ينتظر علماء الفلك في ناسا عودة حدث فلكي وُصف بـ" قداس المستعر الأعظم"، وهو عرض كوني يمكن أن يساعد العلماء على تحديد معدل توسع الكون. وقبل نحو 10 مليارات سنة، واجه نجم في كوكبة قيطس زواله الناري عندما انفجر في مستعر أعظم كارثي. ووصل بعض الضوء من الانفجار إلى كوكبنا، وفي عام 2016 التقطه تلسكوب هابل الفضائي، التابع لناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، على أنه ثلاث نقاط ضوئية مميزة. Three mirror images of Supernova Requiem were spotted by the Hubble Space Telescope scattered in an arc-like pattern across the cluster. Each image is a snapshot of the supernovas light at different times after the explosive event. (4/5) pic.twitter.com/O98F8k08K0 — Hubble Space Telescope (@HubbleTelescope) September 13, 2021 وبسبب شذوذ كوني يُعرف باسم عدسة الجاذبية، كان ضوء المستعر الأعظم يضيء وينطفئ مثل مصباح كهربائي معطل. ويتوقع علماء الفلك أن هذا الحدث سيعود إلى الظهور وسترصده التلسكوبات في وقت ما في عام 2037. ووفقا لوكالة ناسا، سيكون هذا رابع عرض معروف للمستعر الأعظم، اندلع في العنقود المجري MACS J0138. Astronomers predict a "rerun" of a supernova blast will be visible around the year 2037. The powerful gravity of a galaxy cluster has warped its light so much, the light has to go through multiple mazes of clumpy dark matter to reach us: https://t.co/ebiIBB7IHi pic.twitter.com/a7kNAXkc3H — NASA (@NASA) September 13, 2021 وقد تحتوي العناقيد المجرية على آلاف المجرات من جميع الأشكال والأحجام، و تزن ملايين ومليارات المرات ضعف شمسنا. وبسبب كتلتها الجماعية المهيبة، فإن العناقيد المجرية تشوّه نسيج المكان والزمان بشكل كبير، ما يتسبب في تغيير كل الضوء الذي يمر عبر المسارات. وهذا التأثير يُعرف باسم عدسة الجاذبية، وقد تنبأت به نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين في عام 1915. ويشار إلى أن انعكاس الجاذبية هو ما تسبب في ظهور "قداس المستعر الأعظم" على شكل ثلاث نقاط ضوئية، بدلا من نقطة واحدة، في عام 2016. وعندما مر ضوء المستعر الأعظم عبر مجموعة MACS J0138، تبعثر وتناثر إلى صور متعددة. والأكثر إثارة للاهتمام، أن مقارنة صور هابل التي التقطت في عامي 2016 و2019 تُظهر أن ضوء المستعر الأعظم اختفى تماما. وقال غابي برامر من مركز الفجر الكوني في معهد نيلز بور بجامعة كوبنهاغن في الدنمارك: "وقع إقران كل من الأجسام الثلاثة بصورة عدسة لمجرة ضخمة بعيدة. وعلى الفور أوحي لي أنها لم تكن مجرة بعيدة ولكنها في الواقع مصدر عابر في نظام تلاشى عن الأنظار في صور 2019 مثل مصباح كهربائي تم إيقافه". لكن الضوء لن يختفي للأبد، كما توقع علماء الفلك بل سيعود للظهور مرة أخرى في مرحلة ما خلال الستة عشر عاما القادمة. وعندما يظهر مرة أخرى، يعتقد العلماء أنه ستكون لديهم فرصة لتضييق نطاق الشكل الكوني الذي نوقش في السنوات الأخيرة، وهو معدل توسع الكون. وكان عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل أول من لاحظ بشكل مباشر كيف تتحرك المجرات في كل ركن من أركان الكون بعيدا عن بعضها البعض. وتكهن علماء الفيزياء النظرية بأن هذا قد يكون احتمالا في أعقاب الانفجار العظيم. واليوم، يقاس التوسع بنحو 2.5 كيلومتر في الثانية لكل ميغا فرسخ (الفرسخ هي وحدة مسافة يستعملها الفلكيون لقياس المسافات الكبيرة للأجرام الفلكية خارج النظام الشمسي). وبعبارة أخرى، مقابل كل ميغا فرسخ، 3.3 مليون سنة ضوئية، من الأرض، يتمدد الكون بمقدار 73.3 ± 2.5 كيلومترا في الثانية. ويبدو أن هذا التوسع مدفوع بقوة غامضة وقد أطلق عليها العلماء اسم الطاقة المظلمة. لكن هذا ليس سوى واحد من معدلات التوسع المقترحة حيث لم يتمكن العلماء من الاتفاق على الأرقام الدقيقة. وتميل الطرق المختلفة لقياس التوسع إلى نتائج مختلفة، وقد حاول العلماء تضييق نطاق هذه الظاهرة الكونية. وسيحاول علماء الفلك بعد ذلك قياس التوسع من خلال رسم بياني للمادة المظلمة التي تتخلل مجموعة MACS J0138. والمادة المظلمة، التي لم نرصدها بشكل مباشر بعد، هي أكبر مصدر للجاذبية في الكون. وقام يوهان ريتشارد من جامعة ليون في فرنسا بصياغة خارطة للمادة المظلمة في MACS J0138، بناء على كيفية التفاف الضوء الذي يمر عبرها. وسيساعد التأخير الطويل بين اندلاع ضوء المستعر الأعظم ثم اختفائه على تضييق الشكل بعيد المنال. وقال ريتشارد: "هذه التأخيرات الطويلة ذات قيمة خاصة لأنه يمكن الحصول على قياس جيد ودقيق لتأخير الوقت إذا كنت صبورا وانتظرت سنوات، في هذه الحالة أكثر من عقد، حتى تعود الصورة النهائية. إنه مسار مستقل تماما لحساب معدل توسع الكون. القيمة الحقيقية في المستقبل ستستخدم عينة أكبر منها لتحسين الدقة". ومن المتوقع أن يظهر المستعر الأعظم مرة أخرى في عام 2042 على الرغم من أنه بحلول ذلك الوقت قد يكون مظلما جدا بحيث لا يمكن رؤيته. ومع ذلك، فإن تلسكوب جيمس ويب الذي سيتم إطلاقه قريبا من وكالة ناسا قد يكون قويا بما يكفي لمراقبة الضوء مرة أخرى. المصدر: إكسبريس تابعوا RT على
مشاركة :