في وقت سجلت فيه المملكة نمواً في حركة المسافنة عبر موانئها، كشفت معلومات صادرة أمس عن أن تحالف الشركات المالكة لـ«مجمع جازان للتغويز وإنتاج الطاقة» في مدينة جازان الاقتصادية (جنوب غربي السعودية)؛ والذي يتضمن شركة «أرامكو السعودية»، يقترب من الحصول على تمويل بقيمة تصل إلى نحو 5.6 مليار دولار من أجل الإغلاق المالي. ووفق ما نقلته فضائية «سي إن بي سي عربية» عن مصادر، فإن التمويل قد يتم تأمينه خلال الأسبوع الحالي، موضحة أن الإغلاق المالي للمشروع كان ينتظر أن يتم في الربع الرابع من العام الحالي، لكنها أشارت، في الوقت ذاته، إلى أن إجمالي الدين في تمويل المشروع يبلغ نحو 7.2 مليار دولار، فيما سيجري تمويل الجزء المتبقي من خلال قرض ميسر من صندوق التنمية الصناعي بقيمة 1.6 مليار دولار. وتوقعت المصادر أن ينافس نحو 22 بنكاً محلياً على تقديم التمويل، مبينة أن كلاً من «ستاندارد تشارترد» و«الفرنسي كابيتال» يقدمان خدمات المشورة المالية، فيما تقدم «وايت آند كيس» خدمات الاستشارات القانونية لـ«أرامكو». ومعلوم أن مشروع «مجمع جازان للتغويز وإنتاج الطاقة» عبارة عن إنشاء محطة كهرباء متكاملة بتقنيتي التغويز والدورة المركبة للوقود في جازان ووحدة جازان لفصل الهواء، حيث تقدر قيمته بنحو 12 مليار دولار. وتمتلك شركة «إير برودكتس» نسبة 46 في المائة من المشروع، وشركة «أكوا باور - السعودية» 25 في المائة، فيما تمتلك «أرامكو السعودية» 20 في المائة، وشركة «إير برودكتس قدرة» 9 في المائة من المشروع، حيث سيقوم المشروع المشترك بامتلاك وتشغيل ونقل المرفق بموجب عقد مدته 25 عاماً، وستتولى «أرامكو السعودية» توريد المواد الأولية التي تنتجها المصفاة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع الجديد من الكهرباء نحو 3800 ميغاواط، ونحو 184 ألف متر مكعب من الهيدروجين في الساعة، وبخار بنحو 585 ألف طن في الساعة. من جانب آخر، شهدت الموانئ السعودية خلال أغسطس (آب) الماضي مناولة 814 ألف حاوية قياسية (صادرة وواردة)، منها حاويات المسافنة التي سجلت ارتفاعاً لافتاً بنسبة 20.4 في المائة، بواقع أكثر من 457 ألف حاوية قياسية، بينما بلغت البضائع المناولة أكثر من 25 مليون طن، فيما شهدت أعداد السفن ارتفاعاً بنسبة 8.1 في المائة بواقع 1119 سفينة. ووفقاً للمؤشر الإحصائي الصادر عن «الهيئة العامة للموانئ»، فقد حققت «موانئ السعودية» خلال الشهر الماضي ارتفاعاً لافتاً في إجمالي أعداد الركاب، بنسبة 134.7 في المائة، بواقع 70 ألف راكب، بالإضافة إلى تحقيق ارتفاع في أعداد السيارات بنسبة 61.7 في المائة، تمثل زيادة 74 ألف سيارة، بينما بلغ إجمالي أعداد المواشي 43 ألف رأس من الماشية الحية، فيما بلغ إجمالي المواد الغذائية أكثر من 1.6 مليون طن. وتأتي الزيادة في أحجام المناولة مواكبة لمتطلبات التنمية والاقتصاد الوطني والحركة التجارية في المملكة، وذلك ضمن عمليات التطوير المستمرة التي تعمل عليها «الهيئة العامة للموانئ» في إطار رفع مستوى الأداء التشغيلي واللوجيستي والارتقاء بتنافسية الخدمات المقدمة للمستفيدين، بالإضافة إلى رفع قدرات البنية التحتية والطاقات الاستيعابية في هذا القطاع الحيوي، كما تأتي في ظل الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الخطوط الملاحية العالمية، بما يسهم في تعزيز قوة ربط موانئ المملكة مع موانئ الشرق والغرب وزيادة كميات المناولة في الموانئ. وترتكز رؤية «الهيئة العامة للموانئ» تحت مظلة «الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية» على «تنمية قطاع بحري مستدام ومزدهر لترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً وتمكين طموحاتها الاقتصادية والاجتماعية، والعمل على تحقيق مزيد من التميز والارتقاء، لجعل الموانئ عنصر جذب استثماري، وتطويرها، بما يدعم التجارة والتنمية الاقتصادية للمملكة».
مشاركة :