برعاية سعادة السيد زايد بن راشد الزياني – وزير الصناعة والتجارة والسياحة في مملكة البحرين اختتمت جمعية الخالدية الشبابية بالتعاون مع شركة حلول الجودة للاستشارات المؤتمر الاقتصادي الإقليمي الأول والذي كان يسلط الضوء على مستقبل الاقتصاد الإقليمي، وأثر الجهود الكبيرة التي بذلتها دول المنطقة لتحقيق التعافي الاقتصادي من جائحة (Covid-19) والذي أقيم افتراضياً عبر الاتصال المرئي زوم لمدة يومين وبدا المؤتمر أولى جلساته بكلمة افتتاحية ألقتها سعادة وكيل وزارة الصناعة والتجارة والسياحة بمملكة البحرين الاستاذة إيمان أحمد الدوسري نيابة عن راعي المؤتمر رحبت فيها بجميع المشاركين والحضور ونقلت تحيات سعادة وزير الصناعه معبرة عن سعادته بهذه المبادرة وتمنياته نجاح المؤتمر وتحقيقه أهدافه المنشودة في ظل ما تطرحه الحكومات للنهوض بالاقتصاد العالمي وفق قواعد أكثر مرونة وتطور وهنأت سعادة وكيل الوزارة جمعية الشباب لتحقيقها المركز الأول لجائزة مجلس الشباب العربي لتنمية متكاملة بنسختها ١٢ في مجال العمل المؤسسي . وتلى ذلك كلمة ترحيبية للسيد ابراهيم راشد رئيس الجمعية الشبابية شكر فيها حكومة مملكة البحرين لما تقدمه من دعم في شتى المجالات وسيرهم قدماً نحو تحقيق رؤيا اقتصادية للمملكة ٢٠٣٠ وأن هذا المؤتمر يهدف إلى رسم ملامح واضحة للتطور والنمو الاقتصادي الآمن بالتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة والمجتمع المدني حيث طرحت الجمعية ٨ محاور للمناقشة الثرية في الاقتصاد الإقليمي . وألقى استشاري الحوكمة والتطوير المؤسسي بالمملكة الأردنية الهاشمية الدكتور زهير عبدالكريم كلمة عن مقومات الاقتصاد الناجح للتعافي من جائحة كورونا وذكر أن معظم دول المنطقة تعاني من مشاكل اقتصادية قبل الجائحة وكذلك ارتفاع نسبة البطالة والمديونية والفقر وأن التقارير للبنك الدولي والمنظمات الدولية متفائلة رغم ان الظروف الراهنة لا توحي بذلك لوجود آثار سلبية كتوقف حركة قطاع التجارة وزيادة عدد العاطلين في العالم وعدم الإلمام بهذا الفيروس من المنظور الصحي وقد تميزت دول الخليج بأنها لديها استعدادات جيدة صحياً لمواجهة كورونا إلا ان الدول المتقدمة كانت أفضل من دول المنطقة في مجال التعليم بسبب الاستعداد المسبق فلابد من تهيئة البيئة الاقتصادية السليمة والاستثمار الناجح في المنطقة . وفيما يتعلق بالتحول الرقمي الفعال والتجارة الإلكترونية فقد القى سعادة الخبير الاقتصادي الدكتور محمد أبو السعود من جمهورية مصر العربية الذي وضح أن التحول الرقمي وهو التغير المرتبط بتطبيق التكنولوجيا وتحويل كل شيء كمي إلى رقمي وهو يعد من أهم الملامح الأساسية للعالم منذ أن بدأ استراتيجيته في عام ٢٠٠٠ وبات هذا التحول وسيلة هامة لتحسين كل الخدمات المستقبلية . وفيما يخص الجرائم الالكترونية وتحدياتها الاقتصاديه وانعكاسها على التنمية فقد تحدث الدكتور أحمد الوزاني من جامعة عبدالملك السعدي بالمملكة المغربية مبيناً أن هذه الجرائم أثرت على التنمية وسوف يكون لها تأثير كبير أثناء جائحة كورونا وتكون لها انعكاسات عميقة جداً وأن العدد الهائل من الحواسيب المرتبطة بالانترنت حولت ذلك إلى أرضية خصبة للهجوم الالكتروني وأن المجرم المعلوماتي يقوم بذلك لعدة اسباب منها الفقر والبطالة والتهميش وغيرها . وكان من ضمن المحاور اجراءات الحظر واستراتيجيات التقليل من تأثيرها على مشكلة البطالة وناقش ذلك الاستاذ سلطان الربيعي من سلطنة عمان وذكر في محوره أن هناك متغيرات في العالم حيث أثبتت الصين أنها قادمة لقيادة العالم بعكس الولايات المتحدة الأمريكية بعد إدارتها لأزمة كورونا ووضح ذلك بالأرقام والإحصائيات العالمية حيث نجحت الصين في النمو الاقتصادي منذ العام الماضي ومستمرة لهذا العام أيضاً وأضاف أن هناك قطاعات على مستوى العالم قد ربحت والبعض الآخر شملته الخسارة والإفلاس ومن القطاعات الرابحة شركات الصناعات الدوائية وشركات الاتصالات ومواقع الترفيه الالكتروني ، أما القطاعات الخاسرة تمثلت في النقل والطيران والترفيه والسياحة والصناعة . وقد كان للعمل عن بعد نصيب في المؤتمر حيث تحدث الخبير الاقتصادي الاستاذ عبدالله من جمهورية لبنان عن آلية العمل عن بعد وأن الأحداث التي وقعت من جائحة كورونا من أمراض ووفيات وإقفال بعض الشركات كانت مفاجأة سيئة ومحزنة إلا أن التحول الرقمي السريع كان بمثابة الصدمة الإيجابية وعلى سبيل المثال منصة الزوم التي اصبحت من اهم البرامج لعقد المؤتمرات وتنظيمها عن بعد ويجب تطوير التعليم عن بعد على المستوى الإقليمي لمواجهة أي تحديات مستقبلاً . و استمرت فقرات المؤتمر لليوم الثاني على التوالي وبدأت الجلسة الثانية بمحور استراتيجيات الابتكار والتكيف في القطاع السياحي وتحدث عن ذلك المستشار ناصر قيدبان استاذ الريادة والأعمال من الجمهورية السورية وذكر أن السياحة تعتبر أحدى أهم ركائز السياحة والنمو في أي مجتمع من المجتمعات وتعتبر من أهم مصادر الدخل في العالم وتتم استراتيجية الابتكار باستخدام المساعدة التكنولوجية ومنها أداة ريادة الاعمال وإن الصحة والسلامة يأتيان في المقام الأول لإدارة أزمة كورونا وتحسين البيئة الثقافية في ظل الأزمة . وتلى ذلك محور المتغيرات الاقتصادية المستقبلية وأثرها على أنماط الانفاق الاستهلاكي وكان ذلك مع الدكتور سعد عطية استاذ القانون المالي والاقتصادي من كلية القانون والعلوم السياسية من جامعة كركوك من جمهورية العراق حيث أفاد ان الباحثون وقفوا على الأجندة التي تعاني منها اقتصاداتنا العربية خصوصاً في ازمة كورونا ويجب على دول المنطقة أن يتوفر لديها المكانة والقوة الاستثمارية من رجال الأعمال والمستثمرين الاقتصاديين وأضاف بأن لدينا في البلدان العربية جهل في الاستثمار بشكل لا يمكن أن نستوعبه بحكم أن المستثمر لا يملك الخبره ولا الشهادة التى تجعله مستثمراً ناجحاً . وكان للتحفيز المالي والاقتصادي دوراً في المؤتمر حيث أفاد الاستاذ أسامة معين خبير اقتصادي من مملكة البحرين عن إيجابيات الجائحة ومنها أنها جمعتنا على منصة واحدة دون عناء وأن هناك الكثير من النظريات العلمية الاقتصادية التى درسناها في السابق ولم يكن لها تطبيق إلا عند وقوع الجائحة وهناك طرق للتحفيز المالي والاقتصادي مثل زيادة الرواتب وغيرها . وكان للمملكة العربية السعودية حضور في المؤتمر بمحور القطاعات الاقتصادية المستقبلية الأكثر استمراراً حيث بين مستشار التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء الدكتور خالد سعد عن كيفية إعادة الاعتبار إلى الانتاج الوطني وترتيب الأولويات الاستثمارية مع شح الايرادات وارتفاع النفقات وأهمية قطاع الأعمال ومنصات العمل الحر والتجارة الالكترونية وازدياد الطلب على الطاقة المتجددة . وقد اختتم المؤتمر بإجماع الكل على أن التحول الرقمي والتجارة الالكترونية لها الأثر الإيجابي في العالم ككل ونتج عن المؤتمر ما يقارب ٢٠ توصية منها الاستمرار بالاحترازات الوقائية وكذلك انشاء وزارات جديدة معنية بتسريع وتيرة التحول الرقمي وانتهى المؤتمر بالتكريم من قبل رئيس الجمعية الشبابية بمملكة البحرين والرئيس التنفيذي لشركة حلول الجودة للاستشارات .
مشاركة :