توج منتخبنا الوطني لكرة السلة بالميدالية البرونزية بدورة الألعاب الرياضية الثانية لمجلس التعاون الخليجي، بعد نهاية الجولة الثالثة أمام المنتخب القطري المتوج بالذهبية والخسارة بنتيجة 69-76، ليحصد الأبيض ميدالية جديدة للإمارات، في الوقت الذي توجت فيه المملكة العربية السعودية بالميدالية الفضية عقب الفوز على البحرين 69-53. قدم نجوم الإمارات لكرة السلة خلال المواجهات التي خاضوها عروضاً قوية ومستوى راقيا، فضلاً عن الروح العالية والحماس الكبير الذي لازم كافة اللاعبين، إلا أن بعض العوامل قد أثرت بصورة واضحة في أداء الفريق، وذلك بغض النظر عن عامل التوفيق الذي غاب عن منتخبنا في أغلب الأحيان، حيث كان بالإمكان التربع على صدارة المنافسات والتتويج بالذهب، ولكن عدم الاستعداد البدني والنفسي الجيد لخوض غمار الدورة، بسبب صعوبة الحصول على التفرغ الرياضي من جهات عمل اللاعبين قبل انطلاق الحدث بوقت كاف، كان له بالغ الأثر في احتلال الإمارات المركز الثالث الذي لا يلبي طموحات رياضة الإمارات المتنامية، علماً بأن الفرصة كانت مواتية لرفع علم الدولة على منصات التتويج. وخاض المدرب زوران زوبزيفيتش اللقاء الختامي أمام قطر بالتشكيلة المكونة من علي محمد حتاوي، وجاسم محمد، وطلال النعيمي، وسعيد العجماني، وصالح خليفة، حيث جاءت بداية المباراة سريعة ليتقدم المنتخب القطري بثنائية مع انطلاقة الشوط الأول، قبل أن يقوم طلال النعيمي بإحراز نقطة للإمارات من ركلة حرة، ليأتي بعدها مباشرة التقدم الإماراتي بنتيجة 5- 3 عن طريق اللاعب جاسم محمد. ويتعادل الفريق القطري ثم ينجح في تسجيل ثلاثيتين متتاليتين، في الوقت الذي قام فيه طلال النعيمي بإحراز ثنائية مجدداً من أجل عدم السماح للعنابي بعميق الفارق مبكراً، لتصبح النتيجة 11-7 لصالح قطر. وتربك المحطة الفضائية محمد يوسف محمد في صفوف المنتخب القطري حسابات منتخبنا الوطني، إذ استمر اللاعب في منع محاولات اللاعبين للوصول إلى الشباك القطرية، علاوة على ارتداده السريع والتقاطه للكرة بشكل متكرر، ونقلها إلى منطقة منتخبنا الوطني، مما أسهم في تعزيز النتيجة لصالح فريقه لتصبح 15-7، ليطلب زوبزيفيتش الوقت المستقطع الأول لمنتخبنا الوطني من أجل إيجاد الحلول المناسبة لإيقاف زحف المنتخب القطري وخاصة اللاعب محمد يوسف. وتعاود قطر التسجيل عن طريق نفس اللاعب لينتهي الشوط الأول بفارق 10 نقاط وتصبح النتيجة 17-7 للمنتخب القطري. ويفتتح المنتخب القطري الشوط الثاني بتسجيل ثلاثية عن طريق اللاعب مالك سليم، قبل أن يقوم لاعبو الأبيض بتقليص الفارق لتصبح النتيجة 20 - 10، ثم يسجل قيس الشبيبي 3 ركلات حرة عدل بها النتيجة إلى 21-13، ليحرز ثنائية مجدداً وتصبح النتيجة 21-15، مما دفع مدرب المنتخب القطري ماسيلاس لطلب الوقت المستقطع الأول لفريقه، لامتصاص الصحوة الإماراتية وتهدئة أجواء المباراة لصالح فريقه المتقدم. وتضيف قطر ثلاث نقاط، ولكن يبدو أن قيس عمر الشبيبي أصبح على موعد مع تسجيل الثنائيات وتعديل الأوضاع لتصبح النتيجة بذلك 24-17، ثم يضيف جاسم محمد ثنائية جديدة، وتظل المباراة سجالا حتى ينجح لاعبو الإمارات في تقليل الفارق إلى 3 نقاط بنتيجة 26-23، ولكن التحول السريع للاعبي قطر مكنهم من فرض السيطرة الميدانية على مجريات الأمور وامتلاك الكرة أكبر وقت من الزمن طوال فترات الشوط الثاني، ليتواصل الضغط على منتخبنا الوطني وتسجيل النقاط لينهي الفريق القطري الشوط الثاني متقدماً 37-26. ويشهد الشوط الثالث تقدم قطر بثنائية قبل أن تنهال الثلاثيات من قبل منتخبنا الوطني لتعديل النتيجة واللحاق بالتقدم القطري، حيث أصبحت النتيجة 39-32 عن طريق كل من سعيد العجماني وراشد الزعابي، ولكن لاعبو قطر خطفوا بعض النقاط وسط الهجوم المتواصل من الأبيض، لتصبح النتيجة 44-34 قبل أن يخرج اللاعب جاسم محمد للإصابة بكرة مشتركة لم يستطع بعدها استكمال اللعب، مما أثر بشكل كبير على أداء المنتخب الوطني، ولكن النشاط الواضح من اللاعب قيس الشبيبي في شوط المباراة الثالث رفقة راشد الزعابي وصالح خليفة، ساعد على ثبات مستوى الفريق. وتستمر محاولات منتخبنا الوطني لتقريب المسافات، ولكن قطر استفادت كثيراً من الإندفاع الهجومي للتعديل لينتهي الشوط الثالث بنتيجة 59-42 لصالح قطر. وينطلق الشوط الرابع وتتوقف قطر عن التسجيل ويعلن لاعبو منتخبنا الوطني منطقة الشباك الإماراتية منطقة محظورة، من خلال التصدي لكافة الهجمات والتنظيم الذي قاد الفريق إلى التسجيل لتصبح النتيجة 59- 49، ليبدأ إرسال الثلاثيات الموفقة في شباك قطر عن طريق علي الحتاوي، وطلال النعيمي 69-61، قبل أن تعود قطر وتوسع الفارق إلى 71-69، بعد أن تم استبدال كل من مبارك خليفة، وقيس الشبيبي، وعلي حتاوي من صفوف منتخبنا الوطني نظراً لتجاوز عدد الأخطاء المسموح بها، لتنجح قطر في رفع نقاطها وتنهي المباراة متقدمة بنتيجة 76- 69. من جانبه قال زوران زوبزيفيتش مدرب منتخبنا الوطني: أنا فخور جداً بأداء لاعبي المنتخب الوطني في هذه المشاركة، كنا نطمح في التتويج بالميدالية الذهبية، ولكن ذلك لم يحدث نظراً لوجود عدة عوامل أبرزها عدم تفرغ اللاعبين بشكل كامل للإعداد والتحضير للمنافسات، مما انعكس سلبياً على مستوى اللاعبين، ولكنهم كانوا على قدر المسؤولية وقدموا عروضاً نفخر بها جميعاً، وإن عاندهم التوفيق في بعض المرات وكل شيء وارد، والأهم الآن التركيز على منح اللاعبين الأجواء المناسبة لتقديم أفضل ما لديهم خلال المرحلة المقبلة. وقال علي حتاوي قائد منتخبنا الوطني لكرة السلة: وضعنا بصمتنا بالدورة من خلال تقديم مستوى جيد، ولا ترضينا برونزية المركز الثالث، وهناك معاناة حقيقية يواجهها كافة لاعبي الفريق، وهي كيفية وضع الآلية المناسبة للاعب لخوض المنافسات بتركيز وثقة في ذات الوقت الذي لا تسمح فيه جهة عمله بعدم الحصول على الفترات الكافية للإعداد والتدريب. وأضاف حتاوي: نحن لا نعاني بمفردنا من تلك المشكلة التي تحول بيننا وبين الاستمرارية في التدريب وصقل القدرات، فهناك العديد من الألعاب التي تواجه نفس الأزمة، لذلك فإننا نأمل بأن يكون الحل سريعاً، حيث إننا في النهاية نحمل مسؤولية تمثيل الوطن ورفع رايته في كافة المحافل، الأمر الذي يتطلب تعاون وتكاتف كل المؤسسات والهيئات على مستوى الدولة.
مشاركة :