الخرطوم - سجل معدل التضخم السنوي في السودان تراجعا لأول مرة منذ بداية المرحلة الانتقالية في البلاد التي تلت الاطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل أكثر من عامين. وذكرت وكالة أنباء السودان (سونا)، الثلاثاء، أن "انخفض معدل التغير السنوي (التضخم) مسجلا 387,56% لشهر أغسطس/آب مقارنة بمعدل 422,75% لشهر يوليو/تموز بانخفاض قدره 35,22 نقطة". وعانى السودان من العزلة والعقوبات على مدار عقود، وشهد خلال الأزمة الاقتصادية اقتراب معدل التضخم من 400 بالمئة ونقص في السلع الأساسية والخدمات وتراجع الأمن الغذائي. وأوضحت سونا أن انخفاض معدل التضخم جاء متأثرا بتراجع أسعار المواد الغذائية خلال آب/أغسطس. ويمر السودان بمرحلة انتقالية صعبة منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل 2019 بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه أثارتها الأزمات الاقتصادية. وتعهدت الحكومة الانتقالية التي تشكلت في آب/أغسطس 2019 إصلاح الاقتصاد الذي تضرر بسبب عقود من العقوبات الأميركية وسوء الإدارة في ظل عهد البشير. وفي الأشهر الأخيرة ألغى السودان دعم المحروقات وقام بتعويم منظم للجنيه للقضاء على السوق السوداء. وهذه الإجراءات التي يعتبرها كثير من السودانيين قاسية تعد جزءا من إصلاحات يدعمها صندوق النقد الدولي لتمكين السودان من تخفيف أعباء ديونه. وأعلن نادي باريس أكبر دائن للسودان الجمعة أنه سيلغي الكثير من الديون المستحقة له على السودان للمساعدة في إعادة الخرطوم إلى الساحة الدولية. وجاء الإعلان في إطار جهد أوسع من قبل صندوق النقد الدولي لتخفيف أكثر من 50 مليار دولار من ديون السودان، أي نحو 90 بالمئة من اجمالي الديون، على مدى السنوات القليلة المقبلة. وسوى السودان مؤخرا متأخرات مستحقة للبنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية من خلال قروض تجسيرية من دول غربية حيث عمد رئيس الحكومة عبدالله حمدوك على تحسين علاقات السودان بدول غربية على راسها الولايات المتحدة.
مشاركة :