يعيش النصر منذ بداية الموسم الحالي وضعا صعبا؛ نتيجة بعض الظروف المختلفة التي تكالبت عليه وأدت إلى تراجع مستوياته ونتائجه وحرمته من إضافة المزيد من البطولات إلى سجله الذهبي، رغم المحاولات التي يبذلها رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي لتذليل العقبات. فالفريق الذي توج بلقب الدوري في آخر موسمين بدأ موسمه الحالي بما انتهى به موسمه الفائت، حيث خسر لقب بطولة السوبر أمام جاره ومنافسه التقليدي الهلال قبل أن يودع مسابقة كأس ولي العهد بالخسارة أمام جاره الآخر الشباب، وما بين خسارة لقب البطولة الأولى والخروج من الثانية ظهر الفريق بمستوى متواضع في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، وفقد نتيجة ذلك سبع نقاط من أصل اثنتي عشرة نقطة ممكنة لتتضاءل حظوظه بنسبة كبيرة في الدفاع عن لقبه. (الميدان) لخص أسباب هذا التراجع المخيف في السطور التالية: التجديد مع داسيلفا وحسين رغم فوز الفريق بلقب الدوري بقيادة المدرب الأوروجوياني خورخي داسيلفا الذي حل بدوره بديلا للأسباني كانيدا إلا أن المدرب وقع في جملة أخطاء لعل أبرزها ما حدث في مباراة الأهلي في الدور الثاني، والتي وضعت الفريق تحت الضغط بعد أن تقلص الفارق بين الفريقين إلى ثلاث نقاط، ولولا روح اللاعبين الانتصارية ورغبتهم في الفوز باللقب للمرة الثانية تواليا لما حقق الفريق البطولة، ومع أن الغالبية من النقاد والرياضيين أجمعوا على أن النصر أكبر من إمكانات المدرب إلا أن الجميع تفاجأ بتجديد عقد المدرب لموسم آخر. وما حدث مع المدرب ينطبق تماما على المدافع البحريني محمد حسين الذي تراجعت مستوياته وكثُرت أخطاؤه ولم يعد قادرا على العطاء بالشكل المطلوب، ومع ذلك قامت إدارة النادي بتجديد عقده لموسم رابع رغم أن خيارات البحث عن البديل كانت متاحة. تأخر بداية الإعداد للموسم في الوقت الذي بدأت فيه الأندية استعدادها للموسم الجديد منذ وقت مبكر بما فيها الهلال الذي سيقص معه شريط منافسات الموسم، إلا أن الفريق وعلى عكس المتوقع بدأ إعداده بعد عيد الفطر المبارك وقبل مباراة السوبر بأيام لا تتجاوز الشهر، وهو الأمر الذي أثر على مردود الفريق فنيا وبدنيا وساهم في خسارة لقب السوبر. حسم ملف الأجانب يتأخر بعد أن استقر الوضع على بقاء المحترف البولندي أدريان ميرزيفسكي المرتبط بعقد ينتهي بنهاية الموسم المقبل وتجديد عقد محمد حسين فشلت الإدارة في حسم المقعدين الباقيين بعد أن أخل المحترف الأوروجوياني مورا بالعقد المبدئي ورفض الحضور ومماطلة اللاعب النرويجي محمد اليونسي في قبول العرض المقدم له، ليبدأ الفريق موسمه بلاعبين قبل أن يتم قيد الأوروجوياني فابيان استويانوف رغم عدم الاقتناع باستمراره. وبعد مرور الجولة الأولى من الدوري أعلن النادي تعاقده مع الثنائي المالي ماديبو مايغا والمغربي يونس مختار. الإصابات والإيقافات ساهمت الإصابات والإيقافات الانضباطية في تراجع مستوى الفريق ونتائجه خصوصا وأن جل اللاعبين يعتبرون من الركائز الأساسية وغيابهم يؤثر على أي فريق، فالفريق بدأ الموسم وسط غياب ستة لاعبين دفعة واحدة، وهم احمد الفريدي وإبراهيم غالب والحارس عبدالله العنزي بداعي الإصابة، والقائد حسين عبدالغني ومحمد عيد وحسن الراهب بسبب الإيقاف. الأزمة المالية ساهمت في التراجع يمر الفريق بأزمة مالية خانقة كشفتها الجمعية العمومية التي عُقدت بالنادي وأكدت بالأرقام عن وجود عجز مالي يصل إلى 98 مليون ريال، فضلا عن مطالبات بعض الأندية واللاعبين الحاليين والسابقين بمستحقاتهم المالية من مقدمات عقود وخلافه، أمثال إبراهيم غالب وعبده عطيف وعبدالرحيم الجيزاوي ونادي العروبة إلى جانب تأخر بعض الرواتب، وهو ما أثر نفسيا ومعنويا على اللاعبين الذين تراجعت مستويات غالبيتهم وتلاشت قتاليتهم بشكل كبير. الرضوخ لإقالة المدرب بعد خسارة السوبر والتعثر بالتعادل أمام هجر والقادسية في الدوري ازدادت الضغوط الجماهيرية والإعلامية على رئيس النادي وطالبت برأس المدرب داسيلفا، والتي حملته تراجع الفريق، ولكن الرئيس وعد بالتصحيح وفي نفس الوقت جدد الثقة في المدرب الذي لم يستثمر الفرصة وقاد الفريق للخسارة بالأربعة أمام الأهلي في الدوري قبل الخسارة أمام الشباب والخروج من كأس ولي العهد، والتي كانت بمثابة الضربة القاضية التي أدت إلى إقالة المدرب رسميا، والبحث عن مدرب جديد من المنتظر أن يكون قد وصل مساء أمس. الجماهير تطالب بالتصحيح ولم تقتصر مطالبات الجماهير على إقالة المدرب، بل طالبت بجلب لاعبين أجانب على مستوى عال قادرين على صناعة الفارق خلال فترة الانتقالات الشتوية بعد شهرين من الآن، إلى جانب دفع مستحقات اللاعبين والبحث عن جهاز إداري قادر على ضبط الأمور داخل الفريق سيما في ظل الانفلات الذي يعاني منه الفريق بسبب بعض اللاعبين. العودة الحقيقية أمام الوحدة طالبت جماهير العالمي لاعبي الفريق بطي الصفحة السابقة والاستفادة من أخطائهم واللعب بروحهم المعروفة بعد إقالة المدرب وإعادة النصر لوضعه الطبيعي كفريق منافس على البطولات اعتبارا من المباراة المقبلة أمام الوحدة، والتي ينظر لها الجمهور على أنها بداية العودة لسكة الانتصارات. النصر خسر من الأهلي برباعية
مشاركة :