أعلنت الحكومة السودانية إحباط محاولة انقلابية جرت فجر اليوم، متهمةً ضباطاً من فلول النظام البائد بتنفيذها. وقال وزير الإعلام والثقافة حمزة بلول المتحدث باسم الحكومة السودانية في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون السوداني: «تمت السيطرة على محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من الضباط في القوات المسلحة من فلول النظام البائد». وأضاف «نطمئن أن الأوضاع تحت السيطرة التامة، وتم القبض على قادة محاولة الانقلاب من العسكريين والمدنيين ويتم التحقيق معهم بعد تصفية آخر جيوب الانقلاب، الذي قال إنه حاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء». بالتزامن، أوضح الجيش السوداني في بيان أنه ألقى القبض على معظم المتورطين، موضحاً أن عددهم 21 ضابطاً في سلاح المدرعات، كما أشار إلى أن البحث لا يزال جارياً عن بقية المتورطين، مؤكداً في الوقت عينه أنه تمت استعادة كافة المواقع التي سيطر عليها الانقلابيون. وعقب إفشال المحاولة الانقلابية، زار الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» سلاح المدرعات في منطقة الشجرة، وشدد البرهان على أن القوات الأمنية ستحمي وحدة البلاد بكل ما أوتيت من قوة. وقال في كلمة وجهها إلى الضباط في مقر المدرعات، الذي شهد محاولة الانقلاب، إن الجيش سيحمي البلاد والوطن والعملية الانتقالية. كما أوضح أن المعلومات المتوافرة عن العملية العسكرية الفاشلة لم تفض حتى الآن إلى إثبات وجود أي صلة للجماعة الانقلابية بأي جهة أخرى، وأوضح أن محاولة الانقلاب انتهت بدون وقوع أي خسائر. ودعا البرهان إلى وحدة القوى السياسية وتعاونها لمواجهة المخاطر، مؤكداً أن الجيش وقوات الدعم السريع تعمل معاً وبتنسيق تام. وفي السياق، أوضح رئيس الحكومة عبدالله حمدوك أن الانقلاب جرى بالتنسيق بين عدة جهات من داخل الجيش وخارجه. كما شدد في كلمة ألقاها خلال اجتماع للحكومة، بثت مباشرة على الهواء، على أن النظام السابق مازال يشكل خطراً على الثورة والتغيير والمرحلة الانتقالية في البلاد. واعتبر أن تلك العملية التي أحبطتها القوات المسلحة تستدعي مراجعة أعمال الفترة السابقة من المرحلة الانتقالية. وأكد أن التحقيقات جارية، مشدداً على أنه سيتم محاسبة العسكريين والمدنيين المسؤولين عن هذا الانقلاب الفاشل. وأضاف أن الحكومة والأجهزة المعنية في البلاد ستواصل إجراءات تفكيك نظام عمر البشير. ودعا حمدوك، الشعب السوداني إلى الالتفاف حول السلطات الانتقالية في البلاد، مؤكداً أن تلك العملية أتت بعد محاولات تحريض مستمرة ضد الحكومة، من أجل بث الفوضى والشقاق. وقال: «محاولة الانقلاب سبقتها محاولات لإيجاد حالة من عدم الاستقرار في البلاد وخاصة في الشرق». وأدانت الأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية المحاولة الانقلابية. وأكد حزب الأمة القومي دعمه للحكومة الانتقالية، وأدان محاولة الفلول الانقلابية الفاشلة من أجل العودة إلى عهد النظام البائد، وناشد الشعب السوداني بالانتفاض من أجل حماية مكتسبات الوطن. وفي السياق، قال تجمع المهنيين السودانيين، إن أطرافا تتربص بثورة ديسمبر وتحاول الانقضاض عليها بعد أن فشلت في تسويق فشل الفترة الانتقالية وخنقها اقتصاديا. وأضاف في بيان: «أن حلقات المؤامرة التي تدور الآن في شرق البلاد بقيادة فلول النظام المباد وإغلاق الطرق الرئيسية وخلق شلل تام وعزل الشرق وإغلاق الموانئ بهدف تجويع الناس وتركيع الثوار وفتح الباب أمام فلول النظام المباد والطامعين من الذين ليس لهم كسب في الثورة». وأوضح أن «ما حدث من محاولة انقلابية فاشلة يفضح وبوضوح المخطط الذي كانت تدور حلقاته في الأيام الماضية ولعل ما حدث اليوم لم ولن يكن نهاية فصول المؤامرة التي تحاك ضد ثورة ديسمبر المجيدة». وقال إن «محاولة تقويض الانتقال التي حدثت أوضحت مما لا لبس فيه ضرورة استعجال هيكلة وتنظيف القوات المسلحة من الفلول والانقلابيين وضرورة حسم المتواطئين مع النظام البائد».
مشاركة :