العفو الدولية تدين «الإفلات من العقاب» في إيران بعد وفاة 72 تحت التعذيب خلال 10 سنوات

  • 9/18/2021
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نيقوسيا‭ ‬–‭ ‬الوكالات‭: ‬نددت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬بـ«مناخ‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‮»‬‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬بإزاء‭ ‬تسجيل‭ ‬وفاة‭ ‬70‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬الحجز‭ ‬خلال‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬ومعلومات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الوفيات‭ ‬مرتبطة‭ ‬باستخدام‭ ‬التعذيب‭. ‬ وقالت‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬يوم‭ ‬الاربعاء‭ ‬إن‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬‮«‬امتنعت‭ ‬عن‭ ‬إثبات‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬72‭ ‬وفاة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬الحجز‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬2010‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬ورود‭ ‬معلومات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬حدثت‭ ‬بسبب‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬التعذيب‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬المعاملة‭ ‬أو‭ ‬استخدام‭ ‬عناصر‭ ‬الأمن‭ ‬أسلحة‭ ‬نارية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬والغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‮»‬‭. ‬ وآخر‭ ‬ما‭ ‬وثقته‭ ‬المنظمة‭ ‬وفاة‭ ‬ياسر‭ ‬منغوري‭ (‬31‭ ‬عاما‭) ‬الذي‭ ‬أبلغت‭ ‬أسرته‭ ‬بوفاته‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬موظفين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬في‭ ‬أرومية‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬أذربيجان‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬سبتمبر‭ ‬2021‭. ‬ وقالت‭ ‬هبة‭ ‬مرايف‭ ‬مديرة‭ ‬المكتب‭ ‬الإقليمي‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭: ‬‮«‬تكشف‭ ‬أنباء‭ ‬الأمس‭ ‬بشأن‭ ‬وفاة‭ ‬ياسر‭ ‬منغوري‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬مريبة‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬مناخ‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬السائد‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬جرأة‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬انتهاك‭ ‬حق‭ ‬السجناء‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬العواقب‭ ‬أو‭ ‬المساءلة‭. ‬إن‭ ‬رفض‭ ‬السلطات‭ ‬الممنهج‭ ‬لإجراء‭ ‬أي‭ ‬تحقيقات‭ ‬مستقلة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الوفاة‭ ‬في‭ ‬الحجز‭ ‬هذه‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬انعكاس‭ ‬قاتم‭ ‬لتطبيع‭ ‬الحرمان‭ ‬التعسفي‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سلطات‭ ‬الدولة‮»‬‭. ‬ ففي‭ ‬24‭ ‬أغسطس‭ ‬‮«‬وفَّرت‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬مسرَّبة‭ ‬من‭ ‬سجن‭ ‬إيوين‭ ‬السيّئ‭ ‬الصيت‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الضرب‭ ‬والتحرّش‭ ‬الجنسي‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المعاملة‭ ‬السيئة‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬السجناء‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬موظفي‭ ‬السجن‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬المنظمة‭. ‬ وجاء‭ ‬في‭ ‬البيان‭: ‬‮«‬إن‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬توصلت‭ ‬إليها‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬استندت‭ ‬إلى‭ ‬بحوث‭ ‬أجرتها‭ ‬المنظمة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬طويل‭ ‬وإلى‭ ‬مراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬لتقارير‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬منظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬ووسائل‭ ‬إعلام‭ ‬ذات‭ ‬صدقية،‭ ‬تُبيِّن‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬2010‭ ‬وقع‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬72‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬في‭ ‬42‭ ‬سجنا‭ ‬ومركز‭ ‬احتجاز‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬محافظة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‮»‬‭. ‬ وأضاف‭: ‬‮«‬في‭ ‬46‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬في‭ ‬الحجز،‭ ‬ذكرت‭ ‬مصادر‭ ‬مطَّلعة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬أقرباء‭ ‬المتوفين‭ ‬و‭/‬أو‭ ‬نزلاء‭ ‬سجون‭ ‬كانوا‭ ‬مسجونين‭ ‬معهم،‭ ‬أن‭ ‬الوفيات‭ ‬نتجت‭ ‬عن‭ ‬التعذيب‭ ‬الجسدي‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬ضروب‭ ‬المعاملة‭ ‬السيئة‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬عملاء‭ ‬المخابرات‭ ‬والأمن‭ ‬أو‭ ‬موظفي‭ ‬السجون‮»‬‭. ‬ وتابع‭: ‬‮«‬وقعت‭ ‬15‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬أخرى‭ ‬إثر‭ ‬الاستخدام‭ ‬المميت‭ ‬للأسلحة‭ ‬النارية‭ ‬و‭/‬أو‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬حراس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬بهدف‭ ‬قمع‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬السجناء‭ ‬بسبب‭ ‬خوفهم‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كوفيد‭-‬19،‭ ‬وفقا‭ ‬لمصادر‭ ‬موثوقة‭. ‬وفي‭ ‬الحالات‭ ‬الإحدى‭ ‬عشرة‭ ‬المتبقية،‭ ‬وقعت‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬مريبة،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تتوافر‭ ‬أي‭ ‬تفاصيل‭ ‬أخرى‭ ‬بشأن‭ ‬أسبابها‭ ‬المحتملة‭. ‬وقد‭ ‬وقعت‭ ‬أغلبية‭ ‬الوفيات‭ ‬المسجَّلة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015‮»‬‭. ‬ وأوضحت‭ ‬المنظمة‭: ‬‮«‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تعزو‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬الحجز‭ ‬إلى‭ ‬الانتحار،‭ ‬أو‭ ‬تعاطي‭ ‬جرعات‭ ‬زائدة‭ ‬من‭ ‬المخدرات،‭ ‬أو‭ ‬المرض،‭ ‬وذلك‭ ‬بطريقة‭ ‬متعجلة‭ ‬وبدون‭ ‬إجراء‭ ‬تحقيقات‭ ‬مستقلة‭ ‬وشفافة‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬سبتمبر‭ ‬حضت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬ومنظمات‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬أخرى‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬آلية‭ ‬تحقيق‭ ‬لجمع‭ ‬الأدلة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأخطر‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتكبة‭ ‬في‭ ‬ايران‭ ‬وتحليلها‭. ‬ وغالبا‭ ‬ما‭ ‬تدافع‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬ضد‭ ‬اتهامات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬بإساءة‭ ‬معاملة‭ ‬السجناء‭. ‬

مشاركة :