تمثل الكلمة أهمية بالغة في حياة الأفراد والمجتمعات، حيث تنعكس سلباً وإيجاباُ على الكثير من القضايا. وبين الدين الإسلامي للبشرية عظم الكلمة وخطورتها على الإنسان في الدنيا والآخرة، حيث استعرض القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة أثرها على العلاقة بين الإنسان وخالقه، والعلاقة بين البشر. وحول خطورة الكلمة وأثرها على المجتمع، قال معالي أمين رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى: "الكلمة في قمة العناية والرعاية والخطورة ، وهي سلاح ذو حدين ، إما أن يكون لك أو يكون عليك، وليس فقط لك أنت بل للقضية التي تؤمن بها أو تدافع عنها". وأكد الشيخ العيسى في مقطع فيديو تداولته بعض الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي من برنامج "في الآفاق" الذي يبث عبر قناة إم بي سي، أن الكلمة التي لم تقم بحمل أمانة الإسلام حقا إما بتفريض أو جهل أو هوى، ومن ذلك الأهواء الحزبية، وهي الكلمة المغشوشة والمزورة على الإسلام تحمل المسلمون تداعياتها بشكل كبير. كما استشهد الدكتور العيسى بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- للصحابي الجليل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- للتأكيد على خطورة القول وعقابه عند الله في الآخرة ، قائلاً" النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت بلا يا رسول الله، قال: فأخذ بلساني، فقال: كف عليك هذا، فقلت يا رسول الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس بالنار على وجوههم، أو قال مناخرهم إلا حصائد السنتهم؟!". وفي ما يتعلق بكلمة السوء، ذكر أمين رابطة العالم أمين رابطة العالم الإسلامي بقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم بعظم البهتان على الناس بكلمة السوء، حيث قال تعالى "إن اللذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم". كما استشهد الشيخ العيسى بما ورد في الحديث النبوي، حيث قال في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى لا يلقي لها بالاً يكتب له بها الجنة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين السماء والأرض".
مشاركة :