صدر مؤخرًا كتاب تاريخي للمؤرخ الأستاذ فهيد بن عبدالله الفراعنة السبيعي بعنوان “القطوف العذاب .. تحقيقات تاريخية جغرافية” الطبعة الأولى 1422هـ، بطباعة ملونة وفي مجلدين كبيرين في 895 صفحة من القطع الكبير وغلاف كرتوني به صورة آبار قديمة ونخيل. وقد نشر فيه عن منازل القبائل العربية واستقرارها في ديارها، كما تحدث عن الفروع العامرية، وهجرات فروع بني هلال وبني كلاب وتفرعات بني كعب، كما وثق تاريخ قبيلة بني عامر بن صعصعة وبقاءها في بلادها ومراكزها الحضارية. اشتمل الفصل الأول على سادة هوازن في الجاهلية وسيادة العامريين ومصاهرات قريش لهم، وجمرات العرب (بنو نمير وبنو عبس وبنو ضبة وبنو الحارث). ثم كتب عن وادي لسلسان والغريف وتربة وحرة بني هلال ،ووثق أبيات لبيد بن ربيعة العامري ودياره، وبعض قصائد وأخبار الشعراء مثل القتال وأبو زياد الكلابي وعامر بن الطفيل وأيام بني عامر في الجاهلية ووصف المعارك في شعر الشعراء مثل يوم نخلة وشمظة والعبلاء وفيف الريح ،وشرب والحريرة ثم عكاظ (الثقافة والشعر) وأهل عكاظ ومواقع بين خزاعة وهوازن، وبين بني عامر وثقيف، وبين الأزد وبني هلال، وأيام بني هلال. ثم ذكر القادة والشعراء الفرسان وذكر نوادر النابغة الجعدي وابن مقبل العجلاني وأهمية الخيل عند بني عامر ومسميات خيولهم وديارهم وتوسع المؤرخ في ذكر الديار وتوثيق الأماكن بالشعر. وفي الفصل الثاني عن بني عامر في الإسلام وإسلامهم وقدوم وفودهم للرسول صلى الله عليك وسلم ،كما عدد الصحابة منهم وذكر أمجاد العامريين، وفي فصل كامل ذكر قبيلة ربيعة بن البكاء وبني كلاب بن ربيعة ومنهم قبيلة بني ثور من سبيع . وفي الفصل الثالث كان الحديث عن ولاة بني عامر وإماراتهم، كما ذكر دولة عقيل في الأحساء والدولة الجبرية ،وبنو كلاب في حلب وبنو عقيل في رنية وامارات بني عقيل في العراق والشام والبحرين مثل المنتفق وبني عصفور وبني جبر، ثم هجرة بعض فروع بني عامر في صدر الإسلام. وفي الفصل الرابع، كتب عن بلاد بني عامر وديارهم في رنية والخرمة وعرق سبيع والمطالي جنوب عالية نجد، ثم تحدث عن بني جعدة وبني قشير وبني هلال وبني كعب وبني عوف، وقصة مقتل توبة بن الحمير، ثم وقفة مع المسميات الواردة في قصة مقتله، وكلها ناحية رنية عرق سبيع الرملي. كما أوضح المؤلف ديار ربيعة بن عقيل جهة الأكوار؛ كور رنية وثنية الكور ثم وادي رنية، ورنية في المصادر التاريخية وفصل عن أبي حمزة العقيلي، وهلال بن عامر ومواطنهم وتموجاتهم في البلاد الحجازية والنجدية ثم مسيرتهم. وأخيرا من آثار بني عامر في ديارهم الأولى، كما اشتمل على صور قديمة للجبال والآبار والمعالم في رنية وتثليث ووادي الدواسر والمطالي . الكتاب توثيقي رائع ثُبت بالمراجع والشواهد الشعرية، ويعد مفخرة للمكتبة العربية لما اشتمل عليه من بحوث ودراسات موثقة، قدمها المؤرخ فهيد السبيعي في كتاب “القطوف العذاب” وهو حصيلة ٤٠ عامًا من الجهد والتدقيق والتمحيص حتى ظهر بالصورة التي هو عليها ، ليصبح مرجعًا تاريخيًا لرواد الأدب والثقافة .