فخورة بتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين في وطني

  • 9/22/2021
  • 09:18
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أول امرأة تتقلد منصب مدير بلدية المنطقة الشمالية.. حاصلة على  وسام الكفاءة من جلالة الملك.. المهندسة لمياء يوسف الفضالة لـ«أخبار الخليج»: تقول‭ ‬الناشطة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الشهيرة‭ ‬أليس‭ ‬بول‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يصدق‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬عالما‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬المساواة‭ ‬الكاملة‭ ‬أساسه‮»‬‭!‬ نعم،‭ ‬فالعدالة‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬مبدآن‭ ‬يصبح‭ ‬معهما‭ ‬حال‭ ‬العالم‭ ‬أفضل،‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬القناعة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬مملكتنا،‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬قيادتها‭ ‬الرشيدة‭. ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬وإلى‭ ‬تكريس‭ ‬نظرية‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬وترسيخ‭ ‬مفهوم‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬معيار‭ ‬جنسي‭ ‬يتصل‭ ‬بالذكورة‭ ‬أو‭ ‬الأنوثة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬تألق‭ ‬وإبداع‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬ميادين‭ ‬العمل،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬بكل‭ ‬مهارة‭ ‬أن‭ ‬تتفوق‭ ‬على‭ ‬نفسها،‭ ‬وتحتل‭ ‬منصبا‭ ‬مرموقا‭ ‬كأول‭ ‬سيدة‭ ‬بحرينية‭ ‬تتقلده،‭ ‬لتترك‭ ‬لها‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬ومميزة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬النساء‭. ‬   لمياء‭ ‬يوسف‭ ‬الفضالة،‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬بلدية‭ ‬المنطقة‭ ‬الشمالية،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تحرص‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬أمام‭ ‬المرأة،‭ ‬حيث‭ ‬تبنت‭ ‬مبدأ‭ ‬إدماج‭ ‬احتياجاتها‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التنموية،‭ ‬وسعت‭ ‬نحو‭ ‬تطبيق‭ ‬مبدأ‭ ‬تساوي‭ ‬الحقوق‭ ‬والمعاملة‭ ‬بالمثل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تقييد‭ ‬أو‭ ‬تحيز‭ ‬أو‭ ‬تفضيل‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬والعاملات‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أتاح‭ ‬الفرصة‭ ‬لها‭ ‬للتدرج‭ ‬والترقي‭ ‬وصعودها‭ ‬سلم‭ ‬النجاح،‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المرتبة‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬اليوم‭ ‬وتفخر‭ ‬بها‭ ‬بشدة‭.‬ لم‭ ‬يأت‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬وسام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للكفاءة‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬تتويجا‭ ‬لمسيرة‭ ‬حافلة‭ ‬بالإنجاز‭ ‬والجهد‭ ‬والمثابرة،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬فإنها‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬طريق‭ ‬العطاء‭ ‬مازال‭ ‬طويلا،‭ ‬لأن‭ ‬الوطن‭ ‬يستحق‭ ‬المزيد‭ ‬والمزيد‭. ‬ ‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬رصدت‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬المتميزة‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬ كيف‭ ‬أثرت‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬في‭ ‬مستقبلك؟ كنت‭ ‬طفلة‭ ‬مجتهدة،‭ ‬مميزة،‭ ‬وطموحة‭ ‬للغاية،‭ ‬أهوى‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وكم‭ ‬تمنى‭ ‬والدي‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬طبيبة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬فقررت‭ ‬أن‭ ‬أتوجه‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬الهندسة‭ ‬المدنية‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬تخصص‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬حبي‭ ‬للعلوم‭ ‬وللرياضيات‭ ‬وتفوقي‭ ‬الدائم‭ ‬فيهما،‭ ‬ثم‭ ‬تخرجت،‭ ‬وكان‭ ‬موضوع‭ ‬مشروع‭ ‬التخرج‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭.‬ ما‭ ‬هي‭ ‬فكرة‭ ‬هذا‭ ‬المشرع؟ مشروع‭ ‬التخرج‭ ‬كان‭ ‬بحثا‭ ‬يعتبر‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬إذ ‭ ‬كنت‭ ‬أول‭ ‬عنصر‭ ‬نسائي‭ ‬يقوم‭ ‬بهذا‭ ‬العمل،‭ ‬وموضوعه‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬خبث‭ ‬النحاس،‭ ‬وذلك‭ ‬لاستخدامه‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬رصف‭ ‬الشوارع،‭ ‬والذي‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬غسل‭ ‬السفن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركة‭ ‬اسري‭ ‬البحرينية،‭ ‬وقد‭ ‬قطعت‭ ‬شوطا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة،‭ ‬ومازالت‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استكمال‭.. ‬وبعد‭ ‬هذا‭ ‬الانجاز‭ ‬بدأت‭ ‬مشوار‭ ‬حياتي‭ ‬العملية‭ ‬بكل‭ ‬حماس‭.‬ بعد‭ ‬التخرج؟ بعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬البلديات‭ ‬كمهندسة‭ ‬مدنية،‭ ‬وبدأت‭ ‬كمهندس‭ ‬تراخيص،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬ديزاين‭ ‬أوفيس‭ ‬كمسؤول‭ ‬عن‭ ‬الحدائق‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ثم‭ ‬عدت‭ ‬كمهندس‭ ‬أول‭ ‬في‭ ‬البلديات،‭ ‬وتنقلت‭ ‬بين‭ ‬البلديات‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬متعددة،‭ ‬ما‭ ‬جعلني‭ ‬أتمتع‭ ‬بخبرة‭ ‬تراكمية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬كالبناء‭ ‬والسجلات‭ ‬والاعلانات‭ ‬والتراخيص‭ ‬وغيرها،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬تراخيص‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬البلدية‭ ‬الشمالية،‭ ‬ثم‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الخدمات‭ ‬الفنية‭ ‬ببلدية‭ ‬المنطقة‭ ‬الوسطى،‭ ‬وبعد‭ ‬إلغائها‭ ‬تم‭ ‬تعييني‭ ‬مديرا‭ ‬في‭ ‬البلدية‭ ‬الشمالية،‭ ‬ثم‭ ‬مديرا‭ ‬عاما‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬تقريبا‭ ‬على‭ ‬أجمل‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬حياتي‭.‬ ما‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬الحدث؟ لعل‭ ‬أجمل‭ ‬شيء‭ ‬حدث‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬هو‭ ‬ترشحي‭ ‬لنيل‭ ‬وسام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للكفاءة،‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬نقلة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مشواري،‭ ‬فقد‭ ‬شعرت‭ ‬بأنه‭ ‬جاء‭ ‬لتتويج‭ ‬مسيرة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والمثابرة‭ ‬والعمل‭ ‬الدؤوب،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬تعكس‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬لوطني‭ ‬الذي‭ ‬يدعم‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية،‭ ‬ويوفر‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬اعتمادا‭ ‬على‭ ‬الكفاءة‭ ‬والإنتاجية،‭ ‬وليس‭ ‬الجنس،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الوسام‭ ‬بمثابة‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التحدي‭ ‬لمواصلة‭ ‬المسيرة‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وثبات‭ ‬وعطاء‭.‬ هل‭ ‬واجهت‭ ‬أي‭ ‬صعوبات‭ ‬تتعلق‭ ‬بكونك‭ ‬امرأة؟ لا،‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬أن‭ ‬واجهت‭ ‬أي‭ ‬عثرات‭ ‬أو‭ ‬مشاكل‭ ‬لكوني‭ ‬امراة،‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬المراة‭ ‬تصلح‭ ‬للعمل‭ ‬البلدي‭ ‬مثلها‭ ‬مثل‭ ‬الرجل،‭ ‬بل‭ ‬أثبتت‭ ‬كفاءة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وأجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬هو‭ ‬ارتباطه‭ ‬مباشرة‭ ‬بمساعدة‭ ‬الآخرين،‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬لهم،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬أستمتع‭ ‬به‭ ‬بشدة،‭ ‬وورثته‭ ‬عن‭ ‬أبي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المجال،‭ ‬ويتفاني‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬رسالته،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬علمني‭ ‬حب‭ ‬خدمة‭ ‬الناس‭ ‬والتلذذ‭ ‬بذلك،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬دوما‭ ‬عونا‭ ‬للجميع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬خدمية‭.‬ ماذا‭ ‬عن‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬الرجل؟ المنافسة‭ ‬موجودة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬وقد‭ ‬واجهت‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مجالي،‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تمثل‭ ‬أي‭ ‬عقبة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬بل‭ ‬حافز‭ ‬قوي‭ ‬نحو‭ ‬إثبات‭ ‬الذات،‭ ‬والعمل‭ ‬المضاعف،‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬المواصلة،‭ ‬فأي‭ ‬موقع‭ ‬عملي‭ ‬يمثل‭ ‬لي‭ ‬شرف‭ ‬أخدم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬وطني،‭ ‬الذي‭ ‬مهما‭ ‬قدمت‭ ‬له‭ ‬أظل‭ ‬مقصرة‭ ‬في‭ ‬حقه،‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬موظف‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬مهنته‭ ‬فهي‭ ‬تمثل‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬بلده‭. ‬ في‭ ‬رأيك‭.. ‬متى‭ ‬تفشل‭ ‬المرأة؟ أنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬تفشل‭ ‬بقرار‭ ‬منها،‭ ‬وذلك‭ ‬إذا‭ ‬تحلت‭ ‬بالضعف‭ ‬واستسلمت‭ ‬لأي‭ ‬ظروف‭ ‬أو‭ ‬عقبات‭ ‬أو‭ ‬تحديات،‭ ‬ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أننا‭ ‬جميعا‭ ‬قد‭ ‬نمر‭ ‬ببعض‭ ‬الاحباطات‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬أو‭ ‬فترات‭ ‬معينة،‭ ‬ولكنها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬دافعا‭ ‬وحافزا‭ ‬لنا،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تصقل‭ ‬شخصياتنا،‭ ‬وحين‭ ‬نتجاوزها‭ ‬نصبح‭ ‬أقوى‭ ‬مما‭ ‬سبق،‭ ‬بل‭ ‬تحدث‭ ‬تاثيرا‭ ‬إيجابيا‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشواري‭ ‬وتعرفي‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬الآخرين،‭ ‬والتحلي‭ ‬بخبرات‭ ‬متنوعة‭ ‬مكنتني‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬عثرات‭ ‬واجهتني‭. ‬ هل‭ ‬تعرضت‭ ‬لأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإحباطات؟ جميعنا‭ ‬معرضون‭ ‬لذلك،‭ ‬وانا‭ ‬دائما‭ ‬مع‭ ‬النقد‭ ‬الموضوعي‭ ‬البناء،‭ ‬ولست‭ ‬مع‭ ‬تضخيم‭ ‬الأمور‭ ‬وإحداث‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬البلبلة،‭ ‬فأي‭ ‬نقد‭ ‬بناء‭ ‬هو‭ ‬هدية‭ ‬من‭ ‬صاحبه‭ ‬نستفيد‭ ‬منه‭ ‬ونسترشد‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬عملنا،‭ ‬ولكل‭ ‬مواطن‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬إبداء‭ ‬رأيه‭ ‬بالأسلوب‭ ‬اللائق،‭ ‬وقد‭ ‬استحدثت‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬يوم‭ ‬العميل‮»‬‭ ‬لاستقبال‭ ‬المراجعين‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬9‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬صباحا‭ ‬لابداء‭ ‬ملاحظاتهم‭ ‬أو‭ ‬استفساراتهم،‭ ‬وللتعرف‭ ‬على‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬ومتطلباتهم،‭ ‬والتحاور‭ ‬معهم،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬أربعاء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬اسبوع،‭ ‬ولكن‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬ظروف‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬إلى‭ ‬فيديو‭ ‬كول،‭ ‬وهنا‭ ‬تبرز‭ ‬أهمية‭ ‬الاستخدام‭ ‬الصحيح‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وقت‭ ‬الأزمات،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭.‬ كيف‭ ‬ترين‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية؟ أنا‭ ‬أرى‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مرتبة‭ ‬متقدمة‭ ‬جدا‭ ‬مقارنة‭ ‬بمثيلاتها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولا‭ ‬ينقصها‭ ‬شيء،‭ ‬وأشعر‭ ‬بفخر‭ ‬شديد‭ ‬تجاه‭ ‬تطبيق‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬الذي‭ ‬نلمسه‭ ‬واقعيا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬اليوم،‭ ‬فنحن‭ ‬نساء‭ ‬البحرين‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬مناخ‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬والانجاز‭ ‬والابداع،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬المهمة‭. ‬ من‭ ‬يقف‭ ‬وراء‭ ‬نجاحك؟ لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬كثيرا‭ ‬فيما‭ ‬حققته‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬مشواري،‭ ‬وفيما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬مكانة،‭ ‬أهمها‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬زوجي‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬خطوتها،‭ ‬وحرصه‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغوطات‭ ‬الواقعة‭ ‬علي،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬معينة،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬أخرى‭ ‬مكنتني‭ ‬من‭ ‬الاستمرارية‭ ‬والمواصلة‭ ‬بقوة‭ ‬مثل‭ ‬تمتعي‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الوقت،‭ ‬وحرصي‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بمسؤولياتي‭ ‬تجاه‭ ‬أسرتي‭ ‬حتى‭ ‬الأوقات‭ ‬الصعبة‭ ‬والموازنة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬مهامي‭ ‬العملية،‭ ‬حتى‭ ‬إنه‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الآخر‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬قراءاتي‭ ‬المتعددة‭ ‬والمتنوعة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬فيما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬نجاح‭.‬ ما‭ ‬هي‭ ‬أجمل‭ ‬القراءات‭ ‬التي‭ ‬تأثرت‭ ‬بها؟ لقد‭ ‬كنت‭ ‬شغوفة‭ ‬بشدة‭ ‬لقراءة‭ ‬كتب‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭ ‬وفن‭ ‬تحليل‭ ‬الشخصيات،‭ ‬وتعلم‭ ‬المهارات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وكلها‭ ‬أمور‭ ‬أفادتني‭ ‬بشدة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مواقع‭ ‬العمل،‭ ‬ومن‭ ‬أكثر‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬تأثرت‭ ‬بها‭ ‬فعليا‭ ‬كتاب‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬حافة‭ ‬الثقة‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬منحني‭ ‬إياه‭ ‬معهد‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬أثناء‭ ‬التحاقي‭ ‬بكورس‭ ‬لديه‭ ‬عن‭ ‬القيادة،‭ ‬وتعلمت‭ ‬منه‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكاميرا‭ ‬والاستعداد‭ ‬للقاءات‭ ‬شكلا‭ ‬ومضمونا،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الكتاب‭ ‬انني‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬أكون‭ ‬موثوقا‭ ‬بي‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬أكون‭ ‬محبوبة،‭ ‬لأن‭ ‬الثقة‭ ‬تجلب‭ ‬الحب،‭ ‬وإذا‭ ‬هدمت‭ ‬ضاعت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬بنيناها‭.‬ ما‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬قيمة‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬تعليمها‭ ‬لأبنائك؟ أكثر‭ ‬قيمة‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬غرسها‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائي‭ ‬هي‭ ‬الولاء‭ ‬للوطن،‭ ‬والانتماء‭ ‬إليه،‭ ‬والابداع‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬العطاء‭ ‬له،‭ ‬وبذل‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬رخائه‭ ‬ورقيه‭ ‬وحمايته،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تربية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬مناهج‭ ‬يتم‭ ‬تدريسها،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بترجمة‭ ‬هذا‭ ‬الولاء‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬والى‭ ‬سعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النهوض‭ ‬ببلدنا‭ ‬والسمو‭ ‬به‭ ‬وازدهاره،‭ ‬فكلمة‭ ‬الوطن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬تعني‭ ‬الكثير‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أنقله‭ ‬إلى‭ ‬أبنائي‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافرهم‭.‬

مشاركة :