قال الشاعر ابن الوردي : بين تبذير وبخل رتبة وكلا هذين إن زاد قتل هناك قول عربي هو من اشترى ماﻻ يحتاج إليه باع مايحتاج إليه وهنا نريد أن نوضح أن حكومة الكويت تتأرجح بين التبذير والبخل فنجد أن نائب رئيس الوزراء وزير المالية يصرح في وسائل الإعلام أن هناك عجز في الميزانية يقدر بـ 8 مليارات دينار وأن الوزارة تدرس إصدار سندات وصكوك لتغطية العجز وكذلك تدرس رفع الدعم عن البنزين والكهرباء وزيادة الرسوم على الوافدين يعني إجراءات تقشفية ومع بداية دور انعقاد المجلس نود أن نذكر الأعضاء بالوعد الذي قطعوه على أنفسهم بزيادة علاوة الأطفال 25 دينار وطبعا نظرا للعجز الوهمي في الميزانية لحس الأعضاء وعودهم ونعرف أنه ﻻأحد منهم يجرؤ على المطالبة بهذه العلاوة لأنه متأكد من أن الحكومة سترفض رفضا قاطعا بحجة العجز الوهمي بالميزانية.في الجانب الآخر سجلت الكويت في سنة 2015 أعلى قيم ترسيات المناقصات لتقفز في الترتيب بين دول الخليج من المركز الأخير إلى المركز الثاني بعد السعودية في اﻻنفاق على المشاريع ويؤكد ذلك تقرير بنك الكويت الوطني الذي ذكر أن قيمة العقود هذه السنة وحتى تاريخه بلغت 9 مليارات دينار وهو مايعادل 30 مليار دوﻻر مسجلة أقوى أداء سنوي فقد أطلق على عام 2015 عام المناقصات التاريخي وقد شملت العقود المطار الجديد ومصفاة الزور وتطوير حقول انتاج نفطية فضلا عن مشاريع سكنية وطرق وبنية تحتية وطبعا هذا ﻻيشمل صفقات السلاح التي وقع على مذكرة تفاهم حولها سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك في كل من ايطاليا وفرنسا بمليارات الدوﻻرات . هناك تناقض واضح بين تصريحات وزير المالية حول العجز والصرف الذي يصل إلى حد التبذير على مشاريع تفوح منها رائحة تنفيع حفنة من المتنفذين والتجار ويكفي مشروع المطار الذي تصل تكلفته إلى 4.5 مليارات دينار ومايحصل هو تخبط وسوء إدارة فكيف دولة تعاني من عجز وتنفذ مشاريع مليارية وكان الأجدر بها أن تطبق المثل القائل ( مد ريولك على قد لحافك ) وبالإمكان تأجيل هذه المشاريع إلى فترة ﻻحقة تكون أسعار البترول تحسنت ويكون هناك فائض في الميزانية . إن الحكومة سخية إلى حد التبذير مع حفنه من المتنفذين والتجار وكلاء واصحاب شركات المقاوﻻت لكنها بخيلة مع غالبية المواطنين فهي ترفض زيادة علاوة اﻻطفال وبدل الإيجار والعذر جاهز وهو عجز في الميزانية الوهمي غير الحقيقي.ﻻ أحد يرفض التنمية والمشاريع التنموية الكبرى ولكن المطلوب هو الشفافية والمصداقية ﻻ أن يصرح وزير المالية أن هناك عجز في الميزانية في الوقت الذي توقع عقود بالمليارات فالجكومة بخيلة مع الشعب الكويتي سخية مع قلة من التجار والمتنفذين ولهذا نطالب أعضاء مجلس الأمة الذين يجرؤون على الكلام وهم قلة أن يوضحوا الحقائق للشعب الكويتي بكل وضوح وشفافية . أحمد بودستور
مشاركة :