كابول - لم يُسمح للفتيات الأفغانيات المراهقات بالعودة إلى المدرسة السبت، حيث أعيد فتح الفصول الدراسية في جميع أنحاء البلاد للمرة الأولى منذ تولي طالبان السلطة الشهر الماضي، مما أثار مخاوف من أن حكومتهن الأصولية الجديدة ستحظر بشكل دائم التعليم الثانوي للفتيات. وجاء غياب المراهقات في الفصول الدراسية، في حين عاد أقرانهن من الذكور، في أعقاب مرسوم أصدرته حركة طالبان الجمعة يأمر الطلاب والمعلمين الذكور بالعودة إلى المدارس الثانوية والمعاهد الدينية. وفي هذه الأثناء، ما زال الوضع الأمني مقلقا إذ قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب أكثر من 20 آخرين السبت في سلسلة انفجارات بعبوات ناسفة استهدفت آليات تابعة لمسلحي حركة طالبان، أبرزها في مدينة جلال آباد، كبرى مدن شرق أفغانستان. واستهدفت قنبلتان على الأقل سيارات لقوات الأمن التابعة لحركة طالبان، بحسب مصادر متطابقة، في أول هجوم دام منذ تشكيل حكومة طالبان في 7 سبتمبر. وبعد عشرة أيام من إعادة فتح الجامعات الخاصة في البلاد، أعلنت الوزارة المعنية بالتعليم الجمعة أن "جميع المعلمين الذكور والطلبة الذكور" سيعودون إلى مدارسهم دون أي ذكر للمعلمات أو لفتيات المدارس الإعدادية والثانوية. ويخشى أن يؤجج هذا الغموض قلق جزء من الأفغان والمجتمع الدولي، خشية تكرار ما حدث عندما تولت الحركة المتزمتة السلطة بين عامي 1996 و2001. واتبعت الحركة الإسلامية المتشددة حينها سياسة قاسية بشكل خاص تجاه النساء اللواتي لم يُسمح لهن بالعمل أو الدراسة أو ممارسة الرياضة أو الخروج بمفردهن إلى الشارع. وبعد رحيل طالبان إثر تدخل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، تمكنت النساء تدريجيا من استعادة حقوقهن الأساسية وشغل الوظائف التي كانت محظورة عليهن مثل منصب قاضية أو برلمانية أو قائدة طائرة. وعقبت المديرة التنفيذية للوكالة الأممية هنرييتا فور الجمعة بقولها إن "اليونيسف ترحب بإعادة فتح المدارس الثانوية في أفغانستان، لكنها تؤكد على أنه لا ينبغي استبعاد الفتيات" من العملية التعليمية. صورة وأكدت اليونيسف في بيان على "ضرورة أن تتمكن جميع الفتيات والنساء، بمن فيهن الأكبر سنا، من استئناف تعليمهن دون المزيد من التأخير، وأن تتمكن المعلمات أيضا من مواصلة التدريس"، مشيرة إلى "التقدم الكبير الذي تحقق في البلاد على مدى العقدين الماضيين". وفي غضون عشرين عاما، تضاعف عدد المدارس ثلاث مرات وزاد عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس من مليون إلى 9.5 مليون، وفقا لليونيسف. ومنذ استيلائها على السلطة، حاولت طالبان طمأنة المجتمع الدولي من خلال إعلانها أنها ستضمن احترام حقوق المرأة، من بين أمور أخرى. لكن هذه المزاعم ضعفت في الأسابيع الأخيرة بسبب العديد من القرارات التي اتخذتها الحكومة الأفغانية الجديدة. وأعلنت وزارة التعليم في طالبان السماح للنساء هذه المرة بالالتحاق بالجامعة. لكن الأمر نص على وجوب الفصل بين الجنسين، أو على الأقل تقسيم الفصل بستارة، وإلزام الطالبات بارتداء العباءة والنقاب. كما اشترطت أن يقوم بتعليم الطالبات النساء أو "الرجال كبار السن" ذوو الأخلاق الحميدة، وإنهاء دور النساء قبل الرجال بخمس دقائق لمنعهم من الاختلاط بالخارج. وفي ضربة أخرى لحقوق المرأة في البلاد، استولت طالبان على مبنى وزارة شؤون المرأة ووضعت عليه لافتة "شرطة الأخلاق" التابعة للحركة، بينما أكدت موظفات سابقات بالوزارة منعهن من دخول المبنى. وغطت الحركة، المبنى بلافتة أخرى باللغتين الدارية والعربية مكتوب عليها "وزارة الصلاة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". والتقطت مقاطع مصورة للموظفات تحدثن فيه عن أنهن يحاولن الذهاب إلى العمل منذ عدة أسابيع، لكن كان يُطلب منهن العودة إلى المنازل. وتساءلت موظفة "أنا المعيلة الوحيدة لعائلتي.. في حالة عدم وجود وزارة ماذا تفعل المرأة الأفغانية؟". ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :