عمون - أعلن مجلس النواب الليبي، الثلاثاء، سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، خلال جلسة مغلقة وبحضور 113 نائبًا. وقال المتحدث باسم المجلس عبدالله بليحق إنه تم ”سحب الثقة من الحكومة بأغلبية 89 نائبًا من أصل 113 نائبا حاضرين لجلسة اليوم“. وردا على القرار أكّد المجلس الأعلى للدولة الليبي (استشاري) رفضه إجراءات البرلمان، معتبرا أنّها ”باطلة ومخالفة للإعلان الدستوري“. وقال المتحدث باسم المجلس محمد عبد الناصر إنه يرفض هذه الخطوة ويعدها باطلة لمخالفتها الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي ويعتبر تبعا لذلك أنّ كل ما يترتب عنها باطلا. وفي تغطيتها لخبر سحب الثقة، رأت وكالة رويترز للأنباء أن القرار يسلط الضوء على التشاحن بين الفصائل والهيئات الحكومية المتنافسة، الذي يعصف بجهود تساندها الأمم المتحدة لحل الأزمة القائمة في ليبيا منذ عشر سنوات، من خلال تعيين حكومة وإجراء انتخابات عامة. تفجير العملية السياسية ويرى الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الليبية، كامل عبدالله، أن سحب الثقة بمثابة ”تفجير للعملية السياسية المتعثرة أصلا، وسيعرقل الوصول إلى الانتخابات المقررة نهاية كانون الأول/ديسمبر المقبل. وأضاف كامل عبدالله أن ”الجدل المصاحب لهذه العملية سيستمر، ولن تتمكن البلاد من تشكيل حكومة موحدة جديدة في الآجال القريبة“. شبح الحرب وأشار الباحث السياسي إلى أن فشل العملية السياسية يهدد بعودة شبح الحرب إلى ليبيا، بعد أشهر قليلة من الهدوء النسبي، وعزا ذلك إلى أن ”الانقسام لا يزال موجودا بين الليبيين، وكل المؤشرات على عودة الحرب متوفرة وتزداد حدتها مع كل تراجع في الحل السياسي“. سيناريوهات من جانبه، أكّد الناشط السياسي هيثم الورفلي أن ”السيناريوهات المتوقعة بعد سحب الثقة من حكومة عبد الحميد دبيبة، هي تكوين حكومة تصريف أعمال تسير أعمال الدولة إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة بموعدها في 24 كانون الأول المقبل“. وبحسب تصريح الورفلي فإنّ ”مجلس النواب الليبي لديه بديل جاهز لتولي حكومة جديدة للبلاد“. يذكر أن مجلس النواب استجوب في جلسة سابقة يوم 9 سبتمبر رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، خلال جلسة مخصصة لمساءلة حكومته. وآنذاك، رد الدبيبة وعدد من وزرائه على تساؤلات النواب، لكن المجلس أعلن تعليق الجلسة دون التوصل إلى نتيجة. ويوم 27 آب الماضي، اتهم الدبيبة، في تصريح صحفي، مجلس النواب بـ“عرقلة عمل الحكومة بشكل مستمر ومتعمد“.‎ إرم نيوز