أعلن الاتحاد الأوروبي، في أعقاب قمة مصغرة طارئة في بروكسل عُقدت في أجواء متوترة، عن استقبال مئة ألف لاجئ في اليونان ودول البلقان، بهدف ضبط أزمة هجرة غير مسبوقة، فيما دعا إلى الامتناع عن اتخاذ قرارات أحادية الجانب في أزمة الهجرة التي من شأنها أن تؤثر سلباً في الآخرين. وفي بيان مشترك، تعهدت الدول التي شاركت في القمة المصغرة في بروكسل أن تطبق، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، 17 إجراء لإعادة النظام على الحدود الأوروبية، وإبطاء التدفق غير المراقب للأشخاص. وبين الإجراءات إرسال 400 شرطي لمساعدة سلوفينيا، وتسجيل أكثر منهجية للمهاجرين على الحدود، وتبادل يومي للمعلومات بين الدول المتجاورة، كما تعهد القادة بتثبيط حركة اللاجئين أو المهاجرين باتجاه حدود دولة أخرى في المنطقة. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: يمكننا في عام 2015 أن نترك الناس يواجهون مصائرهم منفردين وينامون في البساتين. وأضاف أن 11 زعيماً من الاتحاد الأوروبي ومنطقة البلقان اتفقوا على الامتناع عن اتخاذ قرارات أحادية الجانب في أزمة الهجرة التي من شأنها أن تؤثر سلباً في الآخرين. خطوة من جهتها، قالت ميركل إنه أحد أكبر الامتحانات للاتحاد الأوروبي، وعلى أوروبا أن تظهر أنها قارة قيم وتضامن، قبل أن تضيف أن ما تقرر ليس سوى خطوة صغيرة في مسيرة تجاوز هذه المحنة. وشارك في قمة بروكسل رؤساء الدول أو الحكومات في عشر دول أعضاء، هي ألمانيا والنمسا وبلغاريا وكرواتيا واليونان والمجر ولكسمبورغ وهولندا ورومانيا وسلوفينيا، وكذلك ثلاث دول من خارجه، هي ألبانيا ومقدونيا وصربيا. ولاستقبال الـ100 ألف مهاجر الإضافيين في اليونان، وافقت أثينا، بمساعدة من مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، على استقبال 30 ألف مهاجر حتى نهاية العام، ثم 20 ألفاً يتم استقبالهم لدى عائلات، أو في مساكن مؤجرة بتمويل من المفوضية، كما سيجري استقبال الـ50 ألف مهاجر المتبقين على طول طريق البلقان بالتنسيق مع الأمم المتحدة. تحذير في غضون ذلك، قال رئيس وزراء سلوفينيا ميرو سيرار محذراً: إن لم نتخذ خطوات فورية وملموسة على الأرض في الأيام والأسابيع المقبلة، فأعتقد أن الاتحاد الأوروبي برمته سيبدأ بالانهيار في عشرة أيام. بدوره، أكد المستشار النمساوي وارنر فايمان: إذا فشلنا، فستستغل قوى اليمين القومي ذلك لتقول إن أوروبا فشلت.