معرض جديد تشهده أروقة باب الرواح في مدينة الرباط، للفنان التشكيلي المغربي نور الدين فاتحي، هذا الفنان الذي حققت أعماله المتفردة شهرة واسعة سواء داخل المغرب أو خارجه. في معرضه هذا، تبدو أعمال فاتحي محافظة على بصمته التي عرف بها منذ عقود، حيث يستدعي الجسد البشري في وضعيات مختلفة تستنطق تحولاته وعذابات الإنسان، كما تستدعي الأسطورة والمقدس وصرخة التأريخ وأبعاد الكون بتقنية صباغية تستحضر الروح والأمكنة باحثاً عن أسرار التأويلات، فتجربة فاتحي، كما وصفها الناقد الجمالي بنيونس عميروش غوص عميق في دواليب التاريخ الإنساني والإبداعي، بما يحملانه من مرجعية ثقافية ووجودية، قد تفضي بك إلى متاهات المعرفة العالمة بقضايا الإشكاليات المطروحة على المستوى الجمالي والمفاهيمي، حيث تعدد الأمكنة والأزمنة في بوتقة واحدة. الزائر لمرسم فاتحي، على حد قول الناقد أحمد لطف الله، سيشعر بنفحة من الطقوس الكنائسية تتهادى في المكان، حيث تتجاور هذه الأيقونات وتتحاور وفق تقابلات ضوئية تخاطب الروحاني فينا، وكأن الشكل المقدّس في هذه اللوحات يهمس في آذاننا داعياً إيّانا إلى الإيمان، دونما حاجة لأدلة تدعم إيماننا، وبهذا الشكل سنسمح لإيماننا أن يكون مفعماً بالشكِّ الذي يبعث فيه دماء التجدد. المقدّس أمر مشترك، يتفاعل فيه الطرفان الأنا والآخر، إنهما مفهومان مطواعان يسمحان بوضعهما في لعبة الذات/الموضوع، ويتجلى في المرئي من فِعل الفن.
مشاركة :