كشفت أمانة الأحساء عن خطط تتضمن تخصيص وتنظيم مواقع لأنشطة الباعة في غير المحال الرسمية من المواطنين، وأشار المتحدث الرسمي للأمانة خالد بووشل أن هناك تعميما وزاريا يمنع الباعة الجائلين من مزاولة انشطتهم في الطرقات، ويُمكّنهم من البيع في الأسواق الشعبية، كما يُسمح لبائعي المنتوجات الزراعية المحلية بمزاولة نشاطهم امام مزارعهم، مبينا أن هناك خططا لدى الأمانة لتخصيص وتنظيم مواقع لمثل هذه الأنشطة بمسمى مسار المركبات المتنقلة لتنظيم العمل بها. من جهته، يرى رئيس اللجنة الزراعية بغرفة الأحساء المهندس صادق بن ياسين الرمضان أن لدى الغرفة التجارية ممثلة في اللجنة الزراعية عددا من الأفكار جار دراستها، وآمل أن نقف عندها، تتمثل في تخصيص كشك للباعة المتجولين، والواقع أن الأفكار التسويقية كثيرة ولكن للأسف إن آليات التنفيذ قليلة وتحتاج إلى تعاون كبير من الخبراء من المرزاع والمهندسين. وفي هذا الخصوص، استطلعت اليوم آراء عدد من الباعة المتجولين، واستمعت للمسؤولين ورأيهم، وأوضح مبارك السالم أنه شاب ويعمل بائعا متنقلا منذ 13 سنة للفاكهة والخضراوات، وقال: أقوم حاليا ببيع اللوز وهي فاكهة موسمية وأجدها في الواقع فرصة لكسب الرزق في هذا الموسم ببيع هذه الثمار الطيبة، لذا أتمنى أن أجد أذنا صاغية من خلال المسؤولين بإيجاد مكان للبيع ودعمنا. ويرى البائع محمد احمد الثويني أن اعتماده الكلي في الرزق على بيع الفواكه الموسمية وغيرها، ويقول: إنها فرصة لا تعوض في ان نستغل وقت الفراغ في العمل والكسب الحلال، حيث نقوم بشراء كمية كبيرة من البطيخ الموسمي بسعر جيد، ومن ثم بيعها بسعر معقول يغطي تكلفة الشراء والمصاريف الأخرى مع حرصنا على اختيار الموقع المناسب للبيع، مبينا أن من المهم إيجاد كشك يقيه حرارة الشمس. ويشير أحد الباعة الشباب، عايش الثويني، إلى صعوبة البيع بالقرب من العمالة الوافدة والتي تتنافس معنا في السوق خصوصا الفاكهة الموسمية، ويقول: أحرص على الحضور مبكرا عند العصر لاختيار الموقع المناسب بمدينة المبرز، وأبقى فيه حتى الليل حيث يكون الربح المناسب، وأعود في اليوم التالي، وهكذا. ومثله، يؤكد علي الثويني (أحد الشاب البائعين للشمام): من المهم دعمنا نحن الشباب من قبل المسؤولين في ظل التنافس القوي من قبل العمالة، ويلفت إلى أن اختيار المكان المناسب هام جدا للربح، ويقول: الحرص على اختيار المكان المناسب وعدم تغييره من عوامل النجاح والحرص على كسب الزبون من خلال النصح باختيار الفاكهة الأفضل بعيدا عن الغش، فيمكن أن تجد في البضاعة تلفا ومن هنا لابد أن تتخلى عنها حرصا على كسب الزبائن، بعد أن عرفوك وتعرفت عليهم وهذا أمر هام جدا. ويرى أحد المتسوقين، بدر الغانم، أهمية دعم هؤلاء الشباب العاملين في السوق فهم من أفضل الشباب والذين يحاولون الاستفادة من وقتهم والدخول في معترك الحياة خلال العطلة، سواء في بيع الخضراوات أو غيرها، إلا أن هذا الأمر يزعج في الواقع الباعة المنافسين من العمالة الاجنبية والتي تحيط بالمكان، وهم يحتاجون الى دعم حقيقي من الجهات الحكومية. فيما نوه احد المتسوقين، خالد الدرويش، إلى أن الشباب العاملين في السوق يحاولون الاستفادة من وقتهم، ويقول الدرويش: إنه أمر يدعو للفخر، ففيه حالة من إثبات الذات في الحياة والاعتماد على النفس في كسب الرزق، حيث يمكن للشباب أن يمارس مهنة بيع التمر أو الخضراوات وكلها تعطي الأمل لهم في البحث عن أنفسهم، فقد يكتشف أحدهم قدرته على البيع في هذا المجال وبالتالي يصبح تاجرا. ..والغرفة: يجب دعمهم بتنظيم وضعهم قال رئيس اللجنة التجارية بغرفة الأحساء، المهندس نعيم بن جواد المطوع: يقع تسويق محاصيل الأحساء على عاتق مواطنيها بالدرجة الأولى، والشباب هم المعنيون بشكل مباشر بهذا الأمر، ونعلم تماما وجود مجموعة من الشباب تخدم السوق الزارعي من خلال تسويق تلك المحاصيل في مواسمها التي تبدأ وتستمر حتي نهاية العام. وأعتقد ان عملية الباعة المتجولين ظاهرة صحية يجب دعمها وليس محاربتها، مثل كثير من الدول الأوروبية المتقدمة، إذ تراهم متواجدين في أنحاء المنطقة وليس في المناطق الزراعية فحسب، فتسويق المحاصيل الموسمية هو فخر لأهالي الأحساء، لذا يجب ان ندعم هؤلاء الباعة ويقع عاتق الدعم على الأمانة أولا وثانيا وزارة الزراعة وثالثا وزارة التجارة ورابعا هيئة السياحة. وأضاف: دعم الأمانة يكون بتهيئة الأماكن التي يقف فيها الباعة بالمنتجات والتعريف بها وتأهيل البائع فيما يتعلق بالتسويق وإرشاده بالنظافة والسلامة، أما وزارة الزراعة فمن واجبها الدعم ببعض الارشادات الزراعية والمواصفات المتعلقة بالمنتج وتوعية البائع بأوقات المحاصيل نفسها، فيما يتمثل دور وزارة التجارة فيما يتعلق بضبط الأسعار والتنسيق مع الغرف التجارية وخصوصا اللجان المتخصصة فيها مثل اللجنة الزراعية بتواجدها في أماكن يسهل إليها الوصول وضبط الاسعار وتسويقها بشكل احترافي، وهناك دور لهيئة السياحة يتعلق بوجود هذه المحاصيل ونشرها بشكل جيد وتسويقها لزوار الاحساء كمنتج احسائي، فإذا تضافرت تلك الجهود لأصبح محصول الاحساء محصولا وطنيا يبرز واجهة الأحساء. وأضاف: نعلم تماما أن التحدي الذي أمامنا في الوقت الحالي هو تحد اقتصادي، وبالتالي من الواجب تشجيع شبابنا أن يكون لهم دخل آخر ومن الأقرب تسويق منتجات الاحساء وهي معروفة بجودتها، وابن الاحساء أولى من العمالة السائبة وواجب علينا دعمهم. بائع يناقش احد المتسوقين حول تسعيرة اللوز
مشاركة :