حل بالعاصمة الجزائر أمس الأول الوزير الأول التونسي الحبيب الصيد في زيارة تستغرق يومين هي الثانية له منذ وصوله الحكومة التونسية مطلع العام الجاري. وينتظر أن تتوج الزيارة الرسمية لرئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد إلى الجزائر بالتوقيع على عدة اتفاقات تعاون وبتقييم العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية على إثر جلسات الدورة ال20 للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية التونسية. كما ستتطرق المحادثات بين الحبيب الصيد ونظيره الجزائري عبد المالك إلى عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بتطور الوضع في المنطقة وخاصة الجانب الأمني الذي يعد من أكثر المجالات التي تحظى باهتمام الجانبين والتي تشهد بحسب الملاحظين شراكة متينة بين الطرفين وتنسيقا لافتا بين المؤسسات العسكرية والأمنية في البلدين الجارين بالنظر إلى الخطر الإرهابي الذي بات يؤرق البلدين ويهدّد المنطقة إقليميا. وتأتي زيارة الصيد إلى الجزائر في ظرف تشهد العلاقات بين البلدين حالة من الشد والجذب على خلفية تصريحات مسئولين تونسيين أثارت حفيظة الجزائريين ومعها الأوساط الإعلامية والحزبية عقب تحميل وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني الجزائر مسؤولية تنامي النشاط الإرهابي في جبل الشعانبي الواقع على الحدود المشاركة بين البلدين وإطلاق مسئول حزبي تونسي "حزب التحرير السلفي" اتهامات باتجاه الجزائر ويقول "إنها مصدّر للإرهاب". وتسود حالة من القلق الصامت بين العاصمتين منذ أعلنت واشنطن خلال زيارة السبسي للبيت الأبيض عن منح تونس صفة حليف رئيسي غير عضو في حلف شمال الأطلسي إثر التوقيع عن اتفاق تعاون عسكري بين الولايات المتحدة وتونس وحديث تقارير أمنية سربتها صحف محلية عن عزم واشنطن نشر طائرات أمريكية من دون طيار من نوع «ريبر» بإحدى مناطق المثلث الحدودي مع ليبيا والجزائر المتخوفة على أمنها وهي الجارة الحدودية لتونس والتي تربطها معها اتفاقيات تعاون عسكري وطيد بالأخص في مجال مكافحة الإرهاب في ظل تنامي نشاط تنظيم "داعش". زيارة الصيد للجزائر هدفها تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب
مشاركة :