ألقت التقلبات الجوية في البحر الأحمر وتردي الأوضاع الأمنية في اليمن بظلالها على أسعار الأسماك لمدن الساحل الغربي في المملكة عموما، وجدة خصوصا، بعدما توقف التصدير من الجانب اليمني في ظل زيادة الطلب على الأسماك المحلية التي تواجه نقصا في المعروض. وفي جولة ميدانية لـ"الوطن" على سوق السمك المركزية بوسط جدة، اشتكى العديد من الصيادين والمستهلكين من ارتفاع الأسعار التي بلغت مستويات قياسية. وقال أقدم صيادي "البنجلة" العم غانم، ويملك محلا لبيع الأسماك إن الأسعار تشهد هبوطا وارتفاعا بناء على حراج بيعها، المعتمد على الكمية. وشكل "الحريد، والناجل، والهامور، والناجل طراد"، أكثر الأنواع التي تشهد تغيرات في عمليات البيع في السوق، بالإضافة إلى الشعور الذي يوجد منه 16 نوعا أشهرها ديراك، والنجار، وشعور القمر، وشعور الكراسيد، والفارس، والصرع، ويبدأ سعر الكيلو منها بـ40 ريالا لتتجاوز الـ70 ريالا. وتشهد السوق الحراج الرسمي بعد صلاة الفجر على الأسماك المستوردة والمحلية، في دكات "أماكن الحراج" بينما يوجد حراج آخر يسمى حراج الطروة تباع فيه الأسماك المحلية الطازجة. وتباع الأسماك المستوردة في الحراج الرسمي بالكيلو أو بالصندوق والتي تأتي غالبا من سلطنة عمان واليمن، أما المحلي فيباع بالشكة أو القلم في حراج الطروة. إيقاف الاستيراد ويؤكد نائب رئيس شيخ طائفة الصيادين سابقا، المحرج معتوق أحمد أن إيقاف الاستيراد من اليمن أحد أهم أسباب رفع الأسعار، وأن السوق كانت تستقبل من 30 إلى 35 سيارة يوميا حمولة كل سيارة خمسة أطنان، أي أن مجموع الأسماك المستوردة من اليمن تتراوح من 150 إلى 175 طنا. وعن صلاحية السمك يقول معتوق إنه في حال حفظه بطريقة التبريد فيستمر لمدة 10 أيام طازجا ولا يتغير، أما إذا حفظ بطريقة التجميد فيستمر طازجا من 6 أشهر إلى سنة، مشيرا إلى أن السعوديين يقبلون على طلب الناجل، والسيجان، والهامور، والشعور بأنواعه، والقمبري، والحبارة، والكابوريا. اختلاف الأسعار وتختلف الأسعار على حسب الحراج والكمية، فالسيجان والشعور مثلا الشكة تبدأ من 40 ريالا وترتفع حسب المزايدة، أما الحريد فتبدأ شكته التي تحوي ثلاث سمكات تقريبا بـ100 ريال وترتفع لتصل إلى 185 ريالا تقريبا. أما غير السعوديين يطلبون الأسماك الصغيرة البوري، والبولطي، بالإضافة إلى الكابوريا والأخطبوط والحبارة، ويحرصون على شرائها إما من الحراج أو من أحد المحال الموجودة في السوق. وحمل معتوق الموردين وأصحاب المحال الكبيرة أسباب ارتفاع الأسعار، بسبب عدم وجود رقيب عليهم. وأوضح مدير إدارة سوق السمك المركزية بجدة فواز الحربي أن سوق السمك بجدة تعد من الأسواق الحيوية والمهمة في منطقة مكة المكرمة، وأن أمانة محافظة جدة ممثلة في إدارة سوق السمك تسعى جاهدة إلى تطوير السوق والبحث عن حلول للمشكلات التي تواجه الصيادين ومرتادي السوق. من جانب آخر، نبهت هيئة الأرصاد وحماية البيئة الصيادين ومرتادي البحر إلى متابعة نشراتها بسبب تقلبات الجو وعدم خوض غمار البحر في فترات الإنذار، كما يمنع حرس الحدود الصيادين من النزول للبحر في الأوقات التي تحددها الإرصاد وتشهد تقلبات جوية من أجل سلامة الصيادين.
مشاركة :