حزنت وتألمت وأنا أتابع مباراة الاتحاد والنصر على الحال الذي وصل إليه عميد الأندية السعودية وشباكه تستقبل الهدف تلو الآخر.. فريق مبعثر يلعب بعشوائية يظهر في البداية كالأندية المبتدئة ثم يختفي عندما يشتد اللعب ويعود كالحمل الوديع، ولن ألوم اللاعبين ولا الجهاز الفني، فالأجواء التي يعيشها النادي لو اجتاحت أعتى أندية العالم لهزت أركانها، فالأمور في نادي الاتحاد تدار بعشوائية، وتتمحور تأثيراتها السلبية على الفريق الكروي، وتقع على رأس اللاعبين، لا فلوس ولا مستحقات وضغوط جماهيرية وإعلامية. عندما نتحدث عن العشوائية الاتحادية، فإننا لا نتكلم من فراغ، فبأي منطق توقع إدارة نادي الاتحاد عقدًا مع قائد الفريق أسامة المولد في الساعة الثالثة فجرًا، وهي سابقة لم تحدث في كافة أندية العالم، فإدارات الأندية هي من تصنع الانضباط داخل الفريق وتلزم اللاعبين بالنوم المبكر، لا أن تجتمع بهم وتوقع معهم في الثالثة فجرًا، وقس على ذلك كثيرًا من الأمور تدار بتلك العشوائية، فأي فائدة ترجى من أوضاع فوضاوية.. فالفوضى لا تصنع فريقًا جيدًا، ولا تقدم عملًا منظمًا، فهي لا تنتج إلا عملًا عشوائيًا وفريقًا مهترئًا. المحير هو تمسك إدارة الاتحاد بكرسي الرئاسة، ففي تاريخ النادي الوقور تعاقبت العديد من الإدارات، وكثير من الرؤساء أصحاب الفكر والمال قدروا رغبات الجماهير عندما طالبوهم بالرحيل وكانت كلمتهم واحدة «لن نقف في وجه جماهير العميد»، وما حدث لرئيس نادي الاتحاد المهندس محمد الفايز في منصة الشرائع أمر أحزنني كثيرًا ولا نقره ولا نتقبله، فهناك أساليب أخرى عبر قنوات نظامية يجب أن تتبع للاعتراض على الإدارة، ولكن أولى بالمهندس محمد فايز الذي تعاطفت معه كثيرًا وأنا أتابع ذلك المشهد، أن يكفي نفسه تلك المواقف المحرجة، ويعلن استقالته فهو شخص محترم ومن أسرة يحبها ويقدرها الاتحاديون، لا سيما أن أعضاء مجلس إدارته شطار في تركه وحيدًا يواجه الجماهير، ويكتفون بالظهور في المناسبات السعيدة.. توقيع عقود أو تصريحات متلفزة، أما المباريات والوقوف بجانب الفريق فلا وجود لهم، ونحن نقدر شجاعة المهندس محمد فايز وتواجده في المباريات إلى جانب فريقه، وهذه الشجاعة تفرض عليه أن يعلن قرار الرحيل، ومهما كان الاختلاف معه فهو رجل يقدر لسنه ولاجتهاده وإن أخطأ، لا سيما وأنه ليس مثل غيره، لا يبحث عن بطولة وهمية ولا شهرة مزيفة ولا يحمل ضغينة لأحد في قلبه، والمواقف أثبتت ذلك وهو على عكس غيره ممن أضاعوا هيبة الاتحاد ولا يزالون متمسكين ويريدون أن يديروا النادي من منازلهم أو من خلال «البشك» والمراكز. نور والجمهور قالت جماهير الاتحاد كلمتها، وبالأصح جددتها وأكدت على عشقها لقائدها الأسطوري في تلك الاحتفائية الكبرى في يوم المواجهة بين الاتحاد والنصر، وسجل التاريخ الكروي سابقة من نوعها أن يشجع جمهور فريقين لاعبًا واحدًا خلال المباراة نفسها، وأن يحييه المدرجان لحظة مغادرته الملعب..تاريخ كبير للأسطورة الاتحادية يقدره كل من يفهم في كرة القدم ومعاني الإخلاص والوفاء والعطاء، ولا يقدره من لا يفقه في هذه الأبجديات، لذلك أجمع الوسط الرياضي على أن ما حدث لنور مع ناديه الاتحاد أمر لا يتقبله منطق، وفي المقابل يريد أن يقنعنا به أشخاص عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد، ونور كان أيضًا وفيًّا للمدرج الذي قدم له الشهرة فكانت عبارته لجماهير النصر بليغة وهو يقول: «إن لم أكن وفيًّا للاتحاد فلن أكون وفيًّا معكم». ويقولون إن الوفاء بات عملة نادرة، وما شاهدناه في استاد الشرائع من وفاء المدرجين الاتحادي والنصراوي لنور أكد أن الوسط الرياضي وفيّ مع نجومه ورموزه. أحوال الأهلي ومن الاتحاد للأهلي فالأوضاع في القلعة الخضراء ليست على ما يرام، فهناك مستجدات لم نعهدها من قبل، وفي عصر التقنيات كل شيء بات ممكنًا ومتاحًا، فتصريحات فيكتور المنتقدة للمدرب بيريرا ومعه يونس محمود لم نعهدها من قبل في قلعة الكؤوس، وبطبعي وكوني إعلاميًا فأنا مع الإثارة والبحث عن التصريحات المثيرة، ولم ألم يومًا لاعبًا على تصريحاته طالما لم تخرج عن المألوف، ومن خلال متابعتي للأحداث الأهلاوية.. صحيح أن المدرب البرتغالي بيريرا اسم كبير في عالم التدريب وحقق نجاحات في الدوري البرتغالي، إلا أن الأصح هو مطالب بواقعية وأن يتعامل مع فريقه حسب إمكاناته، أما أسلوب إدارة الفريق بغير واقعية فلن تجدي نفعًا، فعندما يلعب الأهلي أمام الشباب دون مهاجم صريح فمن الطبيعي ألا يسجل هدفًا، وحينما ينفرد بصاص بالمرمى وهو صانع ألعاب فإن نسبة تسجيله تقل عن فيكتور ويونس المتعودان على مواجهة المرمى، ولا خلاف أن الثنائي الأخير مستواهما متراجع، وحديثي ينصب فقط على الإمكانات المتاحة، ويبدو أن الصورة باتت أكثر وضوحًا بأن الأهلي سيغير محترفيه، وعندما يختار المدرب بيريرا الأسماء التي يريدها ليفعل ما يشاء ومحاسبته ستكون سهلة. خلاصة القول: اطمئنوا على الأهلي فهناك عينٌ خبيرة تتدخل في الوقت المناسبة وهي قادرة على تصحيح كافة الأمور. Abdullah Fallatah@al-madina.com.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :