يحتفل العالم اليوم للمرة الثالثة باليوم العالمى لسلامة المرضى، وتهدف الحملة العالمية إلى زيادة فهم أهمية تحسين سلامة المرضى، وتقوية الدور الذى يضطلع به عموم الناس فى ضمان مأمونية الرعاية الصحية، وتعزيز الإجراءات الرامية إلى الوقاية من الضرر الذى يمكن تجنبه فى مجال الرعاية الصحية والحدِّ منه. ويدور موضوع حملة هذا العام حول الرعاية الآمنة للأم والوليد، الذى يُسلِّط الضوء على العبء الثقيل من المخاطر والأضرار التى يتعرض لها النساء والمواليد عند تلقِّي رعاية غير آمنة أثناء الولادة. وقالت منظمة الصحة العالمية، فى بيان لها، على الرغم من التقدم الكبير الذى أُحرِز خلال العقود القليلة الماضية فى خفض وفيات الأمهات والأطفال الحديثى الولادة، فإن غايات الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 لا تزال بعيدة المنال، وأسهمت أمور فى زيادة المسألة سوءًا، مثل جائحة كورونا التى أدت إلى اضطرابات فى تقديم الخدمات الصحية الأساسية فى وقتٍ تُحوَّل فيه الموارد لعلاج مرضى كورونا، ورعايتهم، وانقطاع سلاسل الإمداد، وعدم قدرة المرأة على الحصول على الرعاية، والنقص فى أعداد المهنيين الصحيين المهرة. وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: “إن معدلات وفيات الأمهات والأطفال الحديثي الولادة مرتفعةٌ ارتفاعًا غير مقبول، وحتى قبل جائحة كورونا، كانت نحو 810 سيدات فى العالم يَمُتْنَ كل يومٍ لأسبابٍ يمكن الوقاية منها وتتعلق بالحمل والولادة، وكذلك 7000 مولود يفارقون الحياة كل يوم. وأضاف ويُولَد فى كل عام نحو مليونى وليد ميت، وأكثر من 40% من حالات الإملاص تحدث أثناء المخاض، ومن الممكن تجنُّب معظم هذه الوفيات وحالات الإملاص من خلال تقديم الرعاية الآمنة والجيدة على يد مهنيِّي الرعاية الصحية المهرة الذين يعملون فى بيئات داعمة، لكن من المؤسف أن الجائحة قد قلَّصت كثيرًا فرص حصول النساء الحوامل والمواليد على الرعاية الأساسية. ويُسجِّل إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ثانى أعلى المعدلات العالمية فى وفيات الأمهات (164 وفاة لكل 100000 ولادة حية) بعد الإقليم الأفريقى (525 وفاة لكل 100000 ولادة حية). والأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات هى النزيف، والإنتان، وارتفاع ضغط الدم؛ وجميع أسباب الوفاة هذه يمكن الوقاية منها. ويُسجِّل إقليم شرق المتوسط أيضًا ثانى أعلى المعدلات العالمية في وفيات الأطفال الحديثي الولادة (25 وفاة لكل 1000 ولادة حيَّة) بعد الإقليم الأفريقي (27 وفاة لكل 1000 ولادة حيَّة)، وتتأثر جودة الرعاية التي تحصل عليها الأمهات الحوامل بأمورٍ منها المساواة بين الجنسين والعنف، ولهذا، فإن ما تتعرض له المرأة أثناء الولادة يُمثِّل تجربةً؛ إما تُمكِّن المرأة، وإما تُلحِق بها الضرر والصدمة العاطفية. وترفع حملة هذا العام شعار “حان وقت العمل من أجل ولادة في كنف الأمان والاحترام”، الذى يدعو الجهات صاحبة المصلحة إلى تسريع وتيرة الإجراءات اللازمة لضمان أن تكون الولادة آمنة فى جو يسوده الاحترام. وقد أقرت جمعية الصحة العالمية الثانية والسبعون اليوم العالمي لسلامة المرضى في عام 2019، عندما اعتمدت القرار ج ص ع72-6 حول “العمل العالمي بشأن سلامة المرضى”. ويستمد هذا اليوم جذوره الراسخة من مبدأ أساسي من مبادئ الطب؛ وهو مبدأ “لا ضرر أولًا”، ويستند اليوم العالمي لسلامة المرضى إلى سلسلة من مؤتمرات القمة الوزارية العالمية السنوية الناجحة بشأن سلامة المرضى، التي عُقِدت في لندن عام 2016، وبون عام 2017، وطوكيو عام 2018، وجدة عام 2019، ويُسهِم كذلك في تحقيق رؤية إقليم شرق المتوسط “الصحة للجميع وبالجميع”.
مشاركة :