الأمم المتحدة – الوكالات: شدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن بلاده «لا تسعى إلى حرب باردة جديدة» مع الصين، مؤكدا تمسّكه بالنهج الدبلوماسي والمتعدد الأطراف في حين يتّهمه حلفاء أوروبيون بعدم التنسيق معهم في أحيان كثيرة. وقال الرئيس الأمريكي في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «لا نسعى إلى حرب باردة جديدة أو إلى عالم منقسم إلى كتل». لكنّه شدد خلال عرضه رؤيته للمواجهة مع بكين على أن «الولايات المتحدة ستخوض المنافسة وستنافس بقوة»، من دون أن يشير صراحة إلى الصين. وقال بايدن «من خلال قيمنا وقوتنا سندافع عن حلفائنا وأصدقائنا، سنتصدى لمحاولات البلدان الأكثر قوة فرض هيمنتها على الدول الأكثر ضعفا». وتعهّد بايدن المتمسّك في التصدّي لـ«الأنظمة الاستبدادية» المضي قدما في «الدفاع عن الديمقراطية». وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد افتتح الجمعية العامة بخطاب حذّر فيه واشنطن وبكين من تفاقم الأزمات الدولية وحضّ القوتين العظميين على «الحوار» والتفاهم. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قد حذّر الاثنين من توجّه أمريكي «تصادمي للغاية»، معتبرا أن على الأوروبيين إيجاد «نموذج بديل». وتنفي بكين إمكان اندلاع حرب باردة جديدة على غرار تلك التي نشبت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في النصف الثاني من القرن العشرين، لكن هذه تكاد تكون نقطة التوافق الوحيدة بين القوتين العظميين في ظل توتر متزايد في العلاقات بينهما. وثمة ترقب شديد يحيط بفاعليات هذا الملتقى الدبلوماسي السنوي التي نظّمت العام الماضي بغالبيتها عبر الإنترنت. ويعتبر الرئيس الأمريكي الديمقراطي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معقل التعددية، مناسبة لتأكيد «عودة» بلاده إلى الشراكة الفعلية مع حلفائها بعد عهد سلفه دونالد ترامب الذي اتسم بالخلافات والتوتر. وقال بايدن «خلال الأشهر الثمانية الأخيرة أعطيت الأولوية لإعادة بناء تحالفاتنا ولإنعاش شراكاتنا وللإقرار بأهميتها للأمن وللازدهار المستدامين» في الولايات المتحدة. وقال إنه سيعلن اليوم عن «تعهّدات جديدة» لمكافحة الجائحة، وقد تعهّد «مضاعفة» الجهود المالية الدولية لواشنطن لمكافحة التغيّر المناخي. وأعلن أن الولايات المتحدة تريد فتح «حقبة دبلوماسية» بعد نهاية الحرب في أفغانستان ولن تلجأ إلى القوة العسكرية إلا «كخيار أخير». من جهة أخرى أكد بايدن أن دولة فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة هي «الحل الأفضل» لضمان مستقبل إسرائيل. وأضاف «مازلت أعتقد أن حل الدولتين هو أفضل طريق لضمان مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية تعيش في سلام إلى جانب دول فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة وقابلة للحياة». وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستعود بالكامل إلى الاتفاق النووي الإيراني في حال قامت طهران «بالمثل» متعهّدا منع طهران من حيازة قنبلة ذرية. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه يؤيد استئناف المفاوضات لإنقاذ الاتفاق المبرم حول برنامج بلاده النووي المتوقّفة منذ انتخابه، إذا كان «هدفها النهائي رفع كل العقوبات الجائرة». وأكد رئيسي في كلمة عبر الفيديو مسجّلة مسبقا «لا نثق بوعود الإدارة الأمريكية» التي انسحبت من هذا الاتفاق في عهد دونالد ترامب والآن تريد العودة إليه في عهد جو بايدن.
مشاركة :