«بيئة أبوظبي» تبدأ ترقيم الأشجار المحلية المعمرة والمهددة

  • 9/17/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت هيئة البيئة في أبوظبي مشروعاً طموحاً ينفذ لأول مرة يهدف إلى إحصاء وترقيم الأشجار المحلية المعمرة والمهددة في البيئات والموائل الطبيعية المنتشرة على مساحة إمارة أبوظبي. وستقوم الهيئة بتنفيذ إجراءات ترقيم من خلال برنامج مزدوج يشمل إعطاء كل شجرة لوحة بيانات تعريفية تحمل أرقاماً متسلسلة مصنفة حسب نوع الشجرة بالإضافة إلى القيام بترقيم الأشجار إلكترونياً وتعريفها بأرقام ورموز متسلسلة مرتبطة بقواعد البيانات الجغرافية وهو ما ينفذ بهذا الشكل المتكامل لأول مرة على مستوى الدولة والمنطقة. وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «يستهدف هذا المشروع ترقيم الأشجار المحلية ذات القيمة البيئية والتراثية المهمة، والتي من ضمنها أشجار الغاف والسمر، حيث بدأت الهيئة بتنفيذ البرنامج عبر حصر الأنواع الشجرية المستهدفة بوساطة صور الأقمار الصناعية والصور الجوية وأخذ إحداثيات لكل شجرة منها وتخزينها ضمن قواعد البيانات الجغرافية في الهيئة تتبعها عملية ترقيم فعلي للأشجار المعمرة منها». وأشارت إلى أن البرنامج سينطلق من متنزه جبل حفيت الوطني في مدينة العين، والذي تنفذ فيه الهيئة مشروعاً متكاملا لإعادة تأهيل موائل أشجار السمر في المناطق المتضررة بفعل التغيرات المناخية والتعديات البشرية غير القانونية وزحف مشاريع تطوير البنية التحتية على الموائل الطبيعية، حيث تخطط الهيئة لترقيم 1500 شجرة سمر معمرة في المتنزه كمرحلة أولى من المشروع، بالإضافة إلى 1500 شجرة غاف أخرى منتشرة في جميع أنحاء الإمارة، وذلك بحلول نهاية العام، حيث سيتم استخدام لوحات معدنية تم تصميمها بشكل خاص لهذا الغرض. وذكرت الدكتورة الظاهري أن الهيئة تسعى من خلال تنفيذ المشروع إلى تحقيق أهدافها البيئية والحضارية المتمثلة بحماية الأشجار المحلية من التعديات غير القانونية، كما سيسهم المشروع بتعزيز جودة البيانات المتوفرة عن الأشجار المحلية في الموائل الطبيعية، نظراً لكون أن المشروع سيوثق تقييماً تفصيلياً لحالة كل شجرة معمرة، وقياسات تفصيلية لأبعاد الأشجار وأطوالها وتقييم مجموعها الخضري لمعرفة مدى تأثيرها الإيجابي في مقاومة التصحر وتحسين جودة الهواء». وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري: «يعتبر ترقيم الأشجار المعمرة أحد الركائز الأساسية التي ستنطلق منها الهيئة لتطوير خطط حماية طويلة الأمد للأشجار المحلية في الإمارة ضماناً لاستدامتها باعتبارها رمزاً من رموز تراثنا الطبيعي وموروثنا الحضاري المتميز». وأشار الهاشمي إلى أن أشجار السمر والغاف الطبيعي تعتبر من المكونات المهمة للتنوع البيولوجي النباتي في الدولة، حيث تم تصنيف هذين النوعين من ضمن الأنواع النباتية المهددة في إمارة أبوظبي، مشيراً إلى أن الهيئة قد قامت بإعداد الخرائط التفصيلية لانتشار كل من الغاف والسمر في إمارة أبوظبي، والتي تعد لأول مرة في الدولة، كما تم الانتهاء من توثيق الانتشار الموقعي لكافة أشجار الغاف والسمر ولكل شجرة منها باستخدام تحليل صور الأقمار الاصطناعية. وأضاف الهاشمي أن الهيئة قامت أيضاً بالتدقيق على أعداد الأشجار التي تم رصدها من خلال مسوحات الصور الجوية ميدانياً والذي تم من خلاله ولأول مرة على مستوى الدولة والمنطقة حصر وتسجيل موقعي لما يقرب من 100.000 شجرة برية، وتحديد مدى ارتباطها بالموائل الطبيعية وملوحة التربة والمياه الجوفية، ومدى وفرتها ضمن شبكة المحميات الطبيعية في الإمارة. وأكد الهاشمي أن تحليل هذه المعلومات سيساهم في فهم المتطلبات البيئية لهذه الأنواع وتحديد مدى الأخطار التي تتعرض لها، سواء أكانت بفعل الأنشطة الإنسانية أو الطبيعية والمناخية منها وبالتالي توفير الحماية لهذه الأشجار والعمل على مراقبتها ضمن موائلها الطبيعية لضمان استدامتها. 100.000 شجرة من الغاف يوجد في إمارة أبوظبي نحو 100,000 شجرة من الغاف والسمر تنمو بشكل طبيعي، مثل كل الأشجار المحلية الأخرى، ويعتبر هذان النوعان من أنواع الأشجار المحمية بموجب القانون الاتحادي رقم (24) لعام 1999، والذي ينص على عدم قطع هذه الأشجار، والالتزام بنقلها وإعادة زراعتها إذا لزم الأمر.

مشاركة :