لعلّ القارئ المتابع لعمود هجمتنا المرتدة يُلاحظ جيدًا بأنني لا أتطرق كثيرًا إلى المشاكل والأخطاء التحكيمية التي تحدث بين الحين والآخر من البعض من أخواننا الحكام المحليين. فأنا (وأعود بالله من كلمة أنا) أؤمن جيدًا بأن الحكم في النهاية بشر ومعرض للخطأ حاله حال اللاعب، حيث المهاجم غالبًا ما يخطئ المرمى وتسجيل الأهداف، واللاعب المدافع يتعرض للأخطاء الفادحة التي تكلف الفريق الكثير، وكذلك حارس المرمى أحيانًا يخطئ في صد الكرات الخطيرة ويتسبب في إحراز أهداف في مرمى فريقه بل ويخسر الفريق المباراة بسبب تلك الأخطاء. وكذلك المدرب والإداري، الذين قد يصيبون أو يمكن يخطئون في اتخاذ قراراتهم أو في أساليب عملهم وادائهم. إذًا أين الخلل؟! الخلل الواضح للعيان وللمتابعين الجيدين لمسابقاتنا الكروية وبالذات دوري سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة للدرجة الممتازة ومسابقة كأس جلالة الملك حفظه الله ورعاه، وأيضًا دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، هو تكرار واستمرار الأخطاء الواضحة والفادحة من (بعض) الحكام وبالذات مع (بعض) الفرق! وهذه الأخطاء تكلف تلك الفرق الكثير والكثير من ضياع الجهد والأعداد الطويل للموسم الرياضي الذي صُرف عليه المال الكثير، وتتسبب في التعب النفسي للاعبي الفريق (المظلوم) وذلك ينعكس على أدائهم في الملعب بشكل سلبي كبير، وكذلك يؤثر على انفلات الأعصاب في الكثير من الاحيان ويحدث ما لا نتمنى حدوثه ولا يُحمد عقباه من مشاجرات واحتجاجات من اللاعبين والكثير من الجماهير التي تصب جام غضبها على أؤلئك الحكام الذين تتكرر منهم الأخطاء، بل وتبدأ الأغلبية في التشكيك في شفافية وعدالة لجنة الحكام وأعضائها الكرام الذين نكنُ لهم جُل الاحترام والتقدير. الإعداد النفسي والذهني لا يقل أهمية لقد طالبت مرارًا وتكرارًا من خلال هذا العمود «هجمة مرتدة» على ضرورة العمل على رفع وتطوير المستوى التحكيمي «المحير» من خلال وضع برنامج احترافي متكامل لجميع الحكام وطوال الموسم، منذ بداية الإعداد الى نهاية الموسم، وضرورة توفير مدرب محترف مختص في اللياقة البدنية يعمل بشكل ممنهج لرفع مستوى اللياقة لدى جميع الحكام طوال الموسم وبدون توقف (وليس في بداية الموسم فقط)! وكذلك يجب عمل دورات أكاديمية في التحضير الذهني والنفسي لجميع الحكام بمختلف فئاتهم ودرجاتهم، وكيفية التعامل مع اللاعبين داخل الملعب وخارجه بمختلف اعمارهم وفئات فرقهم العمرية، تحت إشراف المعدين والمحاضرين المختصين في الإعداد النفسي والذهني (وما أكثرهم لدينا في البحرين)! فإننا نلاحظ هناك خلل ما في الناحية الذهنية والضغوط النفسية التي أحيانًا تُسير قرارات بعض الحكام وتأثرهم بأهمية بعض المباريات المهمة المحلية! بالرغم من نجاح (بعضهم) في إدارة المباريات الخارجية والتي يديروها بدون ضغوطات إعلامية أو جماهيرية (وهنا مربط الفرس)!! تقنية الـVAR أصبحت ضرورة ملحة وكذلك (بح صوتنا وجفت أقلامنا) في تكرار المطالبة بأهمية تقنية الـVAR والضرورة الملحة لتواجدها في مسابقاتنا الكروية المحلية، وكان آخر تلك المطالبات من خلال هذا العمود «هجمة مرتدة» في العدد 11618 من جريدة الأيام الصادر يوم الخميس 28 يناير 2021 في بداية هذا العام. ومع دخول تقنية الـVAR في دورينا المحلي سنجد معها إنخفاض ملحوض في عملية الاحتجاجات من قبل اللاعبين أو المدربين والإداريين، وكذلك سوف يسهم في تهدئة الجماهير التابعة للفريق المظلوم، وسوف تحل الكثير من المشاكل التحكيمية لدى الحكام وبنسبة تصل إلى أكثر من 80%. فإننا ومن هذا المنبر الإعلامي الصغير نوجه طلبنا الى مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم الجديد برئاسة الأخ العزيز الرئيس الذهبي للاتحاد سعادة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة (صاحب الصدر الوسيع للنقد البناء) على العمل في توفير تقنية الـVAR لدورينا ومسابقة كأس الملك (على الأقل). بالرغم من علمنا بالتكلفة الباهظة لتوفير تلك التقنية، ولكن بالاستثمار والتسويق الصحيح لمسابقاتنا حتمًا سوف تجلب العديد من الشركات الراعية لأنشطة الاتحاد (وهذا من أهم الملفات المطلوب تنفيذها من المجلس الجديد الموقر). خلاصة الهجمة المرتدة السؤال المهم الذي يفرض نفسه لماذا (الإصرار) من قبل لجنة التحكيم في إتحادنا الموقر على تكرار تعيين (بعض) الحكام التي تتكرر أخطائهم الفادحة والمكلفة لمباريات بعض (الأندية) التي خسرت الكثير من النقاط والمراكز المتقدمة في الترتيب العام للدوري بسبب (أؤلئك) الحكام لمواسم عديدة؟! وهنا يكمن بيت القصيد، لماذا لا نبعد أولئك الحكام (المخطئين) عن إدارة مباريات الفرق التي دائمًا تُظلم من نفس الحكام؟! كما يحدث في المعاملة مع بعض الأندية. حتى تسير مباريات مسابقاتنا بالشكل الصحيح المطلوب، ومعه نحقق النزاهة والعدالة والشفافية المطلوبة من أجل تحقيق التطور المنشود لمنظومة كرة القدم البحرينية، فإن التحكيم جزء مهم لا يتجزأ من تلك المنظومة الكبيرة، وحتى تبتعد لجنة الحكام الموقرة من وضع نفسها تحت ضغوطات التشكيك وغياب العدالة والنزاهة! ونحن هنا لا نقلل من عمل أعضاء لجنة التحكيم الذين نُكن لهم كل الاحترام والتقدير، ولكن نحن نعمل من أجل تقديم نقد بناء هادف بعيد عن التجريح والتشهير والقذف، والذي يسهم في العملية التطويرية المطلوبة من قياداتنا الرياضية، وكذلك من مبدأ تطبيق مقولة (الساكت عن الحق شيطان أخرس).
مشاركة :