قال الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه يؤيد استئناف المفاوضات لإنقاذ الاتفاق المبرم حول برنامج بلاده النووي المتوقّفة منذ انتخابه، إذا كان "هدفها النهائي رفع كل العقوبات الجائرة". وأكد رئيسي في كلمة عبر الفيديو مسجّلة مسبقا "لا نثق بوعود الإدارة الأميركية" التي انسحبت من هذا الاتفاق في عهد دونالد ترامب والآن تريد العودة إليه في عهد جو بايدن. وأتاحت المحادثات غير المباشرة التي أجريت في فيينا بين الإيرانيين والأميركيين بوساطة الدول المشاركة في إبرام الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الرامي إلى منع إيران من حيازة قنبلة ذرية (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وروسيا)، تحقيق تقدّم كبير في الربيع. وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد سحب بلاده من الاتفاق في العام 2018 وأعاد فرض العقوبات التي رفعت بموجبه، فردت طهران بالتحرر بشكل متزايد من القيود المفروضة على برنامجها النووي. وتعهّد جو بايدن الذي خلف الملياردير الجمهوري في سدة الرئاسة الأميركية العودة إلى الاتفاق إذا عادت طهران للتقيّد بكل تعهّداتها السابقة، وهو كرر موقفه هذا الثلاثاء في خطابه أمام الجمعية العامة. وترمي المفاوضات إلى تحديد العقوبات التي يتعيّن على واشنطن أن ترفعها وكيفية توقّف إيران عن تطوير برنامجها النووي. لكن المفاوضات متوقّفة منذ وصل رئيسي المحافظ المتشدد إلى سدة الرئاسة في الجمهورية الإسلامية. وحذّر الأميركيون من أن الوقت بدأ ينفد لإنقاذ الاتفاق. من جهة أخرى وجّه رئيسي في كلمته انتقادات حادة للولايات المتحدة. وقال الرئيس الإيراني إن "حدثين طبعا التاريخ هذا العام. في السادس من كانون الثاني/يناير حين اقتحم الشعب مقر الكونغرس الأميركي، وفي آب/أغسطس حين تساقط أفغان من الطائرات الأميركية. ومن الكابيتول إلى كابول، تم توجيه رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن نظام الهيمنة الأميركي لا يتمتع بأي مصداقية لا داخل البلاد ولا خارجها". وقال رئيسي "ليس فقط نظام الهيمنة بل مشروع فرض الهوية الغربية بكامله فشل بشكل ذريع".
مشاركة :