مقابلة خاصة: دبلوماسي صيني بالقاهرة: العلاقات الصينية - المصرية في قمتها وتنعكس إيجابا على التعاون المشترك

  • 9/19/2021
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

أكد شي يوه وين الوزير المفوض للشئون الثقافية والسياحية بالسفارة الصينية لدى مصر ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة على أن العلاقات بين الصين ومصر في قمتها وتنعكس إيجابا على التعاون المشترك في مختلف المجالات. وقال شي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا)، بمناسبة انتهاء فترة عمله بالقاهرة ومع الاقتراب من مهرجان منتصف الخريف الصيني التقليدي واستضافة الصين ومصر سلسلة من الانشطة الثقافية، إن العلاقات المصرية - الصينية علاقات تاريخية وهي ليست وليدة اليوم، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين بفضل جهود الرئيسين شي جين بينغ وعبد الفتاح السيسي تشهد زخما وتناميا كبيرا وحققت تطورا ملحوظا. وأضاف أن الرئيسين وضعا حجر أساس لتأسيس علاقة استراتيجية شاملة بين الدولتين، وأرجع إليهما الفضل فيما وصلت إليه العلاقات بين البلدين نتيجة اللقاءات والاتصالات الدائمة والمستمرة بين الرئيسين، الأمر الذي يشجع الكوادر من الجانبين على زيادة التعاون وتبادل الدعم. وبحسب إحصائية أصدرتها وزارة التجارة الصينية، في إبريل الماضي، ارتفع حجم التجارة بين الصين ومصر بنسبة 10.34 بالمائة على أساس سنوي، ليصل إلى 14.56 مليار دولار أمريكي في عام 2020. وسجلت الصادرات الصينية إلى مصر 13.64 مليار دولار أمريكي، بزيادة 11.83 بالمائة على أساس سنوي، في حين وصلت واردات الصين من مصر إلى 0.92 مليار دولار أمريكي، بتراجع بنسبة 7.84 بالمائة. وتعد الصين، أكبر شريك تجاري لمصر، واعتبارا من ديسمبر عام 2020، أصبحت مصر الشريك التجاري الـ 49 للصين. وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي بين البلدين، خاصة منذ توليه منصبه في يوليو 2017، قال شي يوه وين إنه "خلال الأربع سنوات الماضية، نفذنا أكثر من 300 فعالية ثقافية، منها على سبيل المثال، مسابقة مصر تتغني بالصينية من خلال أربع دورات وحققت نجاحا كبيرا، ومسابقة للمقال حول العلاقات المصرية - الصينية". ونوه إلى أنه تم خلال هذه الفترة دعوة عشرات الفرق الصينية لزيارة مصر لحضور المهرجانات المختلفة مثل مهرجان أسوان ومهرجان القلعة، بالإضافة إلى تقديم العروض الفنية بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة والإسكندرية ومسرح الجمهورية وغيرها. وتابع قائلا "كما قمنا بدعوة عشرات المثقفين والمطربين والفنانين الشباب المصريين لزيارة العديد من المدن الصينية، كما نظمنا العديد من المعارض الفنية ومعارض التراث غير المادي". وأوضح أن عام الثقافة الصينية - المصرية، الذي نظمه البلدان عام 2016، كان حدثا كبيرا وتاريخيا، مشددا على أنه ترك أثرا لا يمحى في ذهن الشعبين، ولاسيما في تعزيز التقارب بين الثقافتين والشعبين، حيث أنه تم خلال هذا العام تنفيذ أكثر من مائة فعالية ثقافية سواء معارض أو عروض فنية أو أحداث ثقافية، مما زاد التقارب والتعارف بين الثقافتين العريقتين. أما عن التعاون في المجال السياحي، فقد أعرب الدبلوماسي الصيني، عن تفاؤله لمستوى التعاون بين الجانبين في المجال السياحي، مشيرا إلى أن مصر لديها معالم سياحية متنوعة وثرية وتراث عالمي لا مثيل له في العالم، وهو ما جذب أنظار السائحين الصينيين بشكل كبير لزيارة مصر، ونفس الشيء فإن الصين لديها تراث عالمي هائل، يمكن أن يكون مصدر جذب كبير للسائحين المصريين. وتابع قائلا ، كلا البلدين يمتلكان تراثا حضاريا كبيرا ما يؤكد أن مستقبل التعاون بينهما سيكون مشرقا في هذا المجال، معربا عن تطلعه أن تعود حركة السياحة بين البلدين إلى سابق عهدها خلال عام أو أقل بعد السيطرة على جائحة كورونا. وأعرب شي يوه وين عن اعتقاده بأن حجم السياحة بين البلدين لا يرتقي لمستوى العلاقات، وأنه مازال هناك فجوة، ومازال هناك عمل كثير ينبغي على الجانبين القيام به للارتقاء بمستوى السياحة بين الصين ومصر، لافتا إلى أنه عندما تعود الأمور إلى سابق عهدها، فإن عدد السائحين الصينيين إلى مصر سنويا قد يصل إلى مليون سائح . وحققت مصر، في العام 2019 رقما قياسيا في عائدات السياحة بلغ 13 مليار دولار، حيث زارها أكثر من 13 مليون سائح في ذلك العام، بينهم نحو نصف مليون سائح صيني. ونوه الوزير المفوض للشئون الثقافية والسياحية بالسفارة الصينية لدى مصر، ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، إلى أن التعاون بين الصين ومصر يمتد إلى الكثير من المجالات، حيث أن هناك تعاونا كبيرا في مجال مكافحة جائحة مرض فيروس كورونا، مشيرا إلى أن بكين والقاهرة ساعد كل منهما الأخر منذ بداية الأزمة، ومنذ ظهور اللقاح قدم الجانب الصيني منح من اللقاح لمصر، ثم قدمت بكين التكنولوجيا اللازمة لإنتاج اللقاح بمصر، وهو أمر له دلالة كبيرة على ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين. وأشار إلى أن التعاون بين الجانبين على قدم وساق في الكثير من المجالات الأخرى، مثل التعاون في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، حيث يعمل العمال الصينيون جنبا إلى جنب مع العمال المصريين لبناء العاصمة الجديدة، وكذلك في المشاريع الأخرى حيث يسير العمل بشكل متسارع. وعن فترة عمله بمصر والتي امتدت لأربع سنوات، أوضح الوزير المفوض للشئون الثقافية والسياحية بالسفارة الصينية لدى مصر، ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، أن انطباعه عن مصر قبل الحضور إليها، أنها دولة كبيرة ولديها تاريخ طويل وحضارة عريقة وثقافة متطورة مقارنة بالدول الأخرى في الشرق الأوسط. وتابع قائلا "وبعد قضائي 4 سنوات لم يتغير هذا الانطباع إلا أنني وجدت أن حضارة مصر أكثر عمقا وطولا مما كنت أعتقد من قبل، وخلالها تغيرت ملامح الدولة بشكل ملحوظ، ليس في القاهرة فحسب وإنما في كثير من المحافظات مثل الأقصر وشرم الشيخ وأسوان والإسماعيلية وغيرها والتي شهدت تغيرات كبيرة وملحوظة، كذلك البنية التحتية تشهد تطورا سريعا وملحوظا". وعن التقارب والتباين بين الثقافتين المصرية والصينية، قال "خلال الأربع سنوات والامتزاج بين الثقافتين المصرية والصينية وجدت أن هناك تقاربا كبيرا بين الثقافتين فكلاهما يدعو إلى السلام واحترام الكبير واحترام الأخر، والمبادرة لعمل الخير والتعلم واحترام الناس بعضهم البعض". وأردف قائلا "أما عن الاختلاف بين الثقافتين فهناك بعض التقاليد مختلفة وكذلك الملابس القومية واللغة والدين وأيضا الطعام". وحول ثقافة الطعام كأحد عناصر التراث غير المادي، والذي يعد أحد أبرز عناصر الثقافة الصينية، قال "أنا عضو دائم برابطة الطعام الصيني حول الطعام، وأنا مهتم للغاية بثقافة الطعام، لأن لدي قناعة بأن الإنسان لا يمكن أن يستغني عن الطعام، باعتباره من العناصر الأساسية للحياة، وبالتالي هو ركن أساسي في أي ثقافة، وخلال وجودي بمصر قمنا بتنظيم أكثر من 6 مهرجانات للطعام، ودائما ننظم موائد للطعام الصيني بمناسبة بداية العام الصيني كل عام، حتى مع وجود جائحة كورونا نظمنا مسابقة لأفضل طبق للعام الصيني أون لاين". ولفت إلى أن الشعب المصري يحب الطعام الصيني، وأنه من خلال تناوله يتم التعرف على الثقافة الصينية أيضا، قائلا "وأنا شخصيا أهتم بهذا العنصر من الثقافة". وحول الثقافة والتواصل الإنساني باعتبارهما أحد المكونات الرئيسية لمبادرة الحزام والطريق، أكد شي يوه وين على الأهمية البالغة لعنصري الثقافة والتواصل الإنساني بمبادرة الحزام والطريق، مشيرا إلى أن المبادرة مهما تضمنت من مكونات وعناصر سياسية واقتصادية وتجارية، فإن أساسها التبادل الثقافي والتواصل الإنساني. ومنذ اقتراح مبادرة البناء المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير في عام 2013، وجدت المبادرة صدى ودعما متزايدا من البلدان في جميع أنحاء العالم، حيث أن أكثر من 169 دولة ومنظمة حول العالم شاركت بنشاط في بناء مبادرة الحزام والطريق.

مشاركة :