الهند.. كيف حلت قرية مسلمة مشكلة غلاء المهور؟

  • 9/16/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في جميع أنحاء الهند، تتسبب المهور والخلافات حول تكاليف الزواج بحوادث عنف ضد المرأة، وهو العنف الذي يصل إلى وفاة امرأة كل ساعة تقريباً، وفقاً لتقرير صادر عن مكتب الجريمة الوطني في الهند عام 2019، لكن قرية مسلمة في إقليم كشمير تمكنت من حل مشكلة المهور، والقضاء على العنف المرتبط به. عادة المهر بالهند وحسب تقرير نشرته صحيفة "كريستيان ساينس مونتور"، بدأ "المهر" في الهند كعرف هندوسي، إذ يقوم والدا الفتاة العروس بمنح الزوج وعائلته مبلغًا من المال "المهر" لتعويض الزوج وعائلته عن أخذ ابنتهم إلى منزل العريس، وقد أصبح هذا المهر الدعامة الأساسية للزيجات الإسلامية في جنوب آسيا، بما في ذلك كشمير، وهي الولاية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في الهند. وتنقل صحيفة "الإمارات اليوم" عن التقرير، أن حفلات الزفاف الكبيرة والفخمة علامة على المكانة الاجتماعية في الهند، مثلها مثل مهور الذهب والسيارات والمنازل. ولكن كلفة حفلات الزفاف والمهور أصبحت باهظة بالنسبة للكثيرين، مما يؤدي إلى تأخير زواج الفتيات. قرية مسلمة تحل المشكلة كان هذا هو الحال في "بابواييل"، وهي قرية مسلمة يبلغ عدد سكانها نحو 1000 شخص؛ حتى بدأ قادة المجتمع في التشكيك في هذه العادة في عام 1980. وطلبوا من القرويين التعهد عدم إعطاء أو استلام مهر، وألصقوا وثيقة على جدران المسجد. وذهبت نسخة من الوثيقة إلى عمدة القرية، ونسخة أخرى لحاكم المقاطعة، وقد تمت مراجعة وثيقة "حظر المهور"، في عامي 2004 و2021. تغيّر الوضع وتحظر الوثيقة أيّ هدايا من عائلة العروس، وتضع حداً قدره 53 ألف روبية (720 دولاراً) للمدفوعات من قبل العريس، بما في ذلك كلفة ملابس زفاف العروس. وعقوبة الأسر التي تخرق قواعد المجتمع هي الاستبعاد من الصلاة في المسجد، والاستبعاد من الدفن في المقبرة. ويقول القرويون إن هذه القواعد تتبعها جميع العائلات، سواء الغنية أو الفقيرة، وأن النتيجة كانت غياب الخلافات والعنف المتعلقين بالمهر. حملة مبكرة وينقل التقرير عن غلام النبي شاه، وهو ضابط متقاعد في قسم الغابات، قوله: "كنت في الخامسة والعشرين من عمري عندما بدأ شيوخ هذه القرية هذه الحملة"، متابعاً "الفكرة أثارتني"، وبعد أن رأى "غلام النبي" كيف أنفق الكشميريون الكثير من الأموال على حفلات الزفاف، تطوّع ضمن الحملة ولايزال يساعد في الترويج لرسالتها. وينتمي سكان قرية "بابواييل" إلى طبقة الشاه وتعود جذورهم إلى قرون عدة. وتحدث جميع الزيجات تقريباً بين أفراد هذه الطبقة. ويقول محمد أشرف شاه، وهو من سكان القرية، ولديه بنتان، إنه غير قلق بشأن كيفية تغطية نفقات زفافهما: "لم أدخر شيئاً من أجل زفافهما؛ وأنا أنفق على تعليمهما والمسائل الأخرى المتعلقة بالدراسة، لأنني لا أشعر بأي ضغوط أو مشاكل بشأن المهر". علينا جميعاً أن نتبع هذه القرية وحسب التقرير، فحتى في كشمير، لا يعرف معظم الناس الخطوات التي اتخذتها قرية "بابواييل" ضد المهور، ويطالب الناشط الحقوقي والأكاديمي المتقاعد روب ريكا فيرما، الحكومة الهندية أن تدعم حملة وطنية، على المنوال نفسه، ويقول "فيرما": "إذا رأينا معدل جرائم المهر ضد النساء، فهذه القرية تفعل شيئاً ثورياً. إن رسالة هذه القرية جميلة جداً، ويجب علينا جميعاً أن نتبعها".

مشاركة :