د.النفيسي يهاجم الوليد بن طلال ويقول: دولة عمان لغز لأنها تغرد خارج السرب الخليجي

  • 11/30/2013
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

خاص - كل الوطن:قال المفكر السياسي الكويتي د. عبدالله النفيسي إن دولة عمان لغز, ولابد من دراسة الموقف العماني وفق التطورات الأخيرة, فعمان تغرد خارج السرب عن دول الخليج, فهي لعبت دور الوسيط في التقارب الإيراني الأمريكي, وفسر النفيسي ذلك بقرب المذهب الإباضي في عمان من المذهب الشيعي بل هو جزء منه وأن تقارب البلدين جغرافيا له دور في ذلك وأن هناك علاقات تاريخية بين عمان وإيران ففي علاقاتهم نوع من التقية. جاء ذلك في برنامج حراك والذي كان ضيفه المفكر السياسي الدكتور عبدالله النفيسي ويقدمه الإعلامي عبدالعزيز قاسم على قناة فور شباب يوم الجمعة, وكانت عنوان الحلقة: (التقارب الأمريكي الإيراني.. الدلالات والاحتمالات), وأكدالنفيسي إن التقارب الإيراني الأمريكي فشل أو نجح فإننا سنخسر في كلتا الحالتين؛ فإيران تريد من الولايات المتحدة أن تتعهد لها بعدم ضرب إيران وإطاحة النظام فيه, كذلك يريدون من أمريكا اعترافها بأحقيتها في العمل على إنتاج السلاح النووي, كما يريدون من أمريكا دور إقليمي أكبر في المنطقة يتناسب مع حجمها واقتصادها وعدد سكانها, هذه ثلاثة نقاط بارزة تعمل على تحقيقها إيران. وأضاف النفيسي: أن إيران تلعب وتلوح بأحقيتها في امتلاك سلاحها النووي وتبتز بهذا وكأنها تقول لأمريكا أن هناك بعض المشاكل مع السعودية والبحرين وباقي دول الخليج ونريد منكم (أي أمريكا) حسمها إذا كنتم تريدوننا أن نبتعد روسيا والصين. ثم نحن لم نكسب ولم نخسر من هذه الاتفاقية الغربية الإيرانية, فلا نستطيع الحكم عليها إلا بعد ستة أشهر, وعلينا الانتباه والحذر من هذه العملية. وأضاف النفيسي أنه عندما سقط العراق لم يسقط إلا بتعاون الفرس ثم سلمت أمريكا العراق على طبق من ذهب للفرس, وهناك سوابق تاريخية بين الفرس والولايات المتحدة, فلا يمكن أن تفهم الحاضر حتى تفهم المستقبل, ولا المستقبل حتى تفهم الحاضر؛ فالتاريخ يُعول عليه كثيراً. أما الحدث الأخير وهو الاتفاق الغربي أو الأمريكي وإيران فهذه الاتفاقية لم نخسر فيها, وما يصعده بعض الكتاب الأمريكيون فهذا كلام صحفي مبالغ فيه كثيراً. فالاتفاق ينص على التزام إيران بوقف تخصيب اليورانيوم مقابل عدم إحداث عقوبات جديدة لمدة ستة أشهر؛ وهذا يدل على عدم الثقة بين الجانبين. وفي سؤال له من مقدم البرنامج عبدالعزيز قاسم, قال: مالذي كسبته إيران من الاتفاق؟ قال النفيسي: إيران هو الطرف الوحيد الذي كسب في هذه الاتفاقية, فكسب أولاً: تجميد الضغط الغربي عليه وخفف من حدته, لأن إيران في وضع اقتصادي صعب للغاية, كذلك كسبت إيران الثقة من الشارع الإيراني, الذي ضاق ذرعاً من هذه العقوبات, وأضاف النفيسي أيضاً أن إيران تستطيع أن تلتف على هذه العقوبات أكثر خلال الستة أشهر وتتحرر منها, فالبنوك ستعمل بفاعلية أكبر وستتعامل بالدولار, وسينفتح اقتصادهم بشكل أكبر في الأيام القادمة, أيضاً هذه رسالة هامة لدول مجلس التعاون الخليجي بأن أمريكا اتفقت معنا. ثم تحدث النفيسي عن الانقسام في الشارع الإيراني بأنهم على قسمين: قسم تجاوز في عمره 45 سنة فهؤلاء متشددين وضد أي تصالح مع الغرب, والآخر هم من فئة الشباب المتضررين من الانغلاق والتباعد عن الغرب حتى كثرت بينهم البطالة والتذمر الشعبي من أوضاعهم, فالانفتاح هو مطلب للشباب الإيراني ومن يختلط بشبابهم يكتشف حبهم وإعجابهم بالغرب. كما أوضح الدكتور النفيسي أن الأمريكان مهتمين بنقطتين رئيسيتين وهي: تطويق تخصيب اليورانيوم, وإبعاد إيران عن الصين وروسيا وتقريبها من الغرب. ثم أضاف أن ماحدث من اتفاق ليس بغريب فالمحادثات بين أمريكا وإيران منذ 2004 وشُكلت لجنة عليا للحوار الدائم بين البلدين. ثم تطرق النفيسي للحديث عن سوريا وسبب إحجام أوباما عن ضربها, قال: أن هذا من دهاء الروس والإيرانيين الذين يخططون ويعملون حتى نجحوا في خطتهم. وضح النفيسي خطورة التهديد على الحدود السعودية الشمالية كما حصل في الأسبوع الماضي وضربها بصواريخ قراند الذي قام بها (البطاط), والتهديد أيضاً على الحدود الجنوبية من الحوثيين وتصاعد قوتهم, وكأن إيران ترسل إشارة للسعودية بأننا نستطيع أن نُطبق عليكم من الشمال والجنوب. كما حذر من الصفويين وأن هناك شئ مريب يُحاك خلف الكواليس يدور في شمال وجنوب المملكة وأيضاً في البحرين. وقال النفيسي أن إيران ليست شرطي المستقبل, وأمريكا منشغلة عن هذه المسألة بمسائل كبرى, أهمها كيف تُبعد الصين وروسيا عن إيران. كذلك الأمريكان أنفسهم يُفصحون أن مشكلتنا ليست حل مشاكل دول العالم الثالث بل إمساك خيوط هذه المشاكل واللعب بها وفق مصالحنا! ونبه النفيسي أن دول الخليج بطبيعة الحال ستدفع الغالي والنفيس من هذه التفرقة التي بينهم, ثم هذا الاتفاق هو اتفاق تهدئة وليس حسم, بل بعد ستة أشهر سيُدرس هذا القرار من جديد وهذا بطبيعة الحال سيزيد من توتر دول الخليج. كما قال النفيسي أن حسن روحاني لا يقل تطرفاً عن نجادي, وقال بلسانه إلينا أن الساحل الغربي (الخليج) أنه لإيران وسيأتي اليوم الذي سنأخذه! ويسعى روحاني جاهداً لرفع العقوبات عن إيران وهذه مهمة روحاني اليوم. وفي تعليقه عن تصريح الوليد بن طلال الذي جاء في صحيفة وول ستريت وقال فيه أن سياسة أوباما في المنطقة فيها كثير من الفوضىى وأن هذا يُغضب أهل السنة, قال النفيسي: الوليد بن طلال ليس شيخ الأزهر حتى يتحدث باسم السنة وأن الوليد خلط المصلحة بالتجارة مع السياسة. ثم دعا النفيسي جميع دول مجلس التعاون الخليجي أن تطرح موضوع السلاح النووي بجدية سواءً كانت سلمية (وهذا أرخص بكثير من استخدام موارد الطاقة الأخرى) أم غير سلمية, فباكستان رغم صغر مساحتها الجغرافية مقارنة بالهند إلا أنها تسبب رعب كبير لجارتها الهند بسبب السلاح النووي؛ وأنا أُرشح أن تكون باكستان صديقة لدول الخليج وأن تبدأ محادثاتهم بشأن السلاح النووي. وأن تكون هناك خطة جاهزة لصنع السلاح النووي, فمتى ما احتجناها بدأنا بتنفيذ مشروع نووي خليجي., فالشباب لدينا في الخليج لديهم إمكانات كبيرة ومتى ما اضطر الحال فسيعملها شبابنا. كما نادى النفيسي شعوب الخليج أن تتخذ موقفاً وأن يكون هناك مقاومة شعبية لمقارعة التمدد الإيراني في الجزيرة العربية وأن هذا ليس له علاقة بقيادات الخليج؛ فلنحافظ على أمننا واستقلاليتنا في الخليج, وتكون هذه اللجان الشعبية مهمتها في نشر الأخبار كخبر صواريخ (القراند) التي ألقاها البطاط على الحدود السعودية فمثل هذا العمل لابد أن يأخذ حقه من النشر وخطورة ما قام به البطاط, كذلك نشر المقاومة لهذا التمدد الإيراني بكافة أشكاله. ثم طالب النفيسي بشكل عاجل أن يُعلن عن الاتحاد الكونفدرالي الخليجي في أسرع وقت, وأن يكون في القمة المرتقبة في الكويت, ووضح أن الاتحاد الكونفدرالي يكون في ثلاثة مجالات وهي: السياسة الخارجية - السياسة النفطية - السياسة العسكرية, ولنا في دخول قوات الجزيرة العربية في البحرين عبرة , ولو لم يكن ذلك الجيش لوقعنا في حرج كبير. كما دعا المملكة العربية السعودية أن تعيد النظر في علاقتها مع تركيا وتستفيد من نشاط الأتراك, فإيران سبقتنا للتعامل مع الأتراك, والواجب أن نكسب نحن تركيا (السنية). ونتعامل مع تركيااقتصادياً وعسكرياً ومع باكستان نووياً, فلابد للسعودية أن تكسب هذين البلدين لما لها من ثقل قوي في العالم الإسلامي فهي حامية الحرمين الشريفين, وأن تتحد السعودية وتركيا ومصر السنية لكبح هذا التمدد الإيراني. وعن الدور الإسرائيلي وعلاقتها بالأحداث قال النفيسي: أن نتنياهو يرحب بالعلاقات الإيرانية, وأن إسرائيل تتابع الملف النووي منذ أن قامت إسرائيل. فكانت تتبع المجهودات المصرية آنذاك في إنتاج سلاح نووي, وقتلت حينها 4 علماء مصريين كلهم علماء نوويون وهم: د.سميرة موسى, د.يحيى المشد وقُتل في باريس, د.سيد بدير وقُتل في الإسكندرية, د.سمير نجيب وهذا يدرس في أمريكا وقُتل. كذلك الموساد الإسرائيلي زود الجيش الأمريكي عند غزو بغداد قائمة بأسماء علماء عراقيين كهدى عماش, فقاموا بنقل 70 عالم منهم إلى أمريكا وقتلوا 310 عالم لم يتعاونوا معهم. كذلك قتلوا 5 في طهران وهم: د. مسعود محمدي, د.مجيدي شهرياري, د.مصطفى روشان, د.حسن كلهم قُتلوا في عام 2011- 2012 قتلهم الموساد الإسرائيلي. فحساسية إسرائيل من النووي حساسية مفرطة, فهي ضد الاتفاق الغربي الإيراني, كما يجب ألا نبالغ بأن أمريكا هي تابعة لإسرائيل بل العكس, فاليهود هم المسيطرين على الإعلام الأمريكي, وكل زعماء أمريكا يحتاجون لهذا الإعلام في انتخاباتهم وترشيحهم وهذا الذي يجعل هناك نوع من التعاطف بين البلدين. وعند سؤال النفيسي: كيف تنبأت بسقوط الإخوان في مصر وهم في أوج قوتهم؟ قال: ينقص الإخوان الفكر السياسي والأهلية السياسية, فالشعبية ليست معناها انك ناجح سياسياً, وقلت سابقاً كذلك أن حكومة الجبالي في تونس بأنها ستسقط قريباً. قد يكون الحاكم غير مثقف لكنه يكون عنده أهلية سياسية, كما في صدام حسين فهو متواضع ثقافياً لكن عنده هذه الأهلية السياسية, فجمع بين الهيبة والإعلام لذلك حكم العراق لفترة طويلة, أما الإخوان فليس عندهم هيبة ولا إعلام! القلب لا يتحرك في السياسة بل العقل وهذا ما يعيب الإخوان, كما طالبت الإخوان بالحل, وأن هذا معناه إني لست ضد الإخوان بل أحبهم وأقدرهم لكن أختلف معهم, وأدعوهم أن يؤسسوا جبهة إسلامية ويشركوا فيها كل المسلمين في مصر فهذا أفضل وأنجح لهم, وهذا ما حصل في أكبر وأعرق حزب في أوروبا وهو الحزب الشيوعي الفرنسي الذي حل نفسه.

مشاركة :