يرى تسلمينس فوست المحلل الاقتصادي الألماني البارز أن هناك تحديين يواجهان الاقتصاد الألماني العام المقبل وهما أزمة اللجوء والتراجع الاقتصادي في بعض الدول الناشئة مثل الصين. وقال فوست الذي يشغل منصب رئيس مركز الأبحاث الاقتصادي الأوروبي إن الاقتصاد الألماني لديه التزامات في الصين على سبيل المثال على نحو يزيد على اقتصاد أي دول أخرى في أوروبا. وأضاف الاقتصادي الألماني البارز أن الصين تعد رابع أهم سوق تصدير بالنسبة لألمانيا، وأشار إلى أن كثيرا من الدول الناشئة الأخرى ترتبط بالصين. وأشار فوست، إلى أنه إذا كان هناك تراجع اقتصادي في الصين فسيؤثر ذلك على الاقتصاد الألماني أيضا، يشار إلى أنه من المقرر أن يتولى فوست منصب رئيس معهد إيفو الألماني لأبحاث الاقتصاد في مدينة ميونيخ في الربيع المقبل. وعقد الاتحاد الأوروبي قمة مصغرة أمس في بروكسل بشكل طارئ مع الدول الأوروبية الأكثر عرضة لتدفق المهاجرين الذين يعبرون البلقان بهدف بحث حلول "جماعية" لهذه الأزمة غير المسبوقة. وأعلنت المفوضية الأوروبية التي دعت إلى القمة أن هدفها تلبية الحاجة إلى مزيد من التعاون والقيام بمشاورات أكثر وتحركات عملية فورية بالنسبة للدول الواقعة على طريق غرب البلقان الذي يسلكه المهاجرون واللاجئون من تركيا واليونان للوصول إلى شمال الاتحاد الأوروبي. ودعا رئيس المفوضية جان كلود بونكر رؤساء دول وحكومات عشر دول أعضاء في الاتحاد (ألمانيا والنمسا وبلغاريا وكرواتيا واليونان والمجر وهولندا ورومانيا وسلوفينيا والسويد) وثلاث دول من خارجه هي ألبانيا ومقدونيا وصربيا. وتشارك في القمة لوكمسبورج التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ومفوض الأمم المتحدة الأعلى للاجئين انتونيو جوتيريس والوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) والوكالة الأوروبية للجوء. ورأى مختصون أن التدفق غير المسبوق لأعداد كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا سيحدث تغيرات اقتصادية وديموغرافية "هائلة" في بلد نسبة المسنين فيه تزداد، ويرفض أن يصنف دولة للهجرة. وفي 2015 ستستقبل ألمانيا 800 ألف مرشح للهجرة، وهو رقم قياسي في أوروبا يفوق الرقم القياسي السابق في 1992 عندما استقبلت ألمانيا 438 ألف شخص أثناء الحرب في يوغوسلافيا السابقة، وعلى الأجل المتوسط قد تستقبل ألمانيا 500 ألف شخص سنويا. وقال مينهارد ميجل الباحث في العلوم الاجتماعية، إن ذلك سيؤدي إلى نفقات مالية وتغيير كبير في المجتمع، ومن الصعب التكهن ما إذا سيفضي ذلك إلى رفض أو إلى تقدم. وأضاف أنه لن يكون أمام الألمان الذين يريدون التمسك بالعالم الذي يعرفونه من خيار آخر سوى أن يأخذوا هذه التغيرات في الاعتبار ويتوقعوا أن يعانوا منها. من جهته أكد هايو فونكي خبير الشؤون السياسية في جامعة برلين الحرة عن تحد كبير لأن التغيرات ضرورية في عدة قطاعات من البنى التحتية للاستقبال إلى المدارس مرورا بمعايير قبول المهاجرين أو عملية التدريب. ويشدد كثيرون على الطابع الاستثنائي لهذه الظاهرة ويعتقد ميجل أننا لم نشهد أبدا مثل هذه الأوضاع في أوروبا، وسنضطر إلى الاختيار، وعقد مقارنة مع فترة ما بعد الحرب عندما اضطر 12 مليون ألماني طردوا من أوروبا الشرقية، إلى العودة إلى بلد مدمر لم يعيشوا فيه أبدا. وأضاف أن جهودا كبيرة بذلت لدمجهم". والأمر الذي بسط الأمور هو أنهم كانوا من الثقافة نفسها ويتكلمون اللغة نفسها وهذا لا ينطبق على اللاجئين الذين من سورية أو العراق الذين لا يتكلمون الألمانية. ومساهمة اللاجئين ستكون أساسية في سوق العمل لأول اقتصاد في أوروبا الذي يفتقر إلى اليد العاملة، وقال أوركان كوسمين الإخصائي في شؤون الهجرة في مؤسسة برتلسمان إن الاندماج في ألمانيا نجح دائما في سوق العمل" ومن هذه الناحية للبلاد "أداء جيد.
مشاركة :