نهضة زراعية تنقل واحة الأحساء إلى العالمية

  • 9/22/2021
  • 23:29
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مختصون في الزراعة أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- مع دخوله الأحساء حرص على النهوض بالزراعة بعد تحقيق الأمن والاستقرار بها، وتواصل هذا الاهتمام بتتابع الملوك لتعيش الأحساء نقلة كبيرة وتنوعا في مشاريعها الزراعية حتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-.توسع أفقي ورأسيقال الاستشاري الزراعي م. محمد الحمام: إن التوسع الأفقي والرأسي في الأحساء كان يمثل تحديا أمام الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي كان يراهن كثيرا على الاستقرار والأمن والأمان ومن ثم تنمية المشروعات الزراعية بالمملكة ومنها واحة الأحساء، وتمت الاستعانة بالخبرات الفنية المتخصصة وكان من الأوليات افتتاح المدرسة الزراعية لتخريج جيل يساهم بنهوض العجلة الزراعية، ثم توالت المشاريع فتم إنشاء المشروع الإستراتيجي الأول «مشروع حجز الرمال» في عام 1382هـ، ومن ثم «مشروع الري والصرف» في عام 1392هـ، ويعتبران من أضخم المشاريع التنموية الزراعية والذي تزامن مع استقدام الخبرات الزراعية المتخصصة في الإرشاد الزراعي والبنك الزراعي ومركز الأبحاث وتوزيع الأراضي.وتوالت الإنجازات في ظل قادة البلاد، ولم تتوقف عجلة التطور، بل تم إقرار أفضل رؤية بتاريخ المملكة رؤية 2030، وعنوانها تنويع مصادر الدخل غير النفطية والزراعة في طليعتها، وستجني المملكة بمشيئة الله ثمار ما زرعته من هذه الرؤية تحت مظلة قائد العزم والحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-.وأضاف: إن الأحساء تتميز بوجود عشرات الآلاف من مساحات الأراضي، وتشتهر بزراعة النخيل والليمون والأترنج والأرز الأحسائي والباميا وكذلك وجود مشاريع متخصصة لزراعة الخضار ومشاريع الثروة الحيوانية «أبقار، دواجن، بيض المائدة، ألبان» وهذا نتاج اهتمام الدولة بالأمن الغذائي.استعادة الأمن والاستقرارأضاف الخبير الزراعي بوزارة البيئة والمياه والزراعة وعضو اللجنة الزراعية بغرفة الأحساء عبدالحميد الحليبي، إن الأحساء واحة نخيل وسلة غذائية للجزيرة العربية في وقت كانت النخيل غير منتشرة إلا في بعض المواقع المحدودة في نجد والحجاز، وكانت مطمعا لقطاع الطرق والجائعين، وبعد اهتزاز الأمن في الدولة العثمانية، هيأ الله صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- لتوحيدها وأن يؤمن أهلها لما وجد فيه -يرحمه الله- من قدرات عقلية وذكائية وفكرية ودينية وتمسك بالدين وحب للغير، وكان من أهدافه استرداد الأحساء باعتبارها سلة غذاء يتزود بها الجيش، وهو ما تحقق لتقر أعين الأهالي ببيوتهم وبساتينهم ونعمهم حيث كان قبل دخول المؤسس تنتشر جرائم السطو على أطراف الهفوف والمبرز، واستقر الحكم وأتى من بعه أبناؤه القادة وواصلوا تحقيق أهدافهم حتى هذه اللحظة من خلال مشروع الري والصرف ومصنع التمور ومركز النخيل والتمور ودعم المزارعين. وبين أن واحة الأحساء أكبر واحة في العالم حيث تبلغ مساحتها حوالي 85.4 كيلومتر مربع، وتضم أكثر من 3 ملايين نخلة، والتي تتغذى من طبقة مياه جوفية ضخمة ومروية من خلال تدفق أكثر من 280 بئرا أرتوازية، مما يسمح بالزراعة على مدار السنة في منطقة صحراوية رملية.مؤسسات للتدريب والأبحاثأكد رئيس لجنة التنمية الزراعية بغرفة الأحساء صادق الرمضان، أنه مع دخول المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- للأحساء ومن بعده أبناؤه قادة مملكتنا الغالية حظيت باهتمامات كبيرة شكلت انعكاسا كبيرا على التطور والنمو الزراعي، وتم إيجاد مجموعة من المؤسسات المتعلقة بالزراعة ولكل منها خدمات جليلة ومن ذلك المؤسسة العامة للري، ومكتب الزراعة، وصندوق التنمية الزراعي، ومركز أبحاث النخيل والتمور.ولفت إلى امتلاك مشروع فريد تأسس في الستينيات من القرن الماضي وهو مشروع «الري والصرف»، ولا تزال آثاره ممتدة إلى يومنا في إيصال المياه لكل المزارع بمقننات مائية، كما أوصل الطرق الفسيحة لكل القرى مما ساعد الأهالي على الخروج إلى المدينة ووصلتهم المدارس والمستشفيات.وأشار إلى وجود الجانب التعليمي الزراعي متمثلا بـ«كلية الزراعة» في جامعة الملك فيصل والتي تقدم الكثير ولها دور كبير جدا في تخريج المهندسين الزراعيين المدربين بشكل جيد، إضافة إلى مركز التدريب البيطري، وكذلك مكتب الزراعة وله دور تدريبي وتطويري، والمؤسسة العامة للري، وصندوق التنمية الزراعي، ومركز أبحاث النخيل. ونوه بوضع ميزانية ضخمة تجاوزت المليار ريال سعودي لتجديد مياه الخبر وإيصالها للأحساء في برنامج ريادي قد يعد الأكبر في العالم للاستفادة من المياه المجددة في مشروع زراعي ضخم، لافتا إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين لشراء التمور وأثره على اقتصاديات التمور في الأحساء، كما أن إنشاء مدينة الملك عبدالله للتمور كان لها دور في تنسيق وتطوير المبيعات.شبكة ري متطورةبين المهندس الزراعي أحمد العجاجي، أن واحة الأحساء فريدة تزدهر فيها الزراعة والحياة البشرية والاقتصادية منذ قرون رغم ظروف الصحراء القاسية المحيطة بها، وقد كان تميز الواحة جليا لساكنيها، وفي كتابات الرحالة التي زاروها خلال العصور الماضية، وأخيرا لأعضاء لجنة اليونيسكو حيث وافق أعضاؤها بالإجماع على إدراج الواحة ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونيسكو فرع التراث الثقافي في العام 1438هـ.وأوضح أن الواحة عاشت في توازن بيئي طبيعي خلال العقود الماضية، كما حظيت بالعديد من المشاريع الزراعية والتنموية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- بدأ بشق الطرق الزراعية خلال نخيل الواحة ثم مشروع الري والصرف وشبكته الجبارة من قنوات الري وقنوات صرف المياه الزراعية، ثم سفلتة الطرق الزراعية وتمديد الكهرباء خلال الواحة ليغطي جميع قرى الواحة، وأخيرا تغيير نظام الري والصرف إلى نظام المواسير المغطى وآخرا تغيير نظام الري الحقلي من الغمر إلى التنقيط.تنظيم وابتعاث المزارعينأشار المزارع علي النشمي «80 عاما»، إلى ما شهدته الواحة من نقلة نوعية، حيث كان هناك فوضى وهدر بالمياه، وبعد دخول المؤسس -يرحمه الله- بدأ الأمن والأمان والاستقرار وكان من أهم أولوياته هو الحرص على المزارع بالعمل على تنظيم الموارد المائية للمزارعين والمتابعة والتطوير ومعها بدأ التحول الزراعي التدريجي للأفضل لتنطلق معه النهضة الزراعية.ولفت إلى أن التحول الكبير كان بافتتاح مشروع الري والصرف الذي يعرف حاليا «المؤسسة العامة للري» والذي يعتبر أكبر هدية للأحساء ومزارعيها لمساهمته في النقلة الزراعية الكبيرة، والتي معها ترتبت حياة المزارعين وأوقاتهم واتسعت الرقعة الزراعية وزاد معها المحصول، كما حرصت حكومتنا الرشيدة في عهدي الملك خالد والملك فهد -يرحمهما الله- على ابتعاث مزارعين لدول زراعية مختلفة من أجل التعلم واكتساب الخبرات والعودة لخدمة البلاد، ومن ثم توالت جهود المملكة للحفاظ على الزراعة بإحضار خبراء في الزراعة للمساهمة في التطوير.

مشاركة :