أكدت دكتورة هيا السبيعي، استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم عند الأطفال، أن أطفال متلازمة داون يتميزون بصفات ظاهرية ودرجات متفاوتة من تأخر النمو والقصور الذهني، موضحةً أن تسمية متلازمة داون يرجع إلى الطبيب البريطاني جون لانغدون داون الذي اشتهر بعد وصفة لأطفال متلازمة داون في عام 1866 ميلادي. ما هي متلازمة داون؟  ولفتت إلى أن متلازمة داون تعتبر هي الخلل الأكثر شيوعًا في تركيب الكروموسوم البشري، وتختلف حالات الإصابة عند الأطفال المولودين به بشكل واسع، حيث يزداد حدوثه مع تقدم عمر الأم، فقد سجلت الولايات المتحدة بين عامي 2004 و2006 طفلًا واحدًا مصابًا بمتلازمة داون لكل 772 طفلًا مولودًا أي ما يعادل 14.47 لكل  10 آلاف ولادة، أما في الشرق الأوسط تعد انتشار حالات متلازمة داون مرتفعة نسبيًّا مقارنة مع الدول الأخرى، حيث يتراوح ما بين 18 لكل 10 آلاف ولادة في ليبيا، وإلى 20 ولادة في دولة قطر، 23.2 عند العرب المقيمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، و25.9 في سلطنة عمان، و23 في المملكة العربية السعودية، و29 في دولة الكويت و31 في إمارة دبي، مشيرةً إلى أنه لتقديم جودة طبية عالية من الرعاية لأطفال متلازمة داون، فإن ذلك يتطلب فهم طبيعة المتلازمة وتأثيرها على أجهزة الجسم. تأثير المتلازمة:  وتابعت: تؤثر متلازمة داون على الجهاز التنفسي العلوي والسفلي بطرق متعددة، وبالرغم أن الأمراض التنفسية ذات أهمية بالغة في الاعتلال الصحي عند هؤلاء الأطفال، وخاصة عند صغار السن منهم، إلا أن الاعتلال في الأجهزة الأخرى يمكن أن يؤثر سلبًا على وظائف الجهاز التنفسي كالاعتلال في الجهاز الدوري الدموي والجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجهاز المناعي، موضحةً أن المشاكل التنفسية من الأمور الشائعة عند الأطفال بشكل عام وعند أطفال متلازمة داون بشكل خاص؛ وذلك لوجود تشوهات خلقية في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي. فأطفال متلازمة داون أكثر عرضة لتشوهات الجهاز التنفسي كارتخاء الحنجرة بنسبة 50%. القصبة القصيبية الهوائية: وأضافت السبيعي أن القصبة القصيبية الهوائية هي عبارة عن عيب خلقي حيث تتصل قصبة الفص الأيمن العلوي مباشرة بالقصبة الهوائية الرئيسية، وهي أكثر شيوعًا لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون وتمثل 21% مما هي عليه عند الأطفال الطبيعيين بنسبة 2%، وقد يؤدي وجود هذا العيب الخلقي إلى التهابات رئوية متكررة في الفص الرئوي الأيمن العلوي، هذا بالإضافة إلى أن الالتهابات الرئوية عند هؤلاء الأطفال تكون أسوأ من الأطفال الطبيعيين. وكشفت أن أكثر من ثلث أطفال متلازمة داون يعانون من صعوبة في التنفس تتمثل في نوبات صفير متكرر والتي قد يتم تشخيصها على أنها مرض ربو ويتم وصف أدوية الربو دون استجابة، وعند التقييم الدقيق بواسطة الأطباء المختصين لهؤلاء الأطفال يتم تشخيص ما نسبته 3% منهم فقط بمرض الربو، كما تشير الدراسات إلى أن أطفال متلازمة داون أكثر عرضة لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي خاصة في السنوات الأولى من العمر؛ حيث إن الأعراض تكون أكثر حدة وكذلك مدة المكوث في المستشفى تكون أطول عند مقارنتهم مع أقرانهم غير المصابين بالمتلازمة بما يقارب الضعف إلى ثلاثة أضعاف. ولفتت إلى أن أطفال متلازمة داون أكثر عرضة للالتهابات الرئوية وذلك لعدة أسباب أبرزها ارتخاء العضلات التي قد يتسبب في دخول قطرات لعاب الطفل أو جزيئات صغيرة من الطعام أو مفرزات المعدة إلى مجرى التنفس والرئة وكذلك ارتجاع المريء مما ينتج عنه التهابات رئوية متكررة، و50 إلى 97% من أطفال المتلازمة لديهم انقطاع في التنفس أثناء النوم مقارنة مع 1- 2% لدى الأطفال الطبيعيين؛ ذلك بسبب أن أطفال متلازمة داون يعانون من تشوهات خلقية في الجهاز التنفسي العلوي تجعلهم عرضة لانقطاع التنفس أثناء النوم. ما ينبغي معرفته عن أطفال متلازمة داون: واستكملت هيا السبيعي أن أمراض الجهاز التنفسي عند أطفال متلازمة داون ناتج عن عوامل متعددة وقد يكون ناتجًا عن تشوهات خلقية في الأجهزة الحيوية الأخرى التي من شأنها التأثير السلبي على الجهاز التنفسي، أما متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم عند الأطفال المصابين فشائع بشكل استثنائي وليس كما هو الحال في الأطفال الآخرين، وكذلك للتاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي أهمية بالغة في التحري (استكشاف) عن الإصابة بمتلازمة انقطاع التنفس عند أطفال متلازمة داون ألا أن غياب الشخير لا يعني عدم الإصابة بمتلازمة انقطاع التنفس عند هؤلاء الأطفال. وختمت الاستشارية بالقول: إن عملية استئصال اللحمية واللوزتين كعلاج لمتلازمة انقطاع التنفس عند أطفال متلازمة داون أقل نجاحًا عند مقارنتهم بأقرانهم من الأطفال السليمين الطبيعيين وغالبًا يستمرون بالمعاناة. شارك الخبر ‎إلغاء الرد لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.