زعمت دراسة علمية جديدة أن الإفراط في تناول الطعام ليس السبب الرئيسي للسمنة. وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد قالت الدراسة إن استهلاك الأنواع الخاطئة من الأطعمة هو السبب الحقيقي وراء البدانة مشيرة إلى أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات المعالجة سريعة الهضم، وتلك التي تسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، تؤدي إلى اختلالات هرمونية تتسبب في زيادة الشعور بالجوع وزيادة الوزن. واعتمد فريق الدراسة على «نموذج الكربوهيدرات - الأنسولين»، الذي طوره الخبراء في أوائل القرن العشرين لفهم أسباب السمنة بشكل أفضل. ويقول النموذج إن تناول الكربوهيدرات والسكريات المعالجة سريعة الهضم يزيد من إفراز الأنسولين في الجسم الأمر الذي يعزز ترسب الدهون ويثبط إفراز هرمون الغلوكاجون المسؤول عن رفع تركيز الغلوكوز والأحماض الدهنية في مجرى الدم. وهذه الأمور تخبر الخلايا الدهنية بتخزين المزيد من السعرات الحرارية، مما يترك سعرات حرارية أقل لتغذية العضلات والأنسجة. ثم يعتقد الدماغ أن الجسم لا يحصل على ما يكفي من الطاقة، مما يؤدي إلى الشعور بالجوع. ووفقاً لفريق الدراسة، يمكن أن يبطئ ذلك أيضاً عملية التمثيل الغذائي في الجسم، وهي العملية الكيميائية لتحويل الطعام إلى طاقة، مما يعني أن الشخص يبقى جائعاً رغم اكتسابه للوزن والدهون. وأكد الباحثون في الدراسة المنشورة في المجلة الأميركية للتغذية السريرية أن استخدام «نموذج الكربوهيدرات - الأنسولين» في إدارة الوزن وعلاج السمنة ستكون له «آثار جذرية في حل هذه الأزمة». وقال الدكتور ديفيد لودفيغ، اختصاصي الغدد الصماء في مستشفى بوسطن للأطفال، والذي قاد الدراسة: «إن الوقت قد حان لإلغاء الفكرة التي تعود إلى قرن من الزمان بأن السمنة ناتجة عن الإفراط في تناول الطعام». وأضاف لودفيغ: «رغم النصائح التي انتشرت خلال العقود الماضية بضرورة تناول كميات أقل من الطعام وممارسة الرياضة، فقد ارتفعت معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني والسرطان، بشكل مطرد. الأمر الذي جعلنا نبحث في الأسباب الأخرى المؤدية للبدانة». ووفقاً للباحثين، تشمل الأغذية والمشروبات التي تسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، والتي ينبغي التقليل منها بشكل كبير، المشروبات المحلاة والبطاطس المقلية، والمكرونة البيضاء والأرز الأبيض، والبطاطس المخبوزة ورقائق حبوب الإفطار.
مشاركة :