دار الوفاء ومملكة العطاء - د. عبدالله بن ثاني

  • 9/23/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعانق هذه الذكرى الغالية (91) من يومنا الوطني لمملكتنا الحبيبة الصفحات الأولى من تاريخها المجيد والمسطر بالذهب لسنين الكفاح والتوحيد والمحفورة في نفوس أبناء هذا الوطن الأوفياء، سطرها مؤسس هذه البلاد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجالاته -رحمهم الله- بتضحياتهم مروراً بعهد أبنائه الملوك السابقين - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظهم الله ـ، نستحضرها كل عام لتستمد الأجيال منها العزم والإصرار على إكمال مسيرة الإنجاز الحضاري بين مجد تليد، وحاضر زاهر ومستقبل واعد واستلهام النجاح من مشروع الوحدة العظيمة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا من قبل وهي (المملكة العربية السعودية). نستحضر في هذا اليوم المجيد تجربة المملكة حتى صارت أنموذجاً يحتذى في المجتمع الدولي في مواجهة جائحة كورونا المستجدة والتي أضافت للعالم شواهد ومفاهيم مبتكرة وقيمًا إنسانية عالية في إدارة الأزمات، وقدمت أنموذجاً يجسد قيم وأخلاق المملكة قيادة وشعبًا في تعاملها مع تداعيات الموقف صحياً، واجتماعياً، واقتصادياً، فلم تفرق بين مواطن ووافد على أرض هذا الوطن الغالي، وكانت صامدة بخطى ثابتة أمام التحديات الإقليمية والعالمية والتي تعصف بالعالم في المحافظة على المكتسبات التنموية ومواصلة النمو لتصبح مملكتنا بمصاف الدول المتقدمة عالمياً وعلى مختلف الأصعدة لتثبت أنها منذ عهد المؤسس بدأت بالتحولات التنموية للوصول بتنويع مصادر الدخل وتعزيز القدرات الوطنية بطموح بلادنا بقيادة الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين بالإصلاح والتطوير ومحاربة الفساد إلى أفضل المراتب العالمية التي تصب باستمرار تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لـ(رؤية 2030) لوطنٍ طموح واقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي. ونحن نحتفي بهذا اليوم الغالي يحق لنا أن نفخر بما تحقق للمملكة من إشادة وإعجاب من الدول والمنظمات والهيئات الصحية العالمية على النجاحات التي تحققت لمواجهة الجائحة؛ وسيطرتها على فايروس كورونا ونزول عدد الإصابات، ووضع المملكة في مقدمة دول العالم الأكثر أماناً؛ وأسهم في تخفيف أثر الجائحة وانعكاسه على سرعة التعافي في كافة المجالات الاقتصادية، وهذا يأتي في إطار ما تحظى به المنظومة الصحية من دعم لا محدود من القيادة الرشيدة ـ حفظها الله ـ، ثم وعي والتزام المجتمع، فأصبح ينظر إلى هذا التفرد على أنه نجاح غير مسبوق، وأنموذج يجب على الدول التي ما زالت تعاني الاستفادة منه، وخاصة ما يتعلق بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، التي لم تحرم المواطن والمقيم من حرية التنقل، وممارسة العمل وعودة التعليم الجامعي والعام حضوريًا الذي يكشف بجلاء جهود وزارة التعليم لضمان استمرار العملية التعليمية دون توقف وبجودة عالية. ولا يسعنا في هذه الذكرى الغالية إلا أن نحمد الله ونشكره على ما مَنّ به علينا من حياة كريمة، ومن قيادة حكيمة، وأن نجدد العهد، ونصدق الوعد، وأن نقوي لحمة التماسك، وألا ندع لأي حاقد أو حاسد أن يخترق صفوفنا، وأن نكون يدًا واحدة متماسكة في وحدة وطنية بقيم وثوابت راسخة، تحقق طموحات ولاة أمرنا- أعزهم الله- وأن نغرس في نفوس الناشئة حب الوطن، وأن يحافظوا عليه وعلى مقدراته ومكتسباته، وأن نكون شركاء فاعلين في تحقيق الطموحات والتطلعات. سائلاً المولى لهذا الوطن الغالي مزيدًا من التقدم والتنمية والازدهار، وأن يحفظ علينا قيادتنا الرشيدة، وأن يمتعهم بالصحة والعافية، وأن يجزيهم خير الجزاء؛ لما يبذلونه لخدمة أبناء هذا الوطن الغالي، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء. ** ** - وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية

مشاركة :