أبوظبي في 22 سبتمبر / وام / يحتفي معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية بالصديق الوفي للإنسان الذي رافقه منذ آلاف السنين من خلال تنظيم مسابقة "جمال السلوقي" التي تهدف إلى تعزيز علاقة الجيل الجديد بركائز تراث الأجداد وتقاليدهم الأصيلة، وإتاحة الفرصة لمالكي السلوقي لعرض المهارات والخصائص التي تتمتع بها كلابهم . ودأب المعرض، الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، على تنظيم مسابقة سنوية لاختيار "أجمل كلب صيد" تقتصر المشاركة فيها على فئة "السلوقي العربي" إحدى أقدم سلالات الكلاب في العالم، والتي تعتبر رمزا لتقاليد الصحراء والصيد البري . وأعلنت اللجنة العليا المنظمة لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية عن إطلاق نسخة جديدة من مسابقة جمال السلوقي العربي، لهذا العام، أحد أشهر فعاليات السلوقي والكلاب عموما في المنطقة، وهي مخصصة للكلب السلوقي العربي حصرا، على أن يلتزم مالكو السلوقي بأن يكون الكلب المشارك لائقا صحيا وحاصلا على شهادة التحصين، وأن يحمل شريحة إلكترونية. وتقام الدورة الجديدة من المعرض، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات، خلال الفترة من 27 سبتمبر ولغاية 3 أكتوبر، تحت شعار "استدامة وتراث.. بروح متجددة"، وتحظى برعاية رسمية من هيئة البيئة - أبوظبي، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض، وراعي القطاع شركة "بينونة لتجارة المعدات العسكرية والصيد"، إضافة لرعاة الفعاليات كل من شركة "سمارت ديزاين"، شركة الفارس العالمية للخيم، نادي ظبيان للفروسية، و ARB-Emirates راع لقسم المركبات. وينظم المسابقة مركز السلوقي العربي في أبوظبي، الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، والذي يهدف إلى إحياء رياضة الصيد بالكلاب السلوقية والمحافظة على تقاليدها والاستعانة بها في الصقارة، وحفظ السلالات الأصيلة، وتزويد المهتمين بالمعرفة اللازمة وكيفية الاهتمام بها ورعايتها، وتدريبها والعناية الصحية بها وإكثارها وزراعة الشرائح التعريفية، وكذلك تسجيل المواليد وإصدار جوازات السفر وشهادات النسب لها، وإجراء ترتيبات التنقل والسفر وفق القوانين المعتمدة. وحظيت المسابقة في الدورات الماضية، بإقبال واسع واهتمام ملموس، حيث استقطبت عشاق ومحبي السلوقي من دولة الإمارات ودول الخليج العربي، وجذبت عشرات الآلاف من الزوار والسياح من مختلف الفئات العمرية، نظرا لما تتمتع به من قوة وذكاء وولاء ومهارات عالية، خاصة وأن المسابقة تختلف عن مسابقات الكلاب الأخرى في العالم، والتي تركز فقط على المظهر الخارجي، إذ تهتم مسابقة معرض أبوظبي للصيد أكثر بشخصية كلب الصيد ومهاراته وردود فعله واستجابته الحسية. وتشمل معايير التقييم والتحكيم الدقيقة، مواصفات السلالة التي ينحدر منها الكلب المشارك، السلوك /كالمشي والركض/، المظهر العام /كالرأس، العين، الأنف، الفم، الأذن، الأسنان والفك/، البنية والشكل /الحجم، الرقبة، الأكتاف، الصدر، الظهر والذيل/، والمظهر /الجلد، اللون، الحركة، والأرجل/، إضافة لمهارات الصيد والمطاردة والانطباع العام والسمات النفسية. وتتضمن المسابقة أربع فئات هي : شوط "الذكور من نوع الحص"، شوط "الذكور من نوع الأريش"، شوط "الإناث من نوع الحص"، وشوط "الإناث من نوع الأريش". يذكر أن السلوقي جزء هام من تراث الصيد العربي، وقد عرفه العرب منذ القدم وقاموا بتربيته والعناية به، وسلالته معروفة منذ أكثر من سبعة آلاف سنة، وتتميز كلاب الصيد السلوقية بقدرات استثنائية على التحمل وبالذكاء والوفاء. ويصنف السلوقي ضمن نوعين رئيسين هما: الأريش /الهدبا/ ذو الشعر الطويل، والأملس /الحص/ ذو الشعر الخفيف، وموطن كلب الصيد الأصيل هو الجزيرة العربية ومصر والعراق وسوريا والأردن، وله سلالات كثيرة، وأهمها في المنطقة وفي مركز السلوقي العربي بأبوظبي /شديد، ذيبان، طراح، قناص/ من فئة الحص، و/لحاق، ضبيان، خطاف/ من فئة الأريش. ويستخدم كلب الصيد العربي في رياضة الصيد بمشاركة الصقور، كما يستخدم في المراقبة والحراسة، وهو يعيش من 16-18 سنة، والسلوقي وفي في طبعه، يحرس صاحبه ويحمي داره ولا يصطاد إلا في صحبته، وتستطيع الكلاب السلوقية الركض بسرعة تصل إلى 75 كيلومترا في الساعة. كان السلوقي يلعب دورا مهما أثناء رحلات الصيد، وذلك لقدرته على إيجاد الفريسة التي أصابها الصقر، والمختبئة وسط الشجيرات أو الحشائش الطويلة أو في مخابئ أخرى، وهكذا تتعاون كل من الصقور والكلاب السلوقية للإمساك بالفريسة المختبئة.
مشاركة :