمكين المنظومة الاقتصادية من مواكبة متطلبات المستقبل».وأضاف: «إنّ الفهم الدقيق لهذه التوجُّهات من شأنه مساعدة الجهات والمؤسسات في الدولة على اعتماد السياسات المناسبات لكل توجُّه، مما يؤدي بدوره إلى تعزيز قوة وشمولية الاقتصاد والمجتمع». وقد تمثلت التوجهات في: الاستفادة من التعليم الرقميّ والمُخصص: ستُحدث الرقمنة والبيانات المخصصة والتعلُّم الإلكتروني تحولاً في المنظومة التعليمية، وستعمل التقنيات الحديثة ومن بينها روبوتات الدردشة التفاعلية القائمة على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع الافتراضي المتكاملة على دعم التعلُّم الذاتيّ والمُخصص والتكيُّفي. - استشراف وظائف المستقبل: ستكون الشركات وجهات العمل بحاجة إلى قوة عمل تتسم بالمرونة والريادة والقدرة على التكيُّف، وسيصبح نموذج العمل عن بُعد هو النمط السائد على المدى الطويل، كما سيصبح اقتصاد العمل الحر والقوى العاملة التشاركية تحت الطلب أكثر انتشارًا، وسيسعى الشباب وراء شغفهم والاستفادة من منظومة الخدمات الكاملة التي تدعم منهج ريادة الأعمال. - الاهتمام بأنماط الحياة الصحية وتعزيز الصحة النفسية: ستصبح اللياقة البدنية مفهوماً أكثر شمولية وستكون مُعززة رقمياً، وسيزداد الاعتماد على التقنيات الحديثة المستخدمة في مراقبة ومتابعة الحالة الصحية، ومن بينها التقنيات التي تساعد على تقديم إرشادات غذائية مخصصة حسب ظروف كل شخص والرعاية الوقائية القائمة على البيانات. إضافةً لذلك، فقد أدت الجائحة إلى تفاقم المشاكل المرتبطة بالصحة النفسية، ولكن مع زيادة الوعي ستتلاشى الوصمة المجتمعية المصاحبة لمشاكل الصحة النفسية بين الشباب، وسيشهد العلاج متعدد النظم انتشاراً كبيراً بما يدعم التدخل المبكر وإتاحة الخدمات حسب الطلب. - تغيير العادات المالية واعتماد أنماط حياة مستدامة: دفعت الجائحة الشباب إلى تقييم عادات الإنفاق والتركيز على الادخار للمستقبل، ومن المتوقع أن يركز الشباب بصورة أقل على شراء الكماليات مع التركيز بصورة أكبر على المسؤولية المالية. وسيكون الشباب أكثر نشاطاً في تشجيع الحكومات والمؤسسات على اتخاذ المزيد من الإجراءات بشأن التغيُّر المناخي، من خلال تبني ممارسات المعيشة المستدامة والحفاظ على البيئة للحد من بصمتهم الكربونية. - التلاحم المجتمعي، والتمتع بالوعيّ والمسؤولية الاجتماعية: ستؤدي مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية - ومن بينها زيادة متوسط العمر المتوقع وانخفاض معدل المواليد - إلى تغيير الهياكل الأسرية. وسيواصل الشباب العمل على تطوير الممارسات الروتينية الأسرية والأنشطة العائلية الترفيهية المرحة وذات الاهتمامات المشتركة، مع تجسيد قيّم دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثلة في التسامح والاحترام والتنوع.وستكتسب المسؤولية الاجتماعية للشباب ومفهوم العطاء الجماعي مكانةً بارزةً، وسيزيد الإقبال على المشاريع الهادفة ذات القيمة الاجتماعية. كما ستعزز المنصات الإلكترونية من المشاركة المجتمعية للشباب، وإتاحة فرص أكبر لمشاركتهم في اتخاذ القرارات المرتبطة بالسياسات. مسؤولية أكبر قال هاشم حيي حمد الكعبي عضو مجلس الإمارات للشباب: «تعدُّ هذه التوجُّهات بمثابة فرص للشباب وصنّاع القرار في الدولة على حدٍ سواء، لدى الشباب الآن مسؤولية أكبر للاستفادة من الأولويات والأدوات والتقنيات الحديثة المتاحة، وزيادة دورهم وإسهاماتهم في التصميم والتطوير المشترك لمستقبل دولة الإمارات في الخمسين عاماً المقبلة». من ناحيتها، أضافت ديمة السايس - الشريكة ومديرة مركز الفكر بشركة «ستراتيجي آند» -الشرق الأوسط «أنّنا ندعو كافة الجهات والمؤسسات المعنية للاستفادة من هذه التوصيات عبر اتخاذ خطوات وتصميم سياسات وإجراءات من شأنها المساهمة في التنمية الاقتصادية والمجتمعية مستقبلاً. إسهامات الشباب ومشاركاتهم ستساعد في ازدهار المجتمع، كما أن توظيف طاقاته الكاملة سيجعلهم أكثر استعداداً للمستقبل».
مشاركة :