أكد البطل الإماراتي محمد القايد صاحب فضية طوكيو لمسافة 800 متر للكراسي المتحركة، وبرونزية البطولة نفسها في مسافة 100 متر، أن التضحيات هي الطريق الوحيد لتحقيق الإنجازات الكبرى، وأنه لولا معسكر الـ 7 أشهر المتصلة في تايلاند قبل منافسات طوكيو بعيداً عن بيته وأسرته، ما كان قد وصل إلى المستوى الذي دخل به المنافسات ولما حقق الإنجازات، مشيراً إلى أن الكثير من التحديات قد واجهته قبل وأثناء دورة طوكيو، وأن الإصرار على النجاح، والتمسك بالأمل، والثقة بالنفس كلها عوامل لها قيمتها في رسم ملامح الإنجاز. وقال محمد القايد في تصريحاته لوكالة أنباء الإمارات «وام»: «شعوري بالفرحة كان كبيراً بعد الميدالية البرونزية الأولى في طوكيو لأنها كانت أول إنجاز لبعثة الإمارات، خصوصاً أنها تحققت في ظل ظروف صعبة واجهتنا في مراحل الإعداد على خلفية جائحة كورونا، كما أنه لم يسمح لنا لأول مرة في تاريخ الأولمبياد بالتدريب على ميادين التنافس ولو لمرة واحدة قبل المنافسات، في الوقت نفسه الذي كانت فيه الأمطار تتساقط من آن لآخر لتؤثر على الحركة والاندفاع والسباق، وبالإضافة إلى ذلك فإن الميدالية في مسافة 100 متر كانت بشارة خير لي، حيث إن الـ 100 متر لم تكن ضمن المسافات التي أحرزت فيها إنجاز في بارالمبية ريو دي جانيرو عام 2016». وعن كيفية تعامله مع هذا التحدي وماذا فعل.. قال: «لم يكن أمامي سوى خيار واحد وهو السفر إلى تايلاند والتدريب مع المنتخب التايلاندي بموجب بروتوكول التعاون المشترك بين الإمارات وتايلاند، ولذلك سافرت قبل الدورة بـ 7 أشهر كاملة، كان لا بد من التضحية لأحافظ على أرقامي وأطور منها للوصول إلى المعدلات العالمية، وابتعدت عن بيتي وأسرتي طوال هذه الفترة، مضافاً إليها شهر آخر في طوكيو بالمنافسات لأكون قد أكملت 8 أشهر بعيداً عن الإمارات، ولم يتوقف الأمر عند ذلك لكني فوجئت بحدث آخر مؤسف وضعني أمام تحد صعب جديد قبل البطولة بـ 3 أشهر أثناء وجودي في المعسكر». وتابع القائد: «قبل الدورة بـ 3 أشهر تعرض الكرسي الذي أدخل به السباقات للكسر، والكرسي بالنسبة لي مثل قدمي التي أجري عليها، لأنني كنت معتاداً عليه، وحققت به أبرز إنجازاتي، وأشعر معه بالراحة الكاملة والتفاؤل الكبير عند مشاركتي به في السباقات العالمية، وعندما فكرنا في السفر لأميركا من أجل شراء كرسي بديل بمقاساتي، كان السفر مستحيلاً، وكذلك عندما فكرت في السفر إلى بريطانيا كان من الصعب أن أسافر أيضاً، فارتضينا بشراء الكرسي الجديد عبر الإيميل، ولم يصلني إلا قبل البطولة بشهر واحد، فلم يكن أمامي وقت طويل للتكيف معه، ومن أجل ذلك فإن فرحتي كبيرة ولا توصف بالميداليتين اللتين حققتهما في ظل هذه التحديات». وعن تكليفه برفع علم الدولة في حفل الافتتاح الرسمي للدورة قال: «رفع علم الدولة في حدث أولمبي عالمي شرف كبير لأي رياضي وفرحتي برفع العلم كانت توازي فرحة تحقيق ميدالية، وسبق لي أن حملت علم الدولة في دورة ريو دي جانيرو، ودون شك اللاعب الذي يتم ترشيحه لحمل علم الدولة تكون عليه مسؤولية كبيرة في تمثيل بلاده في الحدث، ومن واقع مسؤوليتي كنت أدعو الله أن يوفقني لتحقيق إنجاز لوطني يقودنا إلى صعود منصة التتويج، والاحتفاء بالعلم عليها أمام كل الكاميرات، وهنا أشكر اللجنة البارالمبية التي رشحتني، وأثمن ثقتهم في للمرة الثانية على التوالي في الدورة البارالمبية». وحول خطته لدورة باريس 2024.. أضاف: «لا وقت للراحة.. لن أدخر أي جهد في الاستعداد لها بشكل جيد، ولن أتأخر في بدء برنامج الإعداد لها لأن 3 سنوات ليست كثيرة، يجب أن نعمل من الآن، ولا نضيع أي وقت، وأنا مستعد للتضحية من جديد، ويجب أن تكون إنجازاتي في لندن وريو دي جانيرو وطوكيو حافزاً لي ولكل زملائي وحتى الأسوياء في تحقيق إنجازات أولمبية ترفع علم بلادنا، وتترجم شعار قادتنا بالبحث عن الرقم واحد على المستوى العالمي، وسأستقر مع المعنيين ببرامج إعدادي على خطة التجهيز لبارالمبية باريس قبل نهاية العام الجاري للبدء فيها». وحول استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» للبعثة بعد العودة، ثم استقبال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفرحته بتلك اللحظات قال القايد: «شرف كبير لي ولكل زملائي أن نحظى ببعض اللحظات في حضرة قادتنا، فبرعم مشاغلهم الكثيرة، لا ينسون من مثل الوطن في المنافسات الرياضية، وهذه الاستقبالات هي رسالة مهمة لكل الرياضيين تعكس مدى اهتمام القادة بالرياضة، وتقديرهم لإنجازاتها، ومن أجل ذلك فأنا أقول إن الرياضة محظوظة بقادة الإمارات وبدعمهم المتواصل لها، كانت لحظات لا تنسى في حضرة أصحاب السمو وكانت فرصة أيضاً كي نجدد العهد لهم من أجل مواصلة الإنجازات، وهنا لا أنسى أيضاً تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة التي ذكر فيها اسمي، لفتة لن أنساها من سموه، وسأحتفظ بتلك التغريدة مدى الحياة لأنها وسام على صدري».
مشاركة :