وسام صليبا لـ«الشرق الأوسط»: أبتعد في عملي الغنائي عن المواعظ

  • 9/18/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مقولة «هذا الشبل من ذاك الأسد»، تطبق على الممثل والمغني وسام صليبا ابن الفنان غسان صليبا، نجم مسرح الرحابنة. فمنذ إطلالاته الأولى في عالم الدراما ومن ثم في برنامج «ديو المشاهير» ترك انطباعاً إيجابياً لدى المشاهد. اليوم يقدم وسام صليبا، عملاً غنائياً جديداً أراده طاقة أمل وتفاؤل للشباب اللبناني، في زمن يغلب عليه السواد بعنوان «بيغ تشل». ومن عنوانه يستطيع سامعه أن يقدر محتوى هذه الأغنية، المفعمة بروح الشباب ودفء العائلة. تترجم الأغنية التي يؤديها صليبا بالإنجليزية وتتلون بمقطع من الـ«راب» بالعربية، ما نعاني منه اليوم في ظل أوضاع غير مستقرة، اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً. ويعود بنا صليبا إلى أجواء العائلة المفعمة بالحب التي في إمكانها أن تخفف من كل هذه المآسي. ويقول، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كان من البديهي أن أعبّر عن أحاسيس تجتاحنا نحن الشباب منذ انفجار بيروت حتى اليوم. لم أرغب في أن يكون العمل مجرد مواعظ ونظريات، وهو أمر أبتعد عنه في أعمالي الغنائية. أتقرب بشكل أكبر من مشاعر حقيقية ومن واقع نعيشه، لذلك أردته نابعاً من الذات وبسيط في الوقت نفسه». الأغنية كتبها ولحنها زياد شقيق وسام الذي يطل أيضاً فيها، إضافة إلى والدتهما ومجموعة من الأصدقاء. «ارتأينا مشاركة والدتي التي لا تحب الأضواء عادة لأنها تناسب الموضوع الذي تتناوله الأغنية. فالعمل بشكل عام كان حقيقياً، وارتكز على أشخاص مقربين منا أخي وأنا». تتضمن الأغنية أيضا مقطع «راب» للفنان الطرابلسي «رويتيفايشن» ابن الـ23 ربيعاً، حيث يسرد قصصاً عن الأوضاع السائدة اليوم في لبنان. أما الإنتاج والتوزيع الموسيقيان فيعودان إلى أنطوني خوري وجاد قساطلي. وصورت الأغنية بكاميرا موريس الزغبي، تحت إدارة كاتبها وملحنها المخرج زياد صليبا. وعن سبب اختياره الفنان الشاب الطرابلسي روي يوضح وسام صليبا: «أعمل على إنتاج هذه الأغنية منذ فبراير (شباط) الفائت. وبعدما تعرفت إلى روي أعجبت كثيراً بأسلوب أدائه. فهو عميق في أفكاره وفي كيفية تناوله موضوعات واقعية تلامس الناس عن قرب. فاتخذنا أخي زياد وأنا قرار التعاون معه وبالعربية لأنها تتلاءم مع قالب الأغنية ككل. ففي ظل نسبة هجرة مرتفعة نلحظها عند الشباب اللبناني قررت أن أقول كلمتي وأمشي. فأجواء الألفة والعائلة تحضر بقوة في لبنان، وهي برأيي لا تقدر بثمن. كما أن اللمة مع الأصدقاء هي دواء بحد ذاته قد لا نعثر عليه خارج لبنان». وماذا تقول للشباب التواق إلى الهجرة، خصوصاً أنك عشت تجربة الهجرة عندما أمضيت نحو 7 سنوات خارج لبنان من أجل دراستك الجامعية؟ «الهجرة لا تعني أن الأمور ستكون في مجملها بخير. فهي أيضاً لديها صعوبات لا نتوقعها، ولا تقتصر فقط على أحلام تدغدغ مخيلتنا. الواقع لا يشبه الحلم ولكنها تبقى تجربة غنية لا بأس أن نختبرها كي نوسع آفاقنا، ونتعرف إلى أشخاص يختلفون عنا في الثقافة وأسلوب الحياة. الهجرة تعلمنا الكثير من الأمور التي لا نستطيع أن نكتشفها ونحن في بلادنا». ويتابع صليبا في سياق حديثه: «الثقافة التي تزودنا بها الهجرة بنواحٍ كثيرة هي أهم من الدراسات والعلوم. وعندما اتخذت قراري في العودة إلى وطني الأم كان عن اقتناع تام. وما أردت التعبير عنه في هذه الأغنية هو أنه ليس من الضروري أن أسافر إلى الخارج كي أعمل في هوليوود مثلاً. فنحن نعيش في عصر العولمة والمسافات صارت أقرب ومختصرة. ونستطيع من أي مكان نوجد فيه أن ندخل هوليوود أو أي منصة إلكترونية عالمية من خلال فرص معينة». انتهى، أخيراً، وسام صليبا من تصوير مسلسل جديد «السجين» مع ديما قندلفت ويوسف حداد وغيرهما. وهو من إنتاج شركة «جينوميديا» وإخراج محمد لطفي. ويتحدث صليبا عن هذا العمل: «إنه يتألف من 7 حلقات وقد جرى تصويره في لبنان ولا أستطيع التحدث عن دوري، بسبب اتفاق بين المشاركين فيه والشركة المنتجة. وما يمكنني قوله إن موضوع العمل يرتبط بالعصابات والمافيات وتقابلهما مواجهات مع الشرطة». يشارك وسام صليبا أيضاً في مسلسل «خرزة زرقا» التي تبدأ قناة «إم تي في» المحلية في عرضه قريباً. وسبق وتابعه المشاهد العربي عبر قناة «إم بي سي». ويلعب صليبا في «خرزة زرقا» دور شاب يعاني من حالة شلل إثر حادث تعرض له. فكيف حضر لهذا الدور؟ يرد: «كانت هناك صعوبة في تقديم هذا الدور سيما وأنه يعتمد على لغة جسد نصفية بسبب حالة الشلل المصابة بها الشخصية. لقد قمت بأبحاث كثيرة حول هذه الحوادث وانعكاساتها على صاحبها. كما تذكرت أستاذي الجامعي في أميركا، حيث كنت أتابع دراستي هناك. فهو كان مصاباً بحالة شلل إثر حادث تعرض له. وتعلمت منه أن هذا النوع من الحالات يولد طبيعة ثانية لدى صاحبها. ومن هنا حضرت للدور الذي حمل لي تحديات كثيرة. وتلعب التحضيرات والتمرينات لهذا النوع من الأدوار أهمية كبرى، كما تحتل لغة الجسد مساحة كبرى». وبالعودة إلى مجال الغناء، يقول وسام صليبا: «أنا شغوف بالغناء منذ صغري وهي موهبة تتملكني وأحبها كثيراً، ولا يمكنني مقارنتها بالتمثيل. لكل مجال وقعه وأهميته عندي. وما يمكنني تأكيده هو أن الغناء لم يتخذ شكل مهنة متوارثة أو عمل تجاري، بل هو موهبة وحب كبيران. لا شك أنني تأثرت بطاقة والدي الغنائية وبنجاحاته، ولكني بحثت عن هوية فنية تخصني. وأغنية (بيغ تشل) تشبهني إلى حد كبير، وهي قريبة جداً من شخصيتي. أعتقد أنها تمثل العمل الفني الحقيقي الذي أنطلق معه ولو جاء بالإنجليزية». وكان صليبا قد سبق وأطلق أغنيتين بالعربية إحداهما كثنائي مع والده غسان صليبا (مش عم صدق حالي) وأخرى «إذا ناوية» لوحده. فلماذا اختار اليوم الغناء بالإنجليزية؟ «الإنسان بشكل عام ينضج من عام إلى آخر، والإنجليزية لغة أحبها كونها طبعت دراستي المدرسية والجامعية. فكنت بالفطرة أدندن أغنيات إنجليزية، لم أكن أرتاح من قبل في غناء أعمال عربية. اليوم تبدل كل شيء وصرت أحب الغناء باللغتين من دون أي شروط. ولكن صدف أن كتب أخي الأغنية بالإنجليزية كي تحاكي بشكل أوسع جيل اليوم. وهكذا كان، ولكن هذا لا يمنع من تقديمي عملاً غنائياً بالعربية في المستقبل القريب». يتابع وسام صليبا الساحة الفنية بشكل دائم، وهو يحب الأعمال التي تحاكي الشباب بعمره من موسيقى «هيب هوب» و«راب». «كذلك أحب الألحان المغربية ولفتتني أخيراً أعمال أردنية ومصرية. ومن الأغاني التي أعجبتني في الفترة الأخيرة للمغني الشاب بشار جواد (تيرارا). أعجبتني طريقة توزيعها موسيقياً والطاقة الإيجابية التي تتضمنها وهي قريبة جداً منا كشباب عربي». وعن الدور الذي يلعبه والده في خياراته الفنية يرد: «والدي غسان صليبا يتمتع بثقافة موسيقية عالية. هناك حوارات قائمة دائماً بيننا ولا سيما حول الأعمال الأجنبية وعندما ينتقد يصيب الهدف. وحتى قبل تقديمي (بيغ تشيل) استشرته وهو من أوعز لي بإدخال فن الـ(راب) عليها».

مشاركة :