معرض الأندية الطلابية.. مرآة للحياة الجامعية المبدعة

  • 10/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مقصورات صغيرة وكثيرة اصطفت في فناء المركز الطلابي لتستعرض ألوان الفن والثقافة والمواهب الجميلة، هناك حيث الحياة كانت في أروع حالاتها، مطلقة العنان للشباب ليعبر عن نفسه، فهنا تجد محبي الموسيقى، وهناك تجد رواد السينما في الجامعة، وفي مكان آخر عشاقاً للمسرح، وحاملين لراية الثقافة، وهناك من كل بلد ترى نادياً يحمل هويتها والكثير من تفاصيل ثقافتها إلى هنا، وفي كل جزء تتأمله تجد نفسك أمام عالم جميل يدون أجمل الذكريات في حياة أولئك الشبان، وقد يكون انطلاقة رائعة لمواهبهم المختلفة التي تجد من يهتم في كل خطوة تخطوها. أحمد عادل، الطالب في هندسة الكمبيوتر وعضو إداري في نادي التصوير، يحدثنا عن عامه الثاني في النادي، وبعض تفاصيل طبيعة الأنشطة التي يقدمها، قائلاً: نعمل على تنظيم رحلات ترفيهية لأعضاء النادي بين الحين والآخر، لأخذ الصور، لكن بالطبع يجب أن تخضع هذه الرحلات للشروط التي تحددها الجامعة، فلا تكون المنطقة التي نقصدها خارج المدينة، ولا نختار مناطق فيها احتمال الوقوع في المخاطر، ولدينا أيضاً بعض الرعاة الذين يدعمون المسابقات التي نقيمها لنجمع هواة التصوير في الجامعة، ولسنا مقتصرين على الطلبة الذين يجيدون التصوير فقط، فالمشاركة مفتوحة للجميع، ومن يجيد التصوير منهم، نساعده ليطور خبراته، ومن لا يجيده نعلمه من البداية. وعلى لوحة هادئة، رسم أحد أعضاء النادي بأسلوب راقٍ اسم هذا التشكيل الجميل الذي جمع مواهبهم، وتقدم هلال الشرع، الطالب في هندسة الميكانيكا، وعضو إداري في نادي استديو، ليحدثنا بحماس عن هذا التجمع الفني الذي عبروا عنه بهذه التسمية. يقول: يعتبر نادينا مشروعاً فنياً سينمائياً متكاملاً، فهو يجمع العديد من المواهب الجيدة والواعدة في هذا المجال، من كتاب السيناريو، إلى المختصين بالموسيقى التصويرية، والتصوير والإضاءة، والإعلانات، وكل تفصيل يحتاج إليه إنتاج الأفلام. وعن الخطة التي حضرتها إدارة النادي للعام المقبل، يؤكد أنهم وضعوا النصوص المبدئية لعدد من الأفلام القصيرة التي سيباشرون العمل عليها لاحقاً، مبدياً ترحيبه بانضمام الطلبة الجدد أصحاب المواهب والمتحمسين للفن إلى مجموعتهم. ومن النوادي الجديدة يطل برج إيفل بكل جاذبيته، ليستعرض حضارة هذا البلد الرائع، من خلال حماس مجموعة من الطلبة، وتخبرنا نورهان غنيم، الطالبة في الهندسة الكيميائية وعضوة في النادي الثقافي الفرنسي، بأن النادي يقوم على جمع محبي فرنسا، ويقدم كل ما يخص ثقافة هذا البلد، وتعتبر هذه الفعالية هي المشاركة الأولى لناديهم الحديث الولادة، والمملوء بالحماس بحسب قولها. وتوضح زميلتها في النادي سيرين ماهو، الطالبة في إدارة الأعمال، والعضوة المؤسسة في النادي، أنها تعود إلى أصل تونسي، كما أنها قضت سنين طوالاً من حياتها في فرنسا، وحين لاحظت غياب ثقافة هذا البلد عن أنشطة الأندية، قررت أن تبادر لجمع الطلبة الذين يشاركونها الاهتمام بهذه الثقافة، وهكذا جاءت الفكرة. وتؤكد ماهو، أن إجراءات تشكيل النادي كانت غاية في البساطة، فلم تشترط إدارة الجامعة أن يتحدث الأعضاء اللغة الفرنسية على سبيل المثال، وكانت الشروط تقتصر فقط على أن يكون الطلبة الأعضاء من الناس الملتزمين في الجامعة، بالإضافة إلى توفر مكان ليكون مقراً للنادي، وتشير إلى أن مقر اجتماع أعضاء النادي الحقيقي يكون عبر مجموعتهم على الواتس أب. وعن الأنشطة والفعاليات التي بدأت المجموعة بالتخطيط لها، تقول ماهو إن المشاركة في هذا المعرض كانت البداية، وتستعد المجموعة لعمل نشاط خاص بمناسبة افتتاح متحف اللوفر في إمارة أبوظبي. تقف هبة مالك، الطالبة في برمجة الكمبيوتر، وعضوة نادي إعادة التدوير، في مقصورة ناديها لتشارك زميلاتها الترحيب بالطلبة المتقدمين للاطلاع على مشروعهم الجديد، وزُينت المقصورة بأعمال فنية من الجرائد القديمة وأكياس القمامة كمادة خام. تقول: النادي جديد، فهذه هي الانطلاقة بالنسبة لنا، وكل ما قمنا به حتى الآن وضع الأفكار والمقترحات للتحضير لبعض ورش العمل المعنية بفن إعادة التدوير، بالإضافة إلى التحضير إلى بعض المعارض في مرحلة لاحقة. وفي زاوية بدت أكثر اتساعاً وحيوية كانت شمّا الشحي، الطالبة في العلاقات الدولية، منهمكة مع صديقاتها في ضيافة الطلبة المقبلين على تذوق الأطعمة الخفيفة التي أعددنها بأنفسهن ليقدمنها خلال هذه المناسبة، واعتنين بالشكل الجذاب للأطعمة، وبالديكور البسيط والمميز في الوقت نفسه، وعن ناديهن تقول إنه يدعى فن الطهي، وهو يحمل معنى اسمه، فعمل الأعضاء يتسم بالكثير من الحيوية، من إطلاق مسابقات للطهي، إلى إعداد دورات لتعليمه، بالإضافة إلى المشاركة في مهرجانات المأكولات التي تقام في الدولة. وعن أهم الفعاليات التي يقيمها النادي داخل نطاق الجامعة، تقول: نقيم سنوياً مهرجاناً كبيراً للمأكولات، ويهتم هذا المهرجان بتقديم المأكولات من مختلف الثقافات، فلا نقتصر على تقديم نوع معين من الطعام، واليوم على سبيل المثال اخترنا أن نقدم للطلبة زوار المعرض المأكولات الإيطالية مثل البيتزا، وموزاريلا ستيك، وموهيتو، بالإضافة إلى الفطائر والساندويش العادي، مشيرة إلى أن النادي أسسته قبل سنوات مجموعة من الطالبات اللاتي لاحظن عدم وجود نادٍ يختص بالمأكولات، فاخترن هذا المجال المميز والذي يجذب الكثير من الموهوبين. وبأسلوب بسيط جداً وجذاب صُممت إحدى المقصورات على هيئة غرف الفنانين، ووزعت على حوائطها صور نجوم الفن والشخصيات الملهمة فوقه، يتخللها شريط إنارة صغير يجعلها تبدو وكأنها صورة مأخوذة من غرف أحد المسارح القديمة. ميراي ميخائيل ديب، الطالبة في الهندسة المدنية، والعضوة الإدارية في النادي الثقافي الفني، تشرح بحماسٍ أفكارها هي وأصدقائها قائلة: نحن مسؤولون عن كل ماله علاقة بالثقافة الفنية، ونعمل عادة على تنظيم الحفلات لبعض الفرق التي أنشئت في الجامعة في الماضي، وحققوا الشهرة فيها، كما نحضر لتقديم مسرحية عمل اثنين من أعضاء النادي على تحويلها من رواية إلى نص مسرحي، ولدينا عدد من الأعضاء الذين يتمتعون بالخبرة بالإخراج، والإضاءة، وكل ما نحتاج إليه من مواهب فنية. وتضيف: عمر النادي نحو 5 سنوات هذا العام، لكن اسم مؤسسي النادي وأصحاب الفكرة لا يزال حاضراً لدى بقية الأعضاء، فهو يعود لكل من وليد حجازي، وسامر حجازي، اللذين تخرجا في الجامعة قبل عام، فهما شكلا جماعة فنية متميزة بكل معنى الكلمة، تحوي عازفين للبيانو والعود، وأصواتاً مميزة، وسمياها فرقة (وطن) الموسيقية، التي تتبع للنادي، وأعطيا الفرصة لكل من يحب المشاركة للانضمام. من المستحيل أن تغيب السينما عن مجتمع يعج بالحيوية والحياة، هذا ما تخبرنا به سارة الإسناوي الطالبة في إدارة الأعمال، والعضوة في النادي السينمائي. وتشرح لنا عن النشاط الذي يغطيه النادي، قائلة: النادي كان موجوداً من قبل، لكن نحن فريق الإدارة الجديد، وهذا هو الفصل الأول لنا، ونسعى لأن نقدم فيلماً يرغب الزملاء بمشاهدته كل أسبوع، ونعرضه في الهواء الطلق عندما يكون الجو مناسباً، وننسق أيضاً مع النوادي الثقافية الأخرى في الجامعة لنعرض الأفلام التي توافق بعض المناسبات، أو تروج لثقافة معينة، كأفلام الهالوين، أو الأفلام التي تمثل ثقافة بلد معين، وننوي نقل الأنشطة إلى خارج الجامعة لنحضر مختلف أنواع الفعاليات المهتمة بالسينما، خصوصاً مهرجان دبي السينمائي، ونسعى لإقامة مهرجان سينمائي خاص في الجامعة أيضاً. أما الأغاني الجميلة والمنتقاة بذوق رفيع، ووعي لضرورة إرضاء جميع الأذواق وحضور مختلف الألوان والثقافات الغنائية، فيقف خلفها مينا غالي، الطالب في هندسة الكمبيوتر، والعضو في نادي دي جي. فهو وزملاؤه حضروا في جميع الفعاليات التي تقيمها الجامعة فهم العنصر الأهم في التحضير لأي فعالية، حسب ما يؤكد. وعن الخدمات التي يقدمها ناديه للأعضاء الجدد، يقول إن النادي يوفر للأعضاء الجدد من محبي الدي جي تعلم هذه المهارة والمشاركة معهم في الفعاليات التي يغطونها، سواء داخل الجامعة أو خارجها، وبالإضافة إلى الفعاليات التي يديرونها موسيقياً فهم أيضاً يحصلون بين الحين والآخر على الرعاية من بعض الشركات والمؤسسات أيضاً ليقدموا حفلاتهم الخاصة في الجامعة. ويعتمد نشاط بعض الطلبة على الاستماع إلى شكاوى الطلبة الآخرين ومقترحاتهم، والاهتمام بهذه المقترحات من خلال نقلها إلى الإدارة والعمل على الاهتمام بها، هكذا تعرّف العنود دبور، طالبة إدارة الأعمال وعضوة المجلس الطلابي، المهام التي تقوم بها من موقعها في النادي. احتفالية سنوية يعتبر المعرض طقساً احتفالياً سنوياً بالنسبة لعمادة شؤون الطلبة في الجامعة، كما تصفه د. موزة الشحي، عميد شؤون الطلبة في الجامعة الأمريكية في الشارقة، تستعد له مع بداية كل موسم دراسي، لاهتمامها بتكامل العملية التعليمية لدى الطالب، فيتعلم داخل الصف دروسه الأكاديمية، ويتعلم خارجه كيفية التعايش مع الناس والانخراط في المجتمع. وعن الوظيفة التي يؤديها هذا المعرض للأندية الطلابية تقول: يعمل المعرض على تعريف الطلبة الجدد، بهذه الأندية، فتعمل كل مجموعة منظمة داخل نادي على التعريف بأفكارها والأنشطة التي تقوم بها، والمستجدات التي تحضر لها للعام القادم، بالإضافة إلى برامج القيادة، وخدمة المجتمع ليطلع الطلبة عليها، ولا ننسى أن الهدف الأهم هو فتح مجالات منوعة أمام الطلبة لشغل أوقات فراغهم بأنشطة مفيدة ومحببة لديهم. وتضيف الشحي، أن الشرط الوحيد الذي تسنه الجامعة للموافقة على تشكيل أي نادٍ ودعمه، هو أن تقدم المجموعة المتقدمة فكرة مفيدة وهادفة وتعليمية أو تثقيفية، وترفقها بمقترحات للأنشطة التي يمكن أن تقوم بها خلال العام، لنقدم لها الميزانية المطلوبة لتنفيذ هذه الأنشطة، ويتكون كل نادٍ من مجلس إدارة مكون من 8 طلاب، بالإضافة إلى أعضاء النادي وعددهم مفتوح، وهم أيضاً من ينتخبون إدارة النادي بأنفسهم، ولا نسمح بالتمييز في أي نادٍ بين بنات وشباب، أو بين طالب وآخر. تفريغ للطاقات السلبية بدأت هذه الاحتفالية تجمع طلبة الجامعة منذ بدء افتتاح الجامعة عام 1998، بحسب د.منقذ طه، مدير إدارة تطوير الهيئات الطلابية في الجامعة الأمريكية في الشارقة، ويشير إلى أن عدد الأندية الطلابية المسجلة وصل هذا العام إلى 90 نادياً، ولكن هذا الرقم ليس حقيقياً على الأرض، فعادة ما تتراجع بعض الأندية، لكن بنسبة بسيطة جداً، فعدد الأندية الفعالة اليوم على أرض الجامعة أكثر من 70 نادياً طلابياً. وعن الهدف من دعم إدارة الجامعة لهذا النوع من الأنشطة، يقول: ترعى الجامعة تلك الأندية والأفكار لأنها تحقق الكثير من الأهداف، وأولها مزج الخليط الطلابي الكبير داخل حرم الجامعة، والذي جاوز 90 جنسية، فمن خلال التعرف على ثقافة الشعوب الأخرى تزول الحواجز بين الناس وتسود الألفة والمحبة، وهذا ما تعمل عليه الأندية الثقافية المعنية بالتعريف بثقافات البلدان المختلفة، هذا بالإضافة إلى تعليم الطالب مدى أهمية التواصل مع الحضارات واللغات الأخرى، والتفاعل مع هذا الآخر من خلال التعرف على عاداته وتقاليده، ولا ننسى أن لدينا العديد من الطلبة القادمين من خارج الإمارات، أي من ليست لديهم عائلات هنا، وهؤلاء يجدون بانتسابهم إلى هذه الأندية شيئاً من الانتماء إلى الجماعة التي تعوض غياب الدفء العائلي، كما أن إقدام الطلبة على قيادة هذه المشاريع يعلمهم الإبداع والتخطيط والابتكار، بالإضافة إلى الاعتماد على النفس، ومحاولة الوصول إلى الهدف خارج نطاق الصف، كما تعطيه دافعاً ليدرس أكثر كونه فرغ طاقاته السلبية في أعمال أشياء إيجابية يحبها، وانفتح على ثقافات مختلفة ليتعلم منها، وأخيراً لا ننسى الدور الكبير الذي تلعبه الأنشطة الثقافية في إكساب الطالب الثقة بالنفس التي يحتاجها في مجال عمله أياً كان في المستقبل. ويوضح طه أن إدارة الجامعة الأمريكية حريصة كل الحرص على احترام حرية الطالب، وجعله يشعر بأنه في جو ملهم للإبداع والابتكار اللذين يحتاجان إلى هذه الحرية، مع التأكيد على احترام عادات وتقاليد الدولة، وإمارة الشارقة، أي أن هذه الحرية لا تعني استنساخ العادات الأمريكية ونقلها إلى هنا، ويلفت إلى أن إقبال الطلبة على إنشاء المزيد من الأندية الطلابية بمختلف اتجاهاتها العلمية والثقافية، إنما يعطي دلالة على نجاح آلية عمل الإدارة التي سعت منذ البداية إلى ضم مختلف الجاليات العربية والأجنبية، كما يدل أيضاً على وعي الطالب بأهمية انخراطه في هذه الأنشطة، وانعكاسها على مستقبله.

مشاركة :