يشكّل آلزهايمر وغيره من أمراض الخرف إحدى أكبر المشاكل المعاصرة في مجال الصحة العامة لأنّ مرضاه يفقدون استقلاليتهم، ما يشكّل عبئاً نفسياً على العائلة ومالياً على النظام الصحي. وهي الحال خصوصاً في البلدان التي تزداد فيها أعداد الكبار في السنّ، أي أبرز الدول المتقدّمة حيث ينتشر المرض على نطاق واسع بين من تخطّوا الخامسة والستين من العمر. ويتميّز المرض الذي كان الطبيب الألماني ألويس آلزهايمر أوّل من قام بتوصيفه في بداية القرن العشرين عن غيره من أنواع الخرف بازدواجية مساره. فهو ناجم من جهة عن تشكّل لويحات بروتينات معروفة بأميلويد (نشوانيات) تضغط على الخلايا العصبية إلى أن تقضي عليها، ومن جهة أخرى عن نوع آخر من البروتين يُعرف بتاو يتكدّس عند مرضى آلزهايمر إلى أن يؤدّي في نهاية المطاف إلى موت الخلايا. لكن ليس من المعلوم بعد ما هي العلاقة بين هاتين الظاهرتين. كما لا يعرف الخبراء بعد سبب نشوئهما. وبالرغم من عقود من الأبحاث، ما من علاج حالياً يسمح بالشفاء من المرض أو اتّقاء الإصابة به. دراسة: الإصابة بكوفيد-19 قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر على المدى الطويل دراسة: رابط بين جزيئات ملوثات الهواء في أدمغة الصغار والزهايمر دراسة: تلوث الهواء قد يتسبب بإصابة الأطفال واليافعين بالزهايمر والباركنسون وفي تقدّم بارز يسجَّل منذ عشرين عاماً، حقّق علاج يطوّره مختبر "بايوجين" الأميركي يستهدف البروتينات النشوانية بعض النتائج وحصل هذه السنة على إذن من السلطات الأميركية لاستخدامه في بعض الحالات. لكنّ مفعوله لا يزال محدوداً ولا تحظى فعاليته العلاجية بإجماع. ويركّز محور ثان على سبل الاتّقاء من المرض الذي نادراً ما يعزى إلى عوامل جينية. وقد أُعدّت قائمة تضمّ قرابة عشرة عوامل خطر لأنواع الخرف كافة، أبرزها الطرش والتدخين وتدنّي مستوى التعليم والانعزال والاكتئاب. ويعتبر القيّمون على دراسة مرجعية تعود للعام 2020 أنه من الممكن تفادي 40 بالمئة من حالات الخرف وتأخيرها من خلال التركيز على هذا المحور. غير أن باحثين آخرين يعترضون على هذه النسبة باعتبار أن هذا التحليل ينطوي على درجة كبيرة من التبسيط.
مشاركة :