سمعنا عن مصطلح (المضحك المبكي) الذي يستخدم في حالتين متناقضتين لذات الموقف، وقد تشوبنا الحيرة عن ذاك المضحك وهذا المبكي والذي يعني الحيرة الشديدة في الاحساس، تصريحات رئيس النظام السوري بشار الاسد امس هي من ذلك النوع الذي يدعو للضحك من مضمونها والبكاء على اسفافها الخارج عن كل منطق عرفته الانسانية عبر احقابها . فرئيس النظام السوري نقل عنه أنه "مستعد لتنظيم انتخابات بمشاركة كل القوى السياسية التي تريد ازدهار سورية"، ولكن فقط حين "تتحرر" بلاده من داعش ، وانه "ينوي المشاركة في الانتخابات اذا لم يكن الشعب معارضا لذلك." هنا تأتي حالة الارباك في الوقف، فما الذي يتحدث عنه بشار الاسد، هل يحاول ان يضحك على عقول الشعب السوري ومن ثم عقولنا، اية انتخابات يريد تنظيمها والموقف في سورية لايتحمل إجراء انتخابات لعريف فصل في مدرسة وليس رئيس دولة او انتخابات برلمانية، اي انتخابات تلك التي يتحدث عنها وهو لايسيطر على كل العاصمة؟. والادهي انه يريد ترشيح نفسه لتلك الانتخابات بموافقة الشعب السوري ، اين هو الشعب السوري الذي كان السبب الاول في تشرذمه ولجوئه في اقصى بقاع الارض هربا من الحرب الدائرة في سورية والتي اشعل الاسد نارها مضحيا بالشعب السوري في سبيل بقاء نظامه في الحكم، لم يتوانَ عن استقدام كل الاغراب الى الارض العربية السورية من اجل البقاء والبقاء فقط في سدة الحكم ولو كان ذلك على اكوام جثامين السوريين . هو يتحدث عن ان داعش هي المشكلة معتمدا على ضعف ذاكرته، لو سألنا من أتى بداعش الى سورية لوجدنا ان الاسد كان سببا رئيسا في وجود كل التنظيمات المتطرفة، وان كثيرا من المواقف تعطي دلالة واضحة على التنسيق بين النظام السوري وتلك التنظيمات . الاسد يريد البقاء في الحكم بأي ثمن ، من اجل ذلك وغيره من الاسباب فليس من المنطق ان يكون جزءا من الحل او حتى بعض الحل ، هو المشكلة بذاتها وبقاؤه يعني اطالة امد الازمة السورية . هو فعلا المضحك المبكي الذي يعتبر امتدادا طبيعيا لكل الدكتاتوريات التي عرفنا عبر كل العصور .