بعد بدايات شحيحة الأهداف، قفزت المؤشرات التهديفية في دوري أدنوك للمحترفين لتبلغ 27 درجة في الجولة الرابعة، وارتفع المعدل إلى 3.86 هدف في كل مباراة بفضل «الخماسية»، التي ظهرت مرتين في مباراتي الجزيرة والإمارات، وكذلك العين أمام اتحاد كلباء. لكن قمة الجولة بين «الفرسان» و«الملك» حملت كل الروعة والمتعة والإثارة والكم الأكبر من الأهداف، الذي بلغ 7 أهداف كشفت الكثير من الأمور الفنية للفريقين، المتعلقة بأفضل نقاط القوة الهجومية وكذلك أضعف الثغرات الدفاعية، وهو ما تم تطبيقه على جميع الفرق للخروج بصورة عامة عن «المخلب الهجومي» الذي يملكه كل فريق في دورينا، وكذلك نقاط ضعفه الدفاعية. وفي مباراة قمة الجولة، أظهر «الملك» شراسة هجومية غير عادية عبر الطرف الأيمن الذي وضع بصمته الفعالة على جميع أهدافه في شباك «الفرسان»، الذي نوّع طرق بلوغه مرمى الشارقة مع أفضلية واضحة لجبهته اليسرى التي أشعلها الإيراني مهدي قائدي، البديل المخيف. وبالعودة إلى جميع أهداف الفريقين، لم يظهر أي اختلاف في الرؤية التكتيكية الشاملة لكليهما، إذ أحرز «الملك» نصف عدد أهدافه في الدوري عبر جبهته اليمنى مقابل النصف الثاني من العمق الهجومي، بينما أنتج الرواق الأيسر لشباب الأهلي 57% من إجمالي حصاده التهديفي حتى الآن. والملاحظ أن «ذراع الفرسان اليسرى» هي الأكثر بطشاً على الإطلاق في دورينا، في حين أن جبهة «الملك» اليمنى ليست الأقوى بين جميع الفرق، لأنها تحتل المرتبة الثالثة بعد «العميد» و«الزعيم»، صاحبي أقوى خطوط الهجوم في دوري أدنوك، وتصدّر الطرف الأيمن لعملاق القلعة الزرقاء القائمة بمساهمته في تسجيل 6 أهداف تُمثّل نسبة 66.6% من إجمالي أهدافه، وهو «المخلب» الهجومي الأبرز للنصر، وهو ما تكرر مع «البنفسج»، الذي بلغ شباك منافسيه 5 مرات عبر الجبهة ذاتها، بنسبة 50% من الأهداف. وعلى صعيد أعضاء «المثلث الذهبي»، يمتلك «فخر أبوظبي» وسيلتين متساويتين للوصول إلى مرمى منافسيه، بعدما سجل 43% من الأهداف من الطرف الأيسر ليأتي وصيفاً بعد «الفرسان»، وهي ذات النسبة الخاصة بتأثير عمقه الهجومي الذي يتساوى مع «الزعيم» بفارق هدف واحد عن حصاد تلك الجبهة الخاص بـ«الملك». وإذا أمكن الربط بين الرؤية التكتيكية العامة لطرق لعب الفرق في دورينا والمقابل لها مع منتخبنا، تظهر قوة الجبهة اليمنى التي أسهمت في تسجيل النسبة الأكبر من الأهداف في دوري أدنوك، وبلغت 39.4%، وهو ما يظهر كذلك خلال مباريات «الأبيض» في الفترات الأخيرة، ولهذا لم يكن غريباً أن يقدم «العنابي» و«الإمبراطور» ذات الصورة، لأن الطرف الأيمن هو الوسيلة الأبرز لدى كل منهما لتسجيل الأهداف، بنسبة 60% للأول و50% للثاني، بل إن الوافد الجديد، العروبة، سجل هدفيه الوحيدين في دورينا عبرها أيضاً، لكن خطورة «السماوي» و«الصقور» و«البرتقالي» برزت عبر الطرف الأيسر. ويملك عجمان أيضاً قوة لا بأس بها في العمق. على صعيد الدفاع، يجب البدء بـ«الأخضر، صاحب أضعف الخطوط الخلفية في دورينا، بعدما استقبل 11 هدفاً حتى الآن بينها 6 عبر رواقه الأيسر الدفاعي، بنسبة 54.5%، يليه «النسور»، الذي تلقى 71.4% من الأهداف عبر هذه الجبهة أيضاً، التي ظهرت بصورة ضعيفة جداً لدى «الفرسان» وتسببت في استقباله جميع الأهداف، بما فيها «ثلاثية الملك». وفيما يتعلق بالعمق الهجومي، فكان «الصقور» هو صاحب أضعف ثنائيات قلب الدفاع بعدما تسببت في اهتزاز شباكه بنسبة 57%، وهو ما كشفت عنه إحصائيات «الفارس» أيضاً، مع الوضع في الاعتبار تساوي ثغرة العمق مع الطرف الأيمن لديه، الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه الرواق الدفاعي الأقل صلابة لدى «السماوي» و«الملك»، خاصة في ظل معاناة الأخير الواضحة بسبب تلك الجبهة أمام «الفرسان». ويمكن استثناء «الزعيم» و«العنابي» و«فخر أبوظبي» و«البرتقالي» من هذا الأمر مؤقتاً، انتظاراً لما ستسفر عنه الجولات المقبلة.