اليابان تزاحم روسيا على كعكة استثمارات الطاقة في آسيا الوسطى

  • 10/26/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تزاحم اليابان روسيا على كعكة استثمارات الطاقة في دول الاتحاد السوفياتي السابق الخمس الواقعة في آسيا الوسطى التي تتنافس فيها مع الصين على النفوذ. ويقوم حاليا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بجولة في دول وسط آسيا قادته إلى كازاخستان وأوزبكستان، وتركمانستان وطاجيكستان ثم قرغيزستان، بهدف بناء علاقات مع المنطقة الغنية بالموارد. وبحسب "رويترز"، فقد صحب رئيس الوزراء الياباني معه وفد من 50 من كبار مسؤولي الجامعات والشركات التي تتطلع إلى تأمين نحو تريليوني ين (16.7 مليار دولار) في شكل طلبيات لمنشآت الغاز الطبيعي والطاقة بوسط آسيا خلال الجولة، ويرى بعض المختصين أن جولة آبي تهدف إلى مقاومة تنامي نفوذ الصين في المنطقة. وصرح إسلام كريموف رئيس أوزبكستان بأن بلاده وقعت أمس عقودا مع اليابان تتجاوز قيمتها 8.5 مليار دولار تشمل مجالات الطاقة والاتصالات والنقل وغيرها. وأشار كريموف عقب اجتماع مع رئيس وزراء اليابان الزائر شينزو آبي إلى أن اليابان ستمول نحو خمسة مليارات دولار من تلك العقود. وكانت اليابان وتركمانستان قد وقعت اتفاقيات بقيمة تتجاوز 18 مليار دولار تشمل حزمة من المشاريع في البلد الغني بالطاقة الواقع في آسيا الوسطى الذي أصبح موردا مهما للغاز الطبيعي إلى الصين. وذكر آبي للصحافيين في وجود الرئيس التركماني قربان قولي بيردي محمدوف، أن بلاده وقعت على وثائق بشأن عدد من المشاريع في قطاع الكيماويات وبناء محطة للكهرباء بقيمة إجمالية تتجاوز 18 مليار دولار. وأضاف آبي أن الشركات اليابانية فازت الآن بفرصة أخرى كبيرة للأعمال وسأكون سعيدا إذا ساعد الرئيس بيردي محمدوف على تنفيذ هذه المشاريع، لكنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل. وقال بيردي محمدوف إن تركمانستان ترغب في اكتساب خبرة اليابان في ابتكار واستخدام التكنولوجيات الجديدة، مشيراً إلى التعاون مع الشركات اليابانية في معالجة النفط والغاز والصناعات الكيماوية وهندسة الكهرباء، لكنه لم يذكر تفاصيل. وتشارك شركات يابانية بالفعل بشكل نشط في مشاريع واسعة النطاق في تركمانستان، حيث تقوم ببناء مصانع لمعالجة الغاز الطبيعي لإنتاج الأسمدة والإيثيلين والبولي إيثيلين والبولي بروبلين والوقود السائل. وفي السنوات القليلة الماضية حلت الصين محل روسيا لتصبح المشتري الأساسي للغاز التركماني مع استيرادها 30-35 مليار متر مكعب من الوقود سنويا. وأغضبت موسكو عشق أباد هذا العام بخطط لخفض وارداتها إلى أربعة مليارات متر مكعب من 11 مليار متر مكعب في 2014، وتستورد جارتها إيران أيضا كميات صغيرة من الغاز التركماني. ويبدو أن أوروبا تتجه هي الأخرى إلى مشاريع غازية مع تركمانستان، فقد صرح ماروس سيفكوفيتش، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، بأن الاتحاد الأوروبي حريص على تقليص الاعتماد على إمدادات الطاقة من روسيا، متوقعاً أن يبدأ في استقبال إمدادات الغاز الطبيعي من تركمانستان بحلول عام 2019. وفي الوقت الحالي تمد روسيا أوروبا بنحو ثلث احتياجاتها من الغاز، لكن ضم موسكو شبه جزيرة القرم وتدخلها في الصراع العسكري في شرق أوكرانيا زاد من إلحاح بحث الاتحاد الأوروبي عن إمدادات غاز من مصادر بديلة. وصرح سيفكوفيتش بأن ثمة تفاهما متبادلا جيدا، وبالنسبة إلى تركمانستان فتنويع بدائل التصدير أمر مهم جدا، في حين يهم الاتحاد الأوروبي كثيرا تنويع الواردات. وقال متحدثا بالروسية إن أوروبا تتوقع إمدادات الغاز من تركمانستان في 2019، وتحرص تركمانستان على تنويع صادراتها لتشمل دولا أخرى غير روسيا التي ستقلص وارداتها في العام الجاري إلى أربعة مليارات متر مكعب من 11 مليارا في 2014. وأشار سيفكوفيتش إلى أنه في هذا الإطار سنبحث جميع الجوانب الخاصة بخط أنابيب قزوين، وقد قطعنا خطوة كبيرة في هذا الاتجاه الاستراتيجي، ويهدف المشروع إلى نقل الغاز من تركمانستان إلى أوروبا عبر بحر قزوين، فيما أطلق عليه "ممر الغاز الجنوبي"، ويضم المشروع أذربيجان وتركيا، لكن تسببت حالة عدم التيقن على الصعد السياسية والبيئية والمالية في تعثر المشروع، موضحاً أن هناك قرارا سياسيا بأن تكون تركمانستان جزءا من المشروع.

مشاركة :