غزة 20 سبتمبر 2021 (شينخوا) تعاني الحالات المصابة بالسلالة المتحورة من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) المتواجدة على أسرة المستشفيات في قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة ظروفا صحية صعبة. ويوجد في مستشفيات القطاع الذي يعد من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان على مستوى العالم أكثر من 255 حالة حرجة جراء الإصابة بالسلالة المتحورة من فيروس كورونا غالبيتهم من فئة الشباب والنساء الحوامل. وتقول رنا النمروطي بينما كانت ممدة على سرير في غرفة العناية المكثفة داخل مستشفى (الأوروبي المخصص لعلاج الحالات الحرجة) لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الإصابة بالسلالة المتحورة من فيروس كورونا أحدث لديها مضاعفات خطيرة أدخلتها في غيبوبة استمرت 25 يوما. وتضيف السيدة الأربعينية وهي متصلة على جهاز التنفس الاصطناعي وبالكاد تستطيع الحديث أن إصابتها الخطيرة بفيروس كورونا تسببت لها بجلطتين على الرئة والقدم ونزيف بالمعدة. وتصف النمروطي التي أنهك جسدها المرض بينما تدق أجراس الأجهزة الطبية داخل الغرفة من حولها بأن فيروس كورونا "صعب وخطير جدا، مستذكرة ما جرى أنها كانت في حالة موت وعادت مرة أخرى للحياة". ويعد ضعف المنظومة الصحية في القطاع المحاصر من قبل إسرائيل منذ 14 عاما معضلة كبيرة في مواجهة انتشار السلالة المتحورة وتزايد أعداد الإصابات داخل المستشفيات. ويقول يوسف العقاد مدير مستشفى (الأوروبي) في خانيونس جنوب قطاع غزة لـ(شينخوا) إن المستشفى يوجد به 109 حالات مصابة بفيروس كورونا من أصل 150 حالة مخصصة لاستقبالها. وأضاف العقاد أن الحالات الموجودة تصنف بأنها حرجة وخطيرة وبحاجة إلى دعم أجهزة التنفس الاصطناعي المختلفة، مشيرا إلى أن المستشفى بدأت تجهيز القسم الرابع في ظل ارتفاع المنحى الوبائي في القطاع. وأكد العقاد جاهزية الوزارة التامة للتعامل مع أي تطورات تشهدها الحالة الوبائية، معربا عن أمله أن تشهد الأيام القادمة تسطيح للمنحنى ومن ثم العودة للانخفاض والانكسار. ويبدو المشهد خارج المستشفيات وفي الشوارع العامة مغايرا تماما إذ غاب التزام السكان بإجراءات الوقاية وفئات كبيرة لم تتلقى اللقاح المضاد للفيروس ما يدلل أن رهان السلطات الحكومية على الوعي المجتمعي لم يأتي بالنتائج المرجوة لمواجهة الفيروس. وعلى الرغم من ذلك إلا أن السلطات الحكومية في غزة لن تتخذ إجراءات إغلاق إلا في حالة الضرورة أو انهيار المنظومة الصحية، بحسب ما أفاد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) سلامة معروف. وقال معروف للصحفيين في غزة إن الجهات الحكومية "لن تتخذ إجراءات إغلاق إلا في حالة الضرورة القصوى أو إنهيار المنظومة الصحية وحتى الآن لم نصل لهذه المرحلة". وأضاف معروف أن المؤشرات الطبية والفنية تقول إن ذروة الموجة الحالية بين منتصف شهر سبتمبر حتى نهايته ومع نهاية هذا الشهر يتوقع انخفاض أعداد المصابين ومنهم الحالات الحرجة. بموازاة ذلك تسعى وزارة الصحة إلى رفع نسبة المطعمين باللقاح في القطاع إلى 70 في المائة أملا في الوصول إلى المناعة المجتمعية من خلال تنظيم حملات تطعيم يتخللها جوائز مالية للمقبلين على التطعيم. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في بيان صحفي إن نسبة الحاصلين على اللقاح ارتفعت من 10 إلى 35 في المائة بعد تنظيم حملة تطعيم 25 أغسطس الماضي ولمدة يتخللها جوائز مادية للمقبلين على التطعيم. وأضاف القدرة أن الوزارة فتحت المجال لأخذ التطعيم في النوادي والمؤسسات المحلية والجامعات وتخصيص 40 فريقا طبيا ميدانيا لزيارة المرافق السكانية لتسهيل الوصول عليهم. وسجلت الأراضي الفلسطينية اليوم 16 حالة وفاة و2103 إصابات جديدة بالفيروس خلال الـ 24 ساعة الماضية في الضفة الغربية وقطاع غزة بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. وقالت الوزارة في تقريرها اليومي الذي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن 8 حالات وفاة سجلت في الضفة الغربية و8 في قطاع غزة ما يرفع عدد حالات الوفاة منذ ظهور الفيروس في مارس من العام الماضي إلى 4203. وأشار التقرير إلى أن الإصابات المسجلة توزعت بواقع 803 في الضفة و1300 في غزة، ما يرفع حصيلة الإصابات في الأراضي الفلسطينية إلى 416351 حالة، بينها 30867 حالة نشطة و381281 حالة تعاف. وفيما يخص الأشخاص، الذين تلقوا التطعيم المضاد لكورونا، بلغ الإجمالي في الضفة الغربية وغزة 1306012 شخصا، بينهم 587112 تلقوا جرعتين من اللقاح بحسب الوزارة.
مشاركة :