على الرغم من أنه لا يتمتع بشخصية كاريزمية، إلا أنه يَعرف كيف يخطفَ الأضواء، على سبيل المثال، استطاع أولاف شولتس، وهو وزيرُ المالية في بلاده، تسجيل نقاطٍ لصالحه في مجموعة العشرين مطلع الصيف من خلاله مقترحاته المتعلقة بإصلاح النظام الضريبي المفروض على الشركات متعددة الجنسيات. وعلى الصعيد المحلي تمكّن أولاف شولتس من حصاد ثناء شعبي واسع من خلال إدارته الموفقة للأزمة الاقتصادية الناجمة عن وباء فيروس كورونا ، هذا الوباء الذي عادةً ما يتخذه منصة للهجوم على خصومه في السباق الانتخابي. يقول أولاف شولت س للمواطن الألماني: "لا تصدق أولئك الذين يقولون بعدما تنتهي كورونا ستعود الأمور إلى سابق عهدها، إنهم مخطئون، كما لا تصدّق أولئك الذي يعتقدون أنهم يستطيعون ابتكار عالم وردي جديد، لأنهم هم أيضاً مخطئون". أولاف شولتس الذي يشغل حالياً منصب ونائبِ مستشار ألمانيا، كان درس القانون في هامبورغ وأصبح لاحقاً عمدّة للمدينة، لكنّ ترشيح الاشتراكيين الديمقراطيين له من أجل تولي منصب المستشارية لم يأته على طبق من ذهب، بل بذل جهوداً كبيرة من أجل تجاوز آثار الصفعة التي تلقاها من حزبه العام الماضي حين اختار الأعضاء ساسكيا إسكين ونوربرت والتر بورجانس، لقيادة الحزب الأقدم في ألمانيا. وشولتس الذي لطالما أطلق وعوداً برفع الحد الأدنى للأجوار في بلاده لتصبح اثني عشر يورو في الساعة، كان تعرّض العام الماضي لانتقادات بسبب الفضيحة المتعلقة بالاحتيال المالي لشركة وير كارد للخدمات المالية، إذ لم تلاحظ هيئة الرقابة التابعة لوزارة المالية التي يديرها شولتز فقدان الشركة لنحو ملياري يورو. أما على صعيد التحالف مع الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ، فقال شولتس في مقابلة أجرتها معه سابقاً "يورونيوز": "نحن في ائتلاف مع حزب المحافظين لأنه لم يكن ممكناً تشكيل حكومة أخرى بعد الانتخابات الماضية". قبل الانتخابات بنحو شهر.. استطلاع يشير إلى تأخر حزب ميركل للمرة الأولى من 15 عاماً المستشارة أنغيلا ميركل خلال 16 عاماً.. حصيلة حكم متباينة أول مناظرة تلفزيونية كبرى بين المرشحين لخلافة ميركل ميركل تدعم بقوة مرشح حزبها قبل خمسة أسابيع من الانتخابات التشريعية الألمانية وتابع قائلاً: "الجميع يعلم أن هذا الائتلاف ليس سهلاً وأنه بعد الانتخابات القادمة لن يكون استمرار الحكومة الحالية أمراً محسوماً"، على حد تعبيره. ولا شك أن حكومة أنغيلا ميركل منحت شولتس شهرة واسعة، غير أن الرجل يدفع باتجاه تعزيز حظوظه في السباق الانتخابي لخلافة ميركل، بالرهان على كفاءته الإدارية وحنكته السياسية.
مشاركة :