جاء ذلك في كلمة ألقاها، أردوغان، الثلاثاء، خلال مشاركته بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 76، والتي أعلن فيها أنهم يخططون لتقديم اتفاقية باريس للمناخ إلى البرلمان للتصديق عليها، في أكتوبر/تشرين أول المقبل. وأشار الرئيس التركي في كلمته إلى رغبته في احترام توازن الطبيعة في ظل احتضان العالم لملايين الأنواع الحية التي جادت بها الطبيعة على البشرية، موضحًا أن البشر على مر التاريخ يستخدمون بشكل جائر الموارد التي تقدمها الطبيعة، في سعي منهم لتحقيق التنمية. وأضاف موضحًا أن "الطبيعة بصرف النظر عن توازنها الخاص، باتت في نهاية هذه العملية المستمرة منذ قرون، تواجه تلك التهديدات التي تسبب فيها الإنسان". وزاد قائلا "المشكلات التي يمكن أن نجمعها تحت عناوين مثل تغير المناخ ، وتلوث الهواء ، وسلامة المياه والغذاء، وفقدان التنوع البيولوجي، وصلت إلى مستوى من شأنه أن يلقي بمستقبل البشرية في حالة من عدم اليقين". وأردف الرئيس أردوغان قائلا "ومن بين هذه الموضوعات، يعد تغير المناخ قضية يجب التأكيد عليها لما ينتج عنها من عواقب لا يمكن إصلاحها تتجاوز كونها مشكلة بيئية"، موضحًا أن "غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، التي زادت بنسبة 50 في المائة مقارنة بفترة ما قبل الصناعة، كان من شأنها رفع درجات الحرارة بالعالم أجمع". واستطرد قائلا "في الواقع ، حدثت كوارث ناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.1 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة، فنحن نواجه أحداثًا غير مألوفة مثل الفيضانات والأعاصير بالولايات المتحدة، والجفاف في إفريقيا، والحرائق بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، والأمطار فوق قمة غرينلاند، وهطول الثلوج في الصحاري. هذه الكوارث لا تلحق الضرر بالبيئة والنظام البيئي فحسب، بل إنها تهدد أيضًا سلامة حياة الناس وممتلكاتهم." وأشار الرئيس أردوغان أن "الناس في العديد من الأماكن يستعدون للهجرة إلى أماكن أخرى بشكل جماعي، مضيفًا "مع ذلك، لم يستطع العالم حتى الآن إيجاد حل لمشكلة اللاجئين التي تسببت فيها مناطق الأزمات والصراعات مثل سوريا وأفغانستان". وزاد قائلا "وفي مثل هذه الفترة، ليس من الواضح كيفية التعامل مع هجرات مئات الملايين على أساس أسباب مختلفة مثل الجفاف، ونقص الغذاء ، والظواهر الجوية"، موضحًا أن "أكبر تداعيات التغير المناخي ستنعكس بشكل أكبر على البشر في المدن الكبرى". وأكد أردوغان أن تركيا عاشت من قبل أيامًا صعبًا بسبب الفيضانات التي حدثت مؤخرًا رغم أنها تعتبر الدولة التي تنتج الحلول الأسرع والأكثر فاعلية في مواجهة الكوارث البيئية، لافتًا أن "جزءًا كبيرًا من البنية التحتية في العالم هو نتاج القرنين الماضيين. وأنه من غير الممكن أن نواجه بها التداعيات الناجمة عن تغير المناخ" وبيّن أن "استمرار ارتفاع درجات الحرارة عالميًا، وهطول مزيد من الأمطار الغزيرة مستقبلًا، أمور يجب أن تقودنا جميعًا إلى عمليات بحث جديدة عن حلول لمواجهة مثل هذه التهديدات". وفي السياق نفسه استطرد قائلا "على سبيل المثال ، أصبح من الضروري جعل التخطيط الحضري يأخذ في الاعتبار عواقب تغير المناخ". ولفت أردوغان كذلك أن البحار تعتبر هي الأخرى من المناطق التي تأثرت بارتفاع درجات الحرارة، مبينًا أن ذوبان الأنهار الجليدية أدى إلى ارتفاع منسوب مياه البحر بمقدار 20 سنتيمترا في القرن الماضي. وأشار أن "هذا الرقم يمثل أسرع زيادة في العالم خلال الثلاث آلاف عامًا الماضية، مضيفًا "إذا لم يتم اتخاذ تدابير فعالة واستمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع ، فمن المتوقع أن ترتفع مستويات سطح البحر بأكثر من متر واحد مع نهاية العام". وشدد أردوغان على أن "ارتفاع مستويات البحر بهذا الشكل يمثل عامل تهديد قد يتسبب في مسح مدن ساحلية، ودول مطلة على جزر، من على الخريطة، وسيؤدي هذا إلى موجات جديدة من الهجرة الجماعية". وتابع "أريد أن ألفت انتباهكم جميعًا أن هذه المشاكل التي ذكرتها كانت ناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.1 درجة مئوية فقط، وأترك لكم الأمر للحكم على ما قد نواجهه لو ارتفعت إلى 1.5 أو درجتين مئويتين". وأكد الرئيس التركي أن "شعار (العالم أكبر من خمسة) الذي نكرره في كل مناسبة ينطبق أيضا على ملف التغير المناخي". وشدد على ضرورة أن تساهم الدول التي ألحقت الضرر الأكبر بالكرة الأرضية واستغلت الموارد الطبيعية بطرق وحشية، بأكبر قدر في مكافحة التغير المناخي. وأضاف: "نخطط لعرض اتفاقية باريس للمناخ على البرلمان التركي الشهر القادم بما يتفق مع الخطوات البناءة لتنفيذها". وأشار إلى أن تركيا التي لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي مشكلة أو أزمة أو نداء على الصعيد العالمي، ستفعل ما يقع على عاتقها بخصوص تغير المناخ وحماية البيئة أيضا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :