لا تزال أزمة سفينة "صافر" المهجورة، التي ترسو قبالة ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة غرب اليمن، وتشكل قنبلة موقوتة بسبب توقف صيانتها منذ سنوات، وسط تقارير عن احتمالات انفجارها والتسبب بأكبر كارثة بيئية في العالم، تؤرق الحكومة اليمنية. فقد جدد وزير الإعلام معمر الإرياني التحذير من مخاطر "كارثة وشيكة هي الأكبر في تاريخ البشرية" جراء تسرب أو غرق أو انفجار ناقلة النفط صافر التي تحوي أكثر من مليون برميل من النفط الخام، والراسية قبالة ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة الخاضع لسيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، دون أي صيانة منذ 6 أعوام. وفي سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر اليوم الجمعة، استغرب الإرياني استمرار صمت المجتمع الدولي وعدم اكتراثه بالتحذيرات التي أطلقتها مراكز أبحاث وخبراء من تآكل هيكل الناقلة ومحركاتها وظهور بقع نفط حولها، وعدم اتخاذ أي إجراءات حيال تعنت ميليشيا الحوثي واستمرارها في التعطيل والمماطلة، متسائلاً: "هل سيستمر هذا التخاذل الدولي حتى وقوع الكارثة؟!". ممارسة ضغط حقيقي كما دعا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمشاطئة للبحر الأحمر لإدراك "حجم ومخاطر الكارثة والتحرك الجماعي والفوري لتلافي وقوعها، وممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي التي أثبتت عدم اكتراثها بالنتائج التي سيدفع ثمنها ملايين المدنيين في المنطقة، وستلقي بتبعاتها على البشرية جمعاء". وكان وزير المياه والبيئة، توفيق الشرجبي، قد حذر في وقت سابق من الشهر الحالي، من خطر وقوع الكارثة المحتملة الخاصة بخزان النفط العائم صافر قبالة سواحل الحديدة، والتداعيات الناجمة على المستويات البيئية والإنسانية والاقتصادية، أكان ذلك على اليمن أو دول المنطقة. أكثر من مرة يذكر أن الأمم المتحدة كانت أجلت زيارة فريق خبرائها لأكثر من مرة بعد تراجع ونكث الحوثيين لتعهداتهم بالسماح للفريق بزيارة الناقلة صافر، وإجراء عملية التقييم ومن ثم الصيانة المطلوبة، لتجنب حدوث كارثة بيئية لا قبل للمنطقة بها. وكان مجلس الأمن الدولي قد أكد في يونيو الماضي، على أن الحوثيين مسؤولون عن تأخير التقييم الفني للناقلة صافر التي كانت الأمم المتحدة تأمل نشره في مارس الماضي. كما حذرت منظمة "غرينبيس" في وقت سابق من احتمال وقوع انفجار بالناقلة صافر "في أي لحظة"، داعية الأمم المتحدة إلى تحرك عاجل لمنع "كارثة".
مشاركة :