كتبت- منال عباس: كشف السيد راشد الدوسري المدير التنفيذي لمركز الاستشارات العائليّة أن 52 % من الخلافات الزوجيّة التي يستقبلها المركز تنتهي بالصلح، لافتًا إلى سعي المركز بأقسامه المختلفة لرفع تلك النسبة وتقليل حجم القضايا الأسريّة التي تشهدها دائرة الأحوال الشخصيّة بالمحكمة الكلية سنويًا، وما يتبعها من آثار اجتماعيّة على استقرار الأسرة والأبناء. وأشار إلى أن تعنّت بعض الأسر وراء لجوء الزوجين للمحاكم، لكنها سرعان ما تعود للمركز طلبًا للإصلاح. وأعلن عن انطلاق دورات تدريبية لتدريب الاختصاصيين والمرشدين على معايير الجودة للممارسة الأخلاقية والمهنية للإرشاد الزواجي والأسري، حيث بدأوا يعملون وفقًا لما جاء فيها، وسيكون هنا متابعة ذاتية من المرشد نفسه لقياس مدى جودة العمل الذي يقدّمه. وأكّد أن المركز يسعى عبر رسالته لتحقيق الأهداف الإستراتيجية خلال الخمس سنوات المقبلة، حيث يهدف لخلق أسر متماسكة ومستقرة، وتعزيز لغة الحوار وتقريب وجهات النظر في حل الخلافات الزوجية، لافتًا إلى أن المركز يستقبل ما بين 5 آلاف إلى 6000 حالة سنويًا عبر أقسامه الثلاثة. وأشار إلى سعي المركز لاعتماد كافة البرامج التي ينفذها دوليًا، لافتًا إلى أن تعدد الخدمات منح المركز الخصوصية والطابع الفريد، وأن كثيرًا من المراكز الإقليمية تخصص مركز لكل خدمة، مثل الرعاية الوالدية، والاستشارات. وأكّد امتلاك المركز قاعدة بيانات منذ تأسيسه تقوم على رصد الحالات وتحليلها وتوثيقها، لتطوير الإحصائيات بشكل مستمر والتي يستفيد منها الباحثون والمختصون محليًا وإقليميًا.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: > ماهي الخطط التي يعمل المركز الآن على تنفيذها ؟ -- نعمل وفق خطة إستراتيجيّة، تتضمن مشاريع يتم تنفيذها سنويًا، بهدف الوصول إلى الأهداف التي نطمح إليها، ونأمل بعد الخمس سنوات القادمة، ومع نهاية تنفيذ الإستراتيجية الحالية، أن تكون جميع برامج المركز وخدماته التي يقدمها معتمدة اعتمادًا دوليًا، من منظمات دولية معترف بها. > الآن وبعد هذه السنوات هل وصل المركز إلى مرحلة النضج ؟ -- أرى أن المركز ومن خلال الخبرات التراكمية التي تحققت له، أصبح لا يتحدث عن النضج فقط، بل في مرحلة نقل الخبرات ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى الخليجي والإقليمي والعربي، وأصبحنا الآن مصدرًا لكثير من الجهات التي ترغب في الحصول على خبرات المركز التراكمية، في عدة مجالات، والمركز له صفة أعطته طابعًا مهمًا جدًا، وتتمثل في تعدّد الخدمات التي يقدمها، والتي من بينها خدمات للطفل، وللمتزوجين، وللمقبلين على الزواج، وللأسرة. مراكز متخصصة > هل نحتاج لمراكز أكثر تخصصًا ؟ -- تعدّد الخدمات منح المركز الخصوصية والطابع الفريد، والآن كثير من المراكز على المستوى الإقليمي تخصص لكل خدمة مركزًا، وعلى سبيل المثال تجد هناك مركزًا للرعاية الوالدية، ومركزًا منفصلًا للاستشارات، وغيرها، بينما العمل التكاملي الذي يتم في مركز الاستشارات العائلية يعتبر فريدًا من نوعه، لهذا نحرص دائمًا على تشجيع الموظفين ورفع معنوياتهم، بالإشارة إلى أن عمل قسم بالمركز بما لديه من عملاء، يعادل عمل مؤسسة حكومية كبيرة. 6 آلاف حالة > كم يبلغ عدد الحالات التي يستقبلها المركز سنويًا؟ -- يصل عدد الحالات التي تسقبلها الأقسام الثلاثة للمركز ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف سنويًا، ويضم المركز 3 أقسام، وهي الإدارة الرئيسية، والرعاية الوالدية، والاختبارات والمقاييس. أما القسم الرئيسي فيضم 4 إدارات تشمل الاستشارات عن بُعد، والتوجيه والإرشاد الحضوري، والإصلاح الأسري، وهو إصلاح ذات البين للحالات التي تحال من المحكمة. وهناك قسم الرعاية الوالدية، وقد استحدث قسم جديد لأول مرة وهو قسم الاختبارات والمقاييس الذي نصّ عليه دليل معايير وأخلاقيات المهنة، الذي ينصّ على ضرورة وجود قياس وتقويم في العملية الإرشادية، والتي وضعت في الهيكل التنظيمي الجديد. الحلول الودية > هل هناك حالات كثيرة تحول من المحكمة للمركز بهدف إصلاح ذات البين؟ -- يقوم المركز بجهد كبير تجاه الحالات التي تحول من المحكمة، إلا أن الأكبر من ذلك أن عملاء المركز لا يضطرون لمراجعة المحكمة مرّة أخرى، والمركز دائمًا يشدد على عملائه بأن يكون اللجوء للمحكمة في آخر المطاف عندما لا توجد حلول، ويعتمد على الحلول الودية باعتبار أن هذا المركز بمثابة الوسيط الذي وضعته الدوله لتقديم خدمات متميزة، للأسر من أجل إصلاح ذات البين، وخلق أسر قوية خالية من التصدّع والتفكك. > هل يواجه المركز حالات متعنتة وغير متعاونة للوصول للإصلاح؟ -- هذا أمر طبيعي، نحن في مجتمع متعدد الأفكار والاتجاهات والثقافات، وهناك بعض الحالات التي تتعنت وتصل إلى المحكمة، إلا أن في آخر المطاف ترجع مرة أخرى للمركز، بعد الوصول إلى مرحلة الرضوخ إلى الأمر الواقع، نؤكد أن أي مشكلة أسرية تعتبر ذات أهمية عالية لدى المركز، والخلل فيها لايعني الخلل في الأسرة فقط بل المجتمع. نسبة الطلاق > بعد هذه الجهود هل نأمل في تراجع نسبة الطلاق؟ -- أكيد.. ونحن نرصد أن نسبة الصلح في جميع الأقسام تجاوزت الـ 50%، وآخر إحصائية كانت 52% على مستوى جميع الأقسام، وليس قسم إصلاح ذات البين فقط، بل على مستوى تقديم الخدمة، ونشير إلى أن عملاء المركز بالمئات، وبالتالي فإن هذه الخدمات التي تقدم ستقلل من نسبة الطلاق في المجتمع، ونشير إلى أن الأهم من الطلاق مشكلة التفكك الأسري، وبالتالي ستقل أيضًا نسبة التفكك الأسري على مستوى الدولة. > هل لديكم رؤية للوصول إلى الأسرة النموذجية في المستقبل ؟ -- ليس هناك ما يسمى بالنموذجي على مستوى الأسرة، لكن نسعى لكي نحقق وجود أسرة مستقرة في المجتمع، وفي كل الأسر توجد هناك خلافات، إلا أن كانت الأسرة مستقرة تستطيع بلاشك التأقلم مع الخلافات، وفي كيفية إدارتها وفق أسلوب محدد، لتفهم المشكلات وكيفية القضاء عليها. معايير الجودة > تم مؤخرًا تدشين دليل معايير الجودة للممارسة الأخلاقية والمهنية للإرشاد الزواجي والأسري.. فماهي الخطوة القادمة؟ -- هذه المعايير سيتمّ تبنيها على مستوى الدولة بحيث تترجم إلى ميثاق أخلاقي لمعايير الجودة في الممارسة الأخلاقية في الإرشاد الزواجي والأسري، بحيث لايعمل أي مرشد في هذه المهنة إلا وفقًا لهذه المعايير المعتمدة، ونطمح للوصول لمستوى آخر من المعايير المكانية، ومواصفات المكان الذي تقدم فيه خدمة الإرشاد الأسري والزواجي، والوصول إلى هذا المستوى بحيث نكون قد وضعنا المرشد الأسري في مستوى الاهتمام والأمانة التي يتولاها، لا سيما أنه سيكون بين يديه مستقبل أسرة كاملة زوج وزوجة وأبناء، وقد يكون فيها كبار سنّ وغيره. تدريب المرشدين > هل سيتم تدريب المرشدين بالمركز على هذه المعايير ؟ -- بدأ المركز منذ فترة تدريب الاختصاصيين والمرشدين على هذه المعايير، حيث بدأوا يعملون وفقًا لما جاء فيها، وسيكون هنا متابعة ذاتية من المرشد نفسه لقياس مدى جودة العمل الذي يقدمه، وهذا ما يسعى المركز للوصول إليه، وسيقدم المركز من خلال هذا الدليل خلاصة خبراته المهنية وممارساته العملية لمهنة الإرشاد الزواجي والأسري على مدار عشر سنوات كمساهمة وطنية علمية لإرساء قواعد ممارسة هذه المهنة السامية على أسس علمية ومهنية وأخلاقية سليمة. > ماذا بعد عملية الدمج ؟ -- الأمور تسير وفقًا للخطط والإستراتيجيات الموضوعة، وكل مركز قائم بذاته من حيث الإدارة والتوجيه، من قبل المؤسسة القطريه للعمل الاجتماعي، وخلال الشهور القليلة الماضية، نشهد كمًا هائلًا من الدعم والتوجيه، والدليل على ذلك الإنجازات الكبيرة التي ظهرت من قبل جميع المراكز والمؤسسات التي تعمل تحت مظلة المؤسسة الأم، التي لها دور ناضج ومقدر لعمل المراكز وإمكاناتها، بمعرفة تامة بأسلوب إدارة هذه المؤسسات والطرق المثلى المتبعة في أنظمتها الأساسية. وحقيقة، إن المركز يجد دعمًا قويًا ومساندة من سعادة السيدة منيرة المسند رئيس مجلس إدارة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، والرئيس التنفيذي السيدة آمال المناعي، والذي انعكس على أداء المؤسسات خلال الفترة الوجيزة الماضية، والدليل على ذلك التواجد المستمر والمشاركة الفاعلة في مناسبات وبرامج المركز، وهذا ما يبعث الأمل بأن القادم أفضل، ما يؤكد ذلك تحقيق الأهداف الإستراتيجية. قاعده البيانات > ماذا عن قاعده البيانات والإحصائية السنوية للمركز ؟ -- للمركز قاعدة بيانات منذ تأسيسه تقوم على رصد الحالات وتحليلها وتوثيقها، وهناك توثيق للملفات من أول ملف دخل المركز، كما نقوم على تطوير الإحصائيات بشكل مستمر، بمتطلبات جهاز الإحصاء، وترصد فيها جميع الملاحظات التي يتم رصدها، وقد كوّن المركز حتى الآن قاعدة بيانات كبيرة ورصيدًا معلوماتيًا وفكريًا، يستفيد منه الباحثون حتى على مستوى جامعة قطر، ومن دول الخليج، وأصبح الآن المركز مصدر إمداد للباحثين، والمهتمين والمختصين.
مشاركة :