«اضطرابات الأكل».. مرض نفسي يشوه الصورة الجسدية للمصاب

  • 9/17/2021
  • 21:49
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أقامت اللجنة الوطنية للتغذية افتراضيا ورشة عمل «اضطرابات الأكل» مؤخرا، بمشاركة الأستاذ المساعد للتغذية العلاجية د. مضاوي الضويان، وأخصائي التغذية العلاجية هديل المعيرفي، وأخصائي التغذية آمنة الصبة، والباحث في الأمانة العامة للجنة الوطنية للتغذية نعمة باقدر، وتناولت الورشة عدة محاور، منها: اضطرابات الأكل ومدى انتشارها في المجتمع السعودي، ووصمة السمنة وأثرها على الفرد، وأثر الإعلام في تكوين صورة نمطية للجسد. أمراض نفسيةوقالت آمنة الصبة: أمراض اضطرابات الأكل هي أمراض نفسية المنشأ، تؤثر على سلوك الاستهلاك الغذائي للفرد، كوجود صورة مشوهة عن الجسد عند الشخص المصاب، وهذه الصورة عبارة عن مبالغة في تصوير الشخص لوزنه وشكل جسده، ومن الممكن أن يكون الشخص شديد النحافة أو مصابا بالسمنة، لكنه يرى جسده بصورة أكبر وأكثر مبالغة من الواقع، هذه الصورة المشوهة عن الجسد أدت إلى وجود هوس في التفكير، يرتبط بمحاولة مستمرة في عمل سلوكيات تؤثر على الاستهلاك الغذائي. سلوكيات تعويضيةوأوضحت أنه قد يكون المصاب باضطرابات الأكل شخصا يتناول كمية قليلة خلال اليوم، لدرجة لا تكفي الوظائف الحيوية الطبيعية للجسم، فيصاب بنقصان وزن شديد، ويصبح وزنه أقل من الطبيعي، هنا لابد أن يشخص بعد استيفاء المعايير بفقدان الشهية العصبي، أضافت: أو قد يكون الشخص على العكس تماما، يتناول الطعام بكميات كبيرة جدا مع عدم القدرة على السيطرة على شهيته، فيشعر لاحقا بالذنب، وقد يمارس لاحقا سلوكيات تعويضية، مثل الاستفراغ، أو أن يتناول الشخص المصاب بالنهم الغذائي كميات كبيرة جدا من الطعام في جلسات محدودة وصغيرة، وعادة يكون عندهم سلوك إخفاء الطعام، فتجد لديهم كميات كبيرة تحت السرير أو في الأدراج، بالذات الأغذية عالية السعرات التي يتناولها سرا لأنهم يشعرون بالخزي، ويفقدون السيطرة على أنفسهم في نوبات النهم الغذائي، فلا يستطيع التوقف عن التهام الطعام حتى الشعور بالشبع الشديد، لكن في النهم الغذائي ليس هناك سلوكيات تعويضية. وحم الغرائبوتابعت: هناك أمراض واضطرابات تكون أقل شيوعا، مثل «وحم الغرائب»، وفيه يتناول المريض أغذية غير مغذية، مثل التراب والشعر، أو يلجأ لاجترار الطعام، وعادة يكون ذلك في الأطفال، فبعد تناول الطعام يقوم باستدعائه مرة ثانية من المعدة ويتم الاحتفاظ به بالفم، إما أن يستغني عنه بإخراجه أو يعاود بلعه ويسبب ذلك مشاكل في الجهاز الهضمي. زيارة مختصوأوضحت أنه من المهم زيادة الوعي بمخاطر اضطرابات الأكل، لأن لها آثارا نفسية واجتماعية واقتصادية، مشيرة إلى أن المراهقين يمثلون الفئة الأكثر إصابة، وتحديدا في مرحلة البلوغ، وفي بداية ظهور التغير في العلامات الجسدية، وقالت: سابقا كانت أمراض اضطرابات الأكل مرتبطة بالعالم الغربي، ولكن مع العولمة والانفتاح حاليا أصبحت في العالم العربي، خصوصا في المملكة، إذ وجدت الدراسات التي أجريت في الجامعات والمدارس بمرحلتي الثانوية والمتوسطة، أن نسبة خطر الإصابة بين الفئات السابقة مشابهة ومقاربة للمجتمع الغربي إن لم تفقها، لذلك أصبحت التوعية أمرا مهما، ويجب علاج الظاهرة بصورة عاجلة. علاجات السمنةوأشارت د. مضاوي الضويان، إلى أن الاتحاد العالمي للسمنة يعرف اضطرابات الأكل بأنها مرض تدرجي مزمن، قائلة: علاجات السمنة الموجودة هي: التغذية والنشاط البدني والعلاج السلوكي، الذي يكون موازيا للتغذية، لأنه يساعد على معرفة حقيقة المشكلة بداخل المريض، فالعديد من الأشخاص لا تكمن مشكلتهم في تناول الطعام، بل الأمر أعمق من ذلك، فهذه العلاجات كلها حق للمريض المصاب بالسمنة، وليس من حق أي شخص أن يشعره بالنقص عندما يختار من بينها، فمريض السمنة يمر بمشاكل وضغوط حتى من أقرب الناس إليه، وقد لا يرى الآخرون ذلك، ولكنه أمر مؤلم داخليا. صورة نمطيةوأضافت: دائما عند الحديث عن الشخص السمين ترسم عقولنا صورة شخص سمين جدا يتناول الطعام أو طفل صغير يأكل كثيرا، مع العلم بأن الشخص المصاب بالسمنة هو إنسان يعيش تفاصيل يومه كاملة كغيره، فلماذا لا نضع صور الطفل وهو يلعب؟ هذه المشاهد عززت الصورة النمطية عند مرضى السمنة وزادت من وصمة العار في المجتمع.تخفيف الضغوطوأوضحت أن الاعتراف بالسمنة كمرض ليس معناه أني أعطي أعذارا للشخص أن يعيش حياته وينسى نفسه، بل الفكرة أن نخفف الضغط المجتمعي على الشخص، ونوفر له الحلول مثل زيارة أخصائي التغذية مشمولة بالتأمين والأدوية وعمليات التخلص من السمنة، فالشخص المصاب بالسمنة كأي مريض آخر يحتاج فقط إلى التقبل ثم العمل. رسائل إعلانيةوتقول نعمة باقدر: للإعلام أثر قوي على المجتمع بشكل عام، ودوما ما تكون هناك رسائل إعلانية لها علاقة بحدوث اضطرابات الأكل، عن طريق ترويج صور الجسم المثالي والنحافة من خلال الإعلانات والمشاهير، وهناك دراسة استطلاعية تقول إن 83 % من الأشخاص المشاركين في الدراسة، تسببت مشاهدتهم للتلفاز في تولد رغبة لديهم في تغيير أشكالهم وأوزانهم، وأن 77 % منهم تأثرت أشكال أجسادهم واقعيا، لأنهم أصبحوا يريدون أن يكونوا مثل الشخصيات التليفزيونية.«العولمة» رفعت نسبة الإصابة في المملكة لتقارب المجتمع الغربيالشعور بالخزي والذنب يجعل المريض يتناول طعامه سرا

مشاركة :