يصادف اليوم، الخميس 23 سبتمبر، «اليوم الدولي للغات الإشارة»، الذي تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة، انطلاقاً من القيمة الكبرى لفئة اجتماعية تُعدّ شريكاً فاعلاً في مسيرة بناء الدولة ونهضتها، وهي فئة «أصحاب الهمم» التي تجد أقصى درجات الرعاية والدعم، في شتى المجالات. وجاء اعتماد الأمم المتحدة شعار «اليوم الدولي للغات الإشارة» للعام الجاري 2021، ليكون تحت عنوان «لغات الإشارة من أجل حقوق الإنسان»، تسليطاً للضوء على ضرورة تعزيز استخدام لغات الإشارة في مجالات الحياة جميعها، وهو الأمر الذي عملت على تحقيقه فعلاً دولة الإمارات منذ مدّة، فقد أطلقت «مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم» عدداً من المبادرات الداعمة لفئة الصمّ، أهمها «معجم لغة الإشارة الإماراتي للصمّ»، الذي يجمع مصطلحات لغة الإشارة المحلية، ويوثقها في معجم موحد، لتحقق الدولة بذلك إنجازاً نوعياً يُحسب لها في مجال تمكين «أصحاب الهمم»، وتحديداً فئة الصمّ منهم. وخلال السنوات القليلة الماضية، اعتمدت «مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم» مبادرات نوعية عدّة، خدمت فيها فئة الصمّ؛ فقد أطلقت ورش عمل لتعليم لغة الإشارة، وأسهمت في توفير مدربين متخصصين يعملون على تثقيف أفراد المجتمع حول «معجم لغة الإشارة الإماراتية». وأطلقت، بالتعاون مع دائرة القضاء في أبوظبي، خدمة توفير الترجمة الفورية بلغة الإشارة للمتعاملين والمراجعين من أصحاب الهمم من فئة الإعاقة السمعيّة، وغيرها الكثير من المبادرات التي تؤكد الحرص على تمكين الصمّ من حقوقهم الإنسانية كافة. وكان وما يزال «أصحاب الهمم» عمومًا، والصمّ خصوصاً، من الفئات التي توليها دولة الإمارات الرعاية الكبيرة؛ ذلك أن هذه الفئة تحتاج إلى حماية لهويتها اللغوية، وتسعى إلى إثبات نفسها بصفتها جزءاً أصيلاً من مكونات المجتمع الإماراتي القائم على التنوع الثقافي، وهو ما ينطبق على «مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم» التي تبنّت مجموعة مبادرات تنفّذ فيها توجيهات القيادة الرشيدة، الحريصة على تحقيق تنمية اجتماعية تضمن الحياة الكريمة لأفراد المجتمع. إن مظاهر الدعم والتمكين والرعاية المقدّمة لـ«أصحاب الهمم» في دولة الإمارات كثيرة، وذات أثر نوعي في حياة هذه الفئة الاجتماعية، التي لا تُعامَل على أسس من الشفقة، وإنما على اعتبار كونهم من بُناة الوطن، وأنهم مسهمون فاعلون في المسيرة التنموية للدولة، وهو ما استدعى عدم التهاون في تأمين حقوقهم الإنسانية كافة، كالتعليم والعمل والسكن. كما أن لهم أولوية قصوى في الحصول على خدمات صحية ووسائط نقل، تتفق مع إمكاناتهم وحاجاتهم، وتعزّز فيهم الطاقة الإيجابية، والحرص على العطاء والإنجاز. * عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
مشاركة :